حقيقة براءة فضل شاكر وعودته إلى الفن

ضجت الصحافة العربية قبل أيام بخبر صدور قرار عن القضاء اللبناني يبرئ الفنان فضل شاكر من تهمة تشكيل عصابة مسلحة، ووصل الأمر ببعض المواقع الإلكترونية إلى إطلاق إشاعات مفادها أن الفنان سيقوم بإصدار ألبوم جديد، ليكون باكورة عودته الفعلية إلى الحياة الفنية، بعد ظهور براءته.
وبالتزامن مع خبر البراءة، الذي أعلنه محمد ابن الفنان فضل شاكر، عبر صفحته الخاصة على «تويتر»، ناشراً جزءاً من وثيقة رسمية، تثبت براءة والده، أكّد حقوقيون لبنانيون أن القضيّة، التي برئ منها فضل، لا علاقة لها أصلاً بتهمة الإرهاب التي حوكم فيها غيابياً، وصدر بحقّه حكم بالسجن 15 عاماً.
فأين الحقيقة؟ وهل برّأ القضاء اللبناني فضل فعلاً؟ وإذا كان القرار بالبراءة قد صدر لماذا لم يخرج الفنان من مخبئه في مخيّم اللاجئين الذي يتوارى فيه منذ عام 2013، والذي يحظر على القوى الأمنية اللبنانية دخوله؟
جمعية الأشرار
الأمر بدأ بنشر محمد فضل شاكر وثيقة الحكم الصادر قبل أيام عن «الهيئة الاتهامية» في جنوب لبنان، إلا أنه لم يظهر في الوثيقة أن الدعوى تتعلّق بالقضية المرفوعة من رئيس بلدية حارة صيدا، سميح الزين، ضد فضل شاكر وشقيقه فادي بجرم التهديد بالقتل.
وتعود القضية إلى صيف 2013، عندما كانت الأمور قد تأزّمت بين فضل ومحيطه، حين التحق بصفوف الشيخ أحمد الأسير، الذي يحاكم اليوم بتهمة تأسيس جماعة إرهابية وقتل جنود لبنانيين في معركة عبرا التي حصلت في صيف ذلك العام.
يومها ظهر فضل في مقابلة تلفزيونية مباشرةً على الهواء، وهدّد رئيس البلدية علناً بقتله بعد إحراق فيلته وسرقة محتوياتها، ليقوم رئيس البلدية برفع دعوى ضد شاكر، منفصلة تماماً عن دعوى المحكمة العسكرية، التي حكمت غيابياً بـ15 عاماً من السجن على فضل، بتهمة المشاركة في تأليف وتمويل تنظيم الأسير الإرهابي.
وقد تم الادعاء على الفنان وشقيقه بجرائم تهديد رئيس بلدية حارة صيدا بالقتل، وإثارة النعرات الطائفية، لكن مُنعت عنهما المحاكمة في تأليف جمعية الأشرار لعدم توافر عناصرها.
مسائل عالقة
وقد عادت أمور فضل لتتعقّد قبيل شهر رمضان، حيث أطلق أغنية «تعبنا من التمثيل» كمقدّمة لمسلسل «مع سبق الإصرار» للفنانة يسرا، إلا أنّ شركة «العدل غروب»، وبناءً على ضغط من الإعلام اللبناني، وأهالي شهداء الجيش، الذين سقطوا في معركة عبرا، أعلنت عن إلغاء تعاونها مع فضل رغم صدور الأغنية، معتذرة من الشعب اللبناني، عبر بيان أكدت فيه أنها لم تكن تعلم أن لفضل مسائل عالقة مع القضاء اللبناني.
إذاً حكم البراءة، الذي ساهم في خلق حالة من الضياع، كان سببه نشر الوثيقة الصادرة عن المحكمة بصورة مجتزأة، أوحت بأن الحكم صادر في القضية التي يحاكم فيها الفنان منذ عام 2013، بعد أن وعد بتسليم نفسه ليحاكم وجاهياً أمام القضاء العسكري، ويثبت براءته بأدلة يقول إنه يمتلكها.
فهل يسلّم فضل شاكر نفسه إلى القضاء وتطوى صفحة محاكمة بدأت منذ خمس سنوات؟