«جال الزور» يُطمر بمخلفات مجهولة!
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2017/01/114934-32.jpg)
الاهمال آفة تسببت بدمار وتآكل البيئة الكويتية، التي تسجل منذ سنوات مؤشرات متراجعة نتيجة تلوث البحر والهواء وتصحر عصف بترابها، وتحت وطأة الانشطة البشرية وغياب الوعي يتم استنزاف الثروات الطبيعية للبلاد.
وفي صرخة احتجاج اطلقها علماء الجيولوجيا في جامعة الكويت، طالبوا خلالها بوقف التعديات العشوائية التي تشهدها منطقة «جال الزور» الاثرية والنادرة، حيث تحولت المنطقة الواقعة شمال جون الكويت الى مكب للنفايات بصورة عشوائية، ولا يستبعد ان يتم طمر هذا المعلم الجيولوجي بالنفايات بعد فترة من الزمن كما حدث لمردم «القرين» و«جليب الشيوخ» وغيرهما، لتكون شاهداً آخر على اهمال الجهات المعنية وغياب المتابعة والتخطيط في البلاد.
حذرت استاذة الجيولوجيا في جامعة الكويت د. فاطمة عبدالله من استمرار التعديات البيئية على جال الزور وما يتسبب به من تلوث للتربة والمياه الجوفية وبحر الدوحة القريب من المنطقة ذات المنحدرات الحادة التي تسهل جريان الملوثات الى البحر مباشرة بعد هطول الامطار، فضلاً عن وصول عصارة المخلفات المجهولة المصدر الى المياه الجوفية.
ولفتت عبدالله في حديث مع القبس، الى رصد مخلفات بلاستيكية وورقية ومخلفات حيوانات، فضلاً عن سيارات مهملة ومحروقة وأكياس قمامة لوثت المكان وأثرت في الكائنات الدقيقة التي تعيش بالمنطقة وتدخل ضمن النظام البيئي لها، كما تدل الترسبات الرملية على أن هذه الملوثات كانت منذ فترة طويلة، مما أدى لتداخل الملوثات البلاستيكية والزجاجية بين طبقات الرمال.
ونددت عبدالله بتحول المنطقة لموقع رمي المخلفات البشرية بمكان من أهم معالم الكويت الطبيعية، والتي شوهتها الانشطة البشرية الخاطئة بعيداً عن رقابة الجهات المختصة من هيئة البيئة ووزارة الصحة وبلدية الكويت.
معلم أثري
وقالت عبدالله ان منطقة جال الزور تقع شمال جون الكويت، وتعتبر أحد أهم المظاهر الطبوغرافية والجيولوجية في البلاد، ويصل ارتفاع الجال الى حوالي 150م فوق سطح البحر وينحدر بميل عال جدا يكاد أن يكون بزاوية قائمة عن سطح الأرض، ويمتد طوله لمسافة 60 كلم من منطقة الأطراف غرباً إلى منطقة الصبية شرقاً.
وعن اهمية المكان اوضحت ان منطقة جال الزور معلم طبوغرافي يتميز بطبيعة صخرية هي الوحيدة في البلاد، فضلاً عن الأسباب الجيولوجية أو عمليات التعرية التي جعلت منها منطقة جذب لدراسات جيولوجية خاصة بمنطقة تصعب أن تجد مثل هذه المكاشف الصخرية، حيث إن معظم الطبقات الصخرية في الكويت تتواجد تحت سطح الأرض.
وتابعت: ولهذا فإن هذه المنطقة تعتبر من أهم المناطق الجيولوجية بالكويت للدراسة وعمل الأبحاث، حيث تحتوي على صخور رملية تشبه صخور خزانات البترول تحت سطح الأرض، وان وجود مثل هذه الصخور في مكان مكشوف دون الحاجة الى الحفر بباطن الارض يوفر على الدولة مبالغ مالية، حيث يسهل على العلماء دراسة الصخور ومعرفة التكوينات النفطية وامتدادها.
البترول الكويتي
وذكرت ان اهمية المنطقة علمياً وأثرياً مرتبطة بطبيعة المكاشف الصخرية غير المغطاة بأي نوع من النباتات، نظرا للطبيعة المناخية للمنطقة، التي سهلت مشاهدتها وتحليلها وقياسها.
اوضحت عبدالله ان النفط عبارة عن عصارة مواد عضوية يطلق عليها «اصل البترول»، وفي الكويت يقدر عمر البترول بـ 100 مليون سنة، ويعود للعصور الطباشيرية، ويتوافر في معظم مناطق البلاد بجودة عالية، مؤكدة اهمية المكاشف الصخرية في جال الزور بالنسبة لعلماء البترول، حيث يمكن معرفة كميات النفط ونوعياته من خلال دراسة صخور المنطقة.
ودعت عبدالله الى تحويل جال الزور إلى معلم سياحي أسوةً بدول العالم التي تحول المناطق ذات الطبيعة المميزة الى مكان للسياحة والترفية، من خلال توفير استراحات ومقاه يتردد عليها السياح ومحبو الطبيعة وكذلك الباحثون من علماء الجيولوجيا والأحياء والطلبة، فضلاً عن توفير عنصر الرقابة على المكان بالنسبة للجهات المعنية.
تفادي الأخطاء الماضية
ناشدت د. فوزية عبدالله الجهات المعنية في البلاد المحافظة على المنطقة وتفادي الاخطاء الماضية، كما اكدت ضرورة الالتزام في ما يلي:
1- مراقبة المنطقة ومعاقبة من يقوم برمي هذه المخلفات.
2- تنظيفها من جميع أنواع الملوثات قبل تفاقم المشكلة.
3- جعل المنطقة محمية جيولوجية كما هي الحال في محمية صباح الأحمد.