المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

حارِبْ الالتهاب الآن على مائدة الطعام!

 

تساهم الحمية الصحية في إبعاد الالتهاب، أي العملية الكامنة خلف معظم الأمراض الخطيرة.
إليك بعض النصائح في هذا المجال، فلا تتردد في تنفيذها.

نستفيد جميعاً من الالتهاب لأن جهاز المناعة يستعمل هذه العملية لرصد الجزيئات أو الميكروبات الغريبة وتعطيلها.
لا نستمتع طبعاً بسيلان الأنف وحكّة الحلق خلال الزكام الشتوي (مؤشران على نشاط جهاز المناعة)، لكن يخلّصنا الالتهاب في النهاية من الفيروس المسؤول عن المشكلة.
إذا استمرّ الالتهاب بمستويات خفيفة بعد استئصال العنصر الدخيل، يصبح عدوّنا.
في هذا السياق، لوحظ وجود رابط بين عدد كبير من الأمراض الحادة، بما فيها السرطان وأمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل والاكتئاب والألزهايمر، والالتهاب المزمن.
تؤدي الحمية الغذائية دوراً مهماً في نشوء الالتهاب المزمن لأن الجراثيم الهضمية تطلق مواد كيماوية تسبّب الالتهاب أو تكبحه.
وتتفاوت أنواع الجراثيم التي تتكاثر في أمعائنا ومنتجاتها الكيماوية الثانوية بحسب المأكولات المستهلكة، فبينما يشجّع بعض الأغذية على نمو مجموعات جراثيم تحفّز على الالتهاب، تعزز أنواع أخرى نمو جراثيم تقمع الالتهاب.
لذا لا نجد إحدى أقوى الأدوات لمحاربة الالتهاب في الصيدلية بل في قسم المنتجات الغذائية.
في هذا المجال، يقول اطباء التغذية وعلم الأوبئة في قسم التغذية في كلية هارفارد للصحة العامة: “أثبتت دراسات تجريبية كثيرة أن مكوّنات المأكولات أو المشروبات تعطي مفعولاً مضاداً للالتهاب”.
يكفي أن تختار المأكولات المناسبة كي تتمكن من تقليص خطر إصابتك بالأمراض.
لكن إذا اخترتَ الأصناف الخاطئة، سيزيد احتمال إصابتك بالتهاب مزمن، ما يمهّد لنشوء مجموعة من الأمراض التنكسية.

أغذية تعزز الالتهاب

لا عجب في أن تكون الأغذية التي تعزز الالتهاب هي نفسها التي تُعتبر مضرّة بالصحة عموماً، بما في ذلك المشروبات الغازية والكربوهيدرات المكررة واللحوم الحمراء والمصنّعة.
ترتبط أغذية تزيد خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل النوع الثاني من السكري ومرض القلب بالالتهاب المفرط أيضاً.
لذا من المنطقي أن يكون الالتهاب آلية كامنة وضرورية لنشوء تلك الأمراض.
يمكن أن تؤدي المأكولات غير الصحية إلى اكتساب الوزن الذي يُعتبر بحد ذاته عامل خطر للالتهاب.
لكن في دراسات عدة، برز الرابط نفسه بين المأكولات وبين الالتهاب مع أن الباحثين أخذوا البدانة بعين الاعتبار، ما يشير إلى أن اكتساب الوزن ليس العامل المؤثر الوحيد.
كذلك تثبت أدلة متزايدة أنّ بعض المكوّنات أو المقادير الموجودة في الأغذية المصنّعة، مثل المستحلبات المضافة إلى المثلجات، تؤثر في الالتهاب بطريقة مستقلة.

أغذية تحارب الالتهاب

لحسن الحظ، نتناول عدداً من المأكولات والمشروبات تخفّف مخاطر الالتهاب وبالتالي الأمراض المزمنة:

الفاكهة والخضروات

يحتوي معظم الفاكهة والخضروات فاتحة اللون على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة الطبيعية ومواد البوليفينول. تتوافر هذ العناصر الواقية في النباتات.

المكسرات والبذور

ربطت الدراسات أيضاً بين المكسرات والبذور وبين تراجع مؤشرات الالتهاب ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

المشروبات

يقال إن مواد البوليفينول الموجودة في القهوة والمواد الفلافونية الموجودة في الكاكاو تتمتع بخصائص مضادة للالتهاب.
الشاي الأخضر من جهته غني بالبوليفينول ومضادات الأكسدة معاً.

حمية مضادة للالتهاب

تشدّد التوصيات الغذائية العالمية بين عامَي 2015 و2020 على ضرورة تبنّي حمية صحية عامة بدل تحديد أغذية فردية “جيدة” و”سيئة”، ما يعني أنك لن تحتاج إلى برنامج خاص لإيجاد التوازن بين الأغذية التي تسبّب الالتهاب وتلك التي تكافحه. عموماً، تعني الحمية الصحية زيادة استهلاك الفاكهة والخضراوات والمكسرات والحبوب الكاملة والأسماك والزيوت الصحية. إذا طغت المأكولات النباتية وغير المصنّعة والملوّنة على أطباقك، ستكون على الطريق الصحيح. بالإضافة إلى تخفيف الالتهاب، تعطي الحمية الأقل تصنيعاً آثاراً لافتة على مستوى الصحة الجسدية والعاطفية. يشدّد الأطباء على أنّ الحمية الصحية ليست مفيدة لتخفيف مخاطر الأمراض المزمنة فحسب، بل إنها تحسّن المزاج ونوعية الحياة أيضاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى