المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

«جنرال إلكتريك» … عملاق أميركا العابر للقارات

توماس أديسون الذي أضاء العالم باختراعه المصباح الكهربائي عام 1880، ما زال ألقه مستمراً بل وزاد توهجاً عبر شركة جنرال الكتريك التي أسسها عام 1892 لتصبح كياناً عملاقاً من أكبر الصروح الصناعية في العالم.

وإذا كان لجنرال الكتريك تواجد نشط في المنطقة بشكل عام فإن علاقة الشركة العملاقة بالكويت علاقة شديدة الخصوصية، فقد منحتها وزارة التجارة والصناعة الرخصة التجارية لافتتاح «مركز جنرال إلكتريك للتكنولوجيا في الكويت»، وهو المركز الأول من نوعه في الكويت ويهدف إلى تقديم الخدمات والصيانة الفورية وتعزيز الأبحاث المشتركة والترويج للابتكارات الحديثة ضمن قطاع الطاقة.

هذا المركز، المتواجد في قلب منطقة الصليبية، يضم مولدات كهربائية وتوربينات بخارية وتوربينات غازية لكن الهدف منه هو تنشيط العقول والمساعدة على إدارة الابتكار، ويستوعب 900 متدرب سنوياً، ويعد الأول من نوعه خارج الولايات المتحدة الأميركية، حيث يضم ثلاثة أقسام تركز على التدريب، والأدوات، والهندسة.

وخلال جولة نظمتها الشركة لعدد من ممثلي وسائل الإعلام في دول المنطقة في مقري الشركة في مدينتى بادن السويسرية وبلفور الفرنسية، عرض مسؤولو الشركة أحدث التقنيات المستخدمة في مصانعها وقدراتها الفائقة في توفير الحلول المتكاملة والمنوعة لكل عملائها والتي من خلالها تزود الشركة الراغبين في الحصول على التنكولوجيا المنتجة في مصناعها بخيارات متعددة تناسب كل الظروف والإمكانيات.

وكان جليا خلال الجولة ان العمل داخل مصانع جنرال الكتريك أشبه بسيمفونية لا نشاز فيها، بل عزف شديد الدقة وفائق الإبداع لا تشوبه شائبة، فكل عضو في فريق أوركسترا جنرال الكتريك يعرف تماماً المطلوب عمله ومتى وكيف وأين، وهو ما يظهر من خلال العرض التالي:

أكد المدير التنفيذي لوحدة أعمال خدمات الطاقة في شركة جنرال الكتريك بول ماكليني ان «الشركة ملتزمة بما تعهدت به أمام الحكومة الكويتية في شأن تدريب الكويتيين على التكنولوجيا الحديثة».

وشدد ماكليني في إجابته عن سؤال لـ«الراي» خلال لقائه وفدا إعلاميا من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مدينة بادن السويسرية في أعقاب جولة ميدانية زار فيها الوفد مقر الشركة هناك ومركز التوربينات في مدينة بلفور الفرنسية، على ان «الكويت سوق مهم بالنسبة للشركة».

وتعمل شركة «جنرال إلكتريك» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا منذ أكثر من ثمانين عاماً حيث تنشط في 24 دولة عبر المنطقة، ولديها أكثر من 9 آلاف موظف وما يزيد على 3 آلاف عميل.

وتحرص «جنرال إلكتريك» على الارتقاء بتقنيات توليد الطاقة نحو مرحلة جديدة حيث تساهم تقنياتها في إنتاج نحو ثلثي حجم الطاقة المولدة في المنطقة، وتبلغ قيمة خدمات الطاقة في جنرال الكتريك قرابة 15 مليار دولار وتتخذ من مدينة بادن السويسرية مقراً لها.

وعن خدمات الشركة في المنطقة، قال الرئيس والرئيس التنفيذي لوحدة أعمال خدمات الطاقة لدى «جنرال إلكتريك» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا جوزيف أنيس: «تقود جنرال إلكتريك مسيرة التحول الصناعي الرقمي في المنطقة من خلال التقنيات المتطورة التي تمكن شركاءنا من تحقيق مستويات منقطعة النظير من الكفاءة والإنتاجية، وتتلاءم التوربينات الغازية العاملة بتقنية H-class والتحديث الجديد 9EMax بشكل خاص مع الظروف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يركز مشغلو المحطات بشكل متزايد على جوانب الكفاءة والمرونة وتعزيز أداء الأصول».

وعملت جنرال الكتريك على تطوير عدد كبير من التقنيات ومن بينها تقنية H-Class الثورية والتي تعد نقلة حقيقية في مجال الطاقة فإن التوربين يزن نحو 400 طن أي ما يعادل وزن اثنين من الحيتان الزرقاء الضخمة، ويعتبر التوربين 9HA ثمرةً لاستثمار بقيمة ملياري دولار من قبل جنرال إلكتريك للطاقة، وتساهم تقنية H-Class في تعزيز كفاءة التوربين بنسبة تفوق 62 في المئة في الدورة المركبة بما يثمر ترشيدا كبيرا في استهلاك الوقود وبالتالي المساهمة في مواكبة الطلب المتنامي على الطاقة.

