المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

جابر العلي: بالون المعدة من الإجراءات الآمنة

تعتبر السمنة من الامراض المنتشرة عالميا بحيث صنفتها عدة منظمات عالمية كنوع من الاوبئة. لذا، يستمر الطب في ابتكار حلول وعلاجات لمحاربتها وعلاجها، بدءا من الحميات الغذائية وعقاقير التخسيس وانتهاء بالعمليات الجراحية المختلفة، والتي من أهمها عملية تحويل مسار المعدة وتكميمها. وهناك تقنيات غير جراحية تتم عبر مناظير الجهاز الهضمي، ومن أهمها عملية زرع البالون.
وشرح د. جابر العلي، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير وبروفيسور في كلية الطب قائلا «زرع البالون في المعدة من العمليات المعترف بها عالميا، وقد وثقت الجمعيات الاوروبية والاميركية والكندية امانها وفعاليتها في علاج حالات السمنة. وهي مناسبة لمن تتراوح كتلة اجسامهم ما بين 27.5 و 35. أما الذين تعدت كتلة اجسامهم 35، فيعتبرون مصابين بالسمنة المفرطة وينصحون بالخضوع لعمليات علاج السمنة الجراحية او غير الجراحية، خاصة لو كانوا مصابين بالأمراض المزمنة والخطرة كالسكر وارتفاع ضغط الدم وامراض القلب».
ليس هناك شك حول فائدة البالون في خسارة الوزن الزائد. فقد دلت الابحاث الى أنه يسهم في خسارة ما بين 13-20 كلغ من الوزن، ويختلف ذلك اعتمادا على التزام المريض بإرشادات اختصاصي التغذية والطبيب وتفاديه للعادات الغذائية الخطأ».

◗ أنواع بالون المعدة
تتوافر حاليا عدة أنواع من بالون المعدة وهي:
– بالون يزرع عن طريق المنظار: يتم ادخال هذا البالون عبر منظار الجهاز الهضمي العلوي تحت تأثير التخدير الكامل ليصل الى المعدة. ثم يقوم الطبيب بملئه بالماء ليصل الى الحجم الذي يجده مناسبا لكل مريض.
– بالون الكبسولة الذي يتم بلعه: هو عبارة عن كبسولة صغيرة موصلة بأنبوب صغير، وحجمها أكبر قليلا من كبسولة فيتامين د. يقوم المريض ببلعها ويتتبع الطبيب مكانها عبر التصوير الاشعاعي الى ان يتأكد من استقرارها في المعدة، ثم يملأها بـ550 ملغ من الماء. وبعد ذلك يسحب الانبوب ويترك البالون في المعدة.
– البالون المبرمج أو الذكي (احدث نوع): يزرع في المعدة عبر البلع مثل طريقة زرع الكبسولة السابقة، لكن الفرق يكمن في كونه مبرمجا بأن يفتح صمامه حتى يفرغ ما به من ماء بعد اربعة اشهر. وبعد ذلك يتحول البالون الى مادة تتفتت تشبه المنديل الورقي حتى تمر بكل امان عبر الامعاء وتخرج في البراز.

◗ المضاعفات المحتملة
– الغثيان والترجيع وتقلصات وآلام في المعدة خلال الايام الخمسة الاولى. وعادة ما تختفي هذه الاعراض، لكن احيانا قد يستمر المغص والترجيع لفترة أطول ليؤدي الى نقص معدل السوائل في الجسم ويؤثر في صحة الكلى.
– في حالات نادرة قد يحدث ثقب في البالون، فيفرغ السائل وينزل الى الامعاء الدقيقة ويسبب انسدادها. وذلك أكثر ورودا في المرضى الذين خضعوا سابقا لبعض انواع عمليات البطن والمعدة. لذا، على الطبيب تقييم حالة المريض وتاريخه حتى يحدد ان كان ملائما لزرع البالون.

◗ فوائدها
وحول فوائد البالون قال د. جابر «لا يمكن انكار انها مفيدة لعلاج السمنة الخفيفة، وان مضاعفاتها ومخاطرها أقل بكثير مقارنة بعمليات السمنة الجراحية. وفعاليتها في خسارة الوزن تعتمد على اجتهاد والتزام المريض بتعديل اسلوب تغذيته وحياته. فصحيح ان البالون سيأخذ حيزا في المعدة ويقلل شهية المريض، لكنه لن يسد المعدة. لذا، عليه السيطرة على شهيته للأغذية العالية بالسعرات الحرارية وخاصة السكريات والدهون».

◗ المتابعة الطبية
يختلف جدول المتابعة الطبية بعد زرع البالون لكل حالة. وبشكل عام، ينصح بزيارة الطبيب بعد زرع البالون بيوم ثم بأسبوع ويليه زيارات شهرية الى حين الوصول الى وقت إزالة البالون.

◗ إزالة البالون
بالنسبة للبالون الذكي فبعد اربعة اشهر يقوم اوتوماتيكيا بتفريغ ما به من سائل ثم يتفتت ليخرج بأمان عبر البراز. أما البالونات الاخرى فلابد من الدخول بالمنظار لتفريغها من السائل ثم سحبها عبر الفم. ولكل بالون مدة صلاحية في المعدة، تتراوح ما بين 3 اشهر لنوع «أو» بالون الشهير وهناك نوعيات تبقى 6 و 12 شهرا. ويجب عدم ترك البالون لمدة اطول من مدة صلاحيته لما في ذلك من مشاكل صحية. فعصارات المعدة قد تثقب البالون ليفرغ جزءا من السائل ثم يدخل البالون الى الامعاء ليسدها.

◗ النتيجة تعتمد على المريض
شدد الدكتور على أهمية تعديل المريض لعاداته الغذائية والسلوكية الخطأ التي ادت الى اكتسابه الوزن في السابق. وقال «زرع البالون في المعدة سيكبح شهية الشخص مما سيساعده ويدربه على اتباع تغذية صحية وتقليل كمية الوجبات حتى يخسر الوزن الزائد. لكن عليه التعود