جرحى في صدامات جنوب إيران

جرح عدد من الاشخاص في مواجهات جرت ليل السبت الاحد بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على تلوث المياه في خرمشهر، بجنوب غرب ايران، حسبما اعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
وقالت الوكالة نقلا عن نائب محافظ خرمشهر ولي الله حياتي «لم يقتل احد»، وذلك بعدما اكدت قناة العربية ان الشرطة «قتلت اربعة متظاهرين» على الاقل خلال هذه الصدامات.
والحصيلة الرسمية لهذه الاضطرابات هي اصابة متظاهر واحد بجروح خطيرة وعدد من رجال الشرطة بجروح طفيفة بسبب رشقهم بمقذوفات.
ودعا وزير الداخلية للهدوء بعد أن تحولت الاحتجاجات بسبب نقص المياه إلى أعمال عنف وسط تقارير عن إطلاق الشرطة النار على المحتجين الذين هاجموا بنوكا ومباني عامة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الوزير عبد الرضا رحماني فاضل قوله «نبذل الجهود لإنهاء هذه الاحتجاجات بأسرع ما يمكن وسط ضبط نفس من جانب الشرطة وتعاون السلطات، لكن إذا حدث العكس ستقوم الجهات القضائية وقوات إنفاذ القانون بواجبها».
وكان يمكن سماع دوي إطلاق نار في تسجيلات مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي عن الاحتجاجات في خورمشهر التي تشهد احتجاجات منذ ثلاثة أيام، إلى جانب مدينة عبدان المجاورة.
وعرض التلفزيون الحكومي لقطات تظهر بنوكا تحطمت واجهاتها ولقطات أظهرت محتجا واضح الملامح يحمل مسدسا.
وذكرت وسائل الإعلام أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في حين أضرم المحتجون النار في جسر وحديقة تحيط بمتحف عن الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات.
واندلعت عدة احتجاجات في إيران منذ بداية العام بسبب المياه، وهي مصدر قلق متزايد على الصعيد السياسي بسبب موجة جفاف يقول سكان ومحللون إنها تفاقمت بسبب سوء الإدارة.
ويعيش في إقليم خوزستان الغني بالنفط الذي تقع به مدينة خورمشهر العديد من أفراد الأقلية العربية في إيران، الذين يشكون منذ فترة طويلة من التمييز ضدهم والتشديد الأمني.
وتواجه ايران صعوبات اقتصادية منذ اشهر.
وفي خطاب بثه التلفزيون الحكومي امس، رأى النائب الاول للرئيس الايراني اسحق جهانجيري ان اعادة فرض العقوبات الاميركية (التي علقت بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015 الذي قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه) ليست العامل الوحيد الذي يفسر ذلك.
واضاف ان الاقتصاد الايراني يعاني من «مشاكل» بينها الاعتماد المبالغ فيه على النفط وضعف القطاعين الخاص والمصرفي.
تغيير النظام
وكان رودي جولياني المستشار القانوني للرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال، خلال مؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السبت، إن ترامب سيخنق «آيات الله المستبدين» في إيران، ملمحا إلى أن تحركه صوب إعادة فرض عقوبات على طهران يهدف بشكل مباشر إلى تغيير النظام.
وقال جولياني في مقابلة مع رويترز «لا يمكنني التحدث نيابة عن الرئيس، لكن يبدو من المؤكد أنه لا يعتقد أن ثمة فرصة كبيرة لتغيير السلوك ما لم يتم تغيير الأشخاص والفلسفة».
وأضاف جولياني «نحن أقوى اقتصاد في العالم.. وإذا عزلناك فحينها ستنهار»، مشيرا إلى الاحتجاجات التي خرجت في الآونة الأخيرة في إيران.
وخلال المؤتمر ذاته للمعارضة الايرانية العام الماضي في باريس، أبلغ جون بولتون أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بأنهم سيحكمون إيران قبل عام 2019. وكان بولتون عُين مستشارا لترامب لشؤون الأمن القومي في أبريل من العام الجاري.
وفي مايو ، قال بولتون إن سياسة الإدارة هي التأكد من أن إيران لن تحصل مطلقا على أسلحة نووية وليس تغيير النظام.
ونتيجة الخوف من العقوبات، التي قال جولياني إنها ستزيد، غادرت شركات كبيرة إيران رغم تعهد أوروبا بإنقاذ الاتفاق. وتقول بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي وقعت على الاتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين إن الاتفاق يمنع إيران من تطوير وقود نووي يستخدم في صناعة الأسلحة.
لكن جولياني قال إن أوروبا يجب أن «تشعر بالخجل» من نفسها.
وأضاف «أي شخص يعتقد أن آيات الله أشخاص يتحلون بالصدق فهو أحمق. إنهم مخادعون وهذا ما تدعمه أوروبا… قتلة ورعاة للإرهاب. وبدلا من اغتنام فرصة لإسقاطهم هم يدعمونهم الآن». (ا ف ب ، رويترز)