ويتم تسجيل هذا المعدل القياسي من الكفاءة عبر توظيف إمكانات حلول محطات الطاقة الرقمية التي تساعد في بلوغ مستويات جديدة كان يصعب بلوغها في الماضي.

وتتيح هذه التقنية إمكانات متنوعة مثل نظام التحكم الرقمي وتوظيف البيانات في الوقت الحقيقي لتحقيق أفضل النتائج في المحطة من خلال عمليات مستقرة وعالية الكفاءة، فضلاً عن توفير رؤى تنبؤية قيّمة للارتقاء بمستويات التحسن والموثوقية.

وتشكل توربينات 9HA خير مثال عن دور منصة GE Store، حيث تنطوي على تقنيات متقدمة تم تطويرها ضمن محفظة أعمال «جنرال إلكتريك»، بما في ذلك هيكل يتم تبريده بالهواء ومواد متطورة، فضلاً عن اختبارات التشغيل والموثوقية، كما تساهم هذه التوربينات في تحقيق دورة حياة منخفضة التكلفة لكل ميغاواط، وتعتبر وفورات الحجم التي تسجلها هذه التوربينات الغازية التي تولد طاقة كهربائية أكبر، غير مسبوقة على الإطلاق.

من جهة أخرى، يوفر التوربين مرونة غير مسبوقة على مستوى القطاع، فهو يتيح للعملاء الحفاظ على معدلات مستقرة من الطاقة التي يتم توليدها، وثقة عالية من حيث استيعاب تبدلات مستويات الطلب في الشبكة عبر الاستجابة السريعة، فضلاً عن التغيرات في الأحمال وغيرها من المزايا.

ويستطيع التوربين العمل بالطاقة القصوى خلال أقل من 30 دقيقة، ويتيح ذلك للتوربينات القيام بعمليات تتسم بالثقة والمرونة في محطات توليد الطاقة الضخمة ومحطات الطاقة للمرافق وكذلك محطات الطاقة الصغيرة الحجم، كما يساهم في تعزيز الاستفادة من الطاقة المتجددة من خلال تمكين الاستجابة السريعة للتقلبات في الطلب على الشبكة وظروف الطقس.

وتعمل توربينات 9HA من «جنرال إلكتريك» بوقود الغاز والوقود السائل إضافةً إلى أنواع أخرى من الغاز بما فيها الإيثان المرتفع وغاز النتروجين المسال، وتشكل مرونة العمل بمختلف أنواع الوقود، من أهم المزايا التي تجذب العملاء في المنطقة إلى هذا النوع. ومن خلال توافر نموذجين بتردد 50 هرتز هما 9HA.01 باستطاعة 429 ميغاواط و9HA.02 باستطاعة 519 ميغاواط، يمكن لمشغلي محطات توليد الطاقة اختيار التوربينات الغازية التي تلائم متطلباتهم.

وقد ساهمت التقنيات التي تم ابتكارها أخيراً في «المركز العالمي للتميز في كفاءة الطاقة» بمدينة بلفور في تحقيق أرقامٍ قياسية على صعيد تشغيل أكثر محطات توليد الطاقة العاملة بنظام الدورة المركبة كفاءةً في العالم، وذلك من خلال تسجيل معدل كفاءة يصل إلى 62.22 في المئة في محطة «بوشان» التابعة لـ«شركة الكهرباء الفرنسية» في فرنسا التي بدأت عملياتها التشغيلية رسمياً يوم 17 يونيو 2016، أول محطة في العالم تعمل بنظام الدورة المركبة عبر توربينات HA من «جنرال إلكتريك».

ويُعتبر المركز الوحيد المنتج لتوربينات الغاز المتوسطة والعالية الطاقة في فرنسا، وهو مركز عالمي متميز في إنتاج توربينات غازية بتردد 50 هرتز، حيث استثمرت فيه «جنرال إلكتريك» أكثر من 200 مليون دولار ويضم أكثر من 4 آلاف موظف من ضمنهم 1800 خبير مؤهل لتطوير المحطات المتقدمة والعاملة بنظام الدورة المركبة والبسيطة في مختلف أنحاء العالم.

وخلال عام 1959، نجح مركز بلفور في إنتاج أول توربين غازي مرخص من قبل «جنرال إلكتريك»، وقد وصل عدد وحدات التوربينات الغازية التي قام بتصنيعها حتى الآن إلى 1800 وحدة.

وفي مايو 2015، تم إطلاق توربين 9HA عالي الكفاءة رسمياً في مدينة بلفور، حيث تم بناء الوحدة الأولى لمحطة مدينة بوشان التابعة لـ «شركة الكهرباء الفرنسية» (EDF) وبالإضافة إلى إطلاق عملياته في مدينة بوشان، يحظى توربين 9HA بطلبٍ كبير من مشغلي محطات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان.

وعلى سبيل المثال، قدمت «شركة ألمنيوم البحرين» طلباً بشراء ثلاثة توربينات غازية من طراز HA لتشغيل أكبر مصهر ألمنيوم في موقع واحد على مستوى العالم.

وفي إطار سعي الشركة لتعزيز قدرات تصنيع نظم توربينات الغاز محلياً، قام «مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا» في الدمام، برفع مستوى قدراته لتصنيع توربينات عالية الأداء من طراز H محلياً.

من الجولة

«هدير»… جنرال إلكتريك

انضم إلى شركة جنرال إلكتريك مؤخرا «هدير»، وهو عبارة عن شخصية كرتونية يقدم شرحا عن أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في الشركة وطريقة عمل المحطات وغيرها من الأمور الفنية بطريقة سهلة ومبسطة.

العملاق والتقنيات الرقمية

انطلاقاً من تركيزها على التقنيات الصناعية الرقمية التي تساهم بالوصول إلى مستويات منقطعة النظير من الكفاءة والإنتاجية، تدعم «جنرال إلكتريك» عملاءها في إعادة رسم ملامح قطاع الطاقة، مستندة في ذلك إلى الإمكانات الضخمة التي توفرها منصة GE Store لتبادل الأفكار والتطبيقات والحلول المبتكرة التي يتم نشرها عبر مختلف القطاعات لتحسين نتائج العملاء.

وتؤكد «جنرال إلكتريك» ذلك من خلال إطلاق توربين غازي عالي الأداء من طراز H-Class 9HA الأضخم والأكثر كفاءة في العالم، كما أطلقت الشركة تكنولوجيا 9Emax الجديدة لتحديث التوربينات الغازية من طراز E 9 من «جنرال إلكتريك»، والذي يعزز مستويات الإنتاج والكفاءة إلى جانب المساهمة في خفض تكاليف التشغيل. وتنطوي تكنولوجيا 9EMax على أهمية بالغة بالنسبة لعملاء توربينات 9E من «جنرال إلكتريك» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث قد تفضي الحرارة المرتفعة إلى تحديات تشغيلية صعبة.

ومع وجود أكثر من 300 توربين غازي مركب من طراز 9E في المنطقة – تساهم في توليد أكثر من 37 غيغاواط من الطاقة- فإن الحل الجديد سيزيد عمرها الافتراضي ويضمن أعلى مستويات الكفاءة والمرونة والموثوقية.

طفرة نوعية في الأداء

اجتازت تكنولوجيا توربين 9EMax المطور اختبارات التحقق الأولية ضمن منشأة تابعة للشركة في قارة آسيا وتم طرحها تجارياً للعملاء في مختلف أنحاء العالم. وتم تطوير هذا الحل كجزءٍ من منصة حلول محطات التوليد الشاملة Fleet360، بالاستناد إلى دراسة معمقة لأداء اسطول الشركة العالمي الذي يضم ما يزيد على 700 وحدة وتحليل بيانات أكثر من 120 مليون ساعة عمل لهذه التوربينات.

وأتاح الجمع بين هذه البيانات والخبرات بالإضافة إلى منهجية العمل السريع من «جنرال إلكتريك» لتطوير الحلول، ضمان تصميم 9EMax بما يواكب احتياجات العملاء، إذ يعيد ضبط الساعة التشغيلية إلى الصفر في توربينات 9E التي شارف عمرها الافتراضي على الانتهاء. أما بالنسبة للتوربينات الأحدث، فتشكل وحدة توربين 9Emax بديلاً جديداً لحل flange-to flange، حيث تعزز الكفاءة التشغيلية للتوربينات بنحو 4 في المئة تقريباً، وترفع إنتاجيتها إلى 143 ميغاواط بالنسبة لوحدات 9E.03 السابقة، كما يُعتبر الحل الأمثل لرفع الكفاءة التشغيلية وخفض التكلفة نظراً لموثوقيته العالية وإطالته للفترات الزمنية بين عمليات الصيانة.

الخليج يحتاج 100 غيغاواط خلال 10 سنوات في الوقت الذي تواصل فيه معدلات الطلب على الطاقة تسجيل نمو لافت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف مواكبة احتياجات عدد السكان المتنامي ومشاريع البنية التحتية، تشير تقديرات «مجلس الطاقة العالمي» إلى حاجة بلدان الخليج العربي إلى 100 غيغاواط إضافية من الطاقة خلال السنوات الـ10 المقبلة، وهو ما يعادل استثمارات بقيمة تفوق 50 مليار دولار في تطوير إمكانات توليد الطاقة. ويرتفع الطلب على الطاقة ضمن مختلف أرجاء المنطقة بمعدل وسطي قدره 8 في المئة سنوياً، ونتيجةً لذلك، يحتاج منتجو الطاقة إلى تقنيات تتسم بمزيد من الكفاءة والمرونة والموثوقية لتعزيز إمكانات توليد الطاقة مع التركيز على الاستخدام المستدام للموارد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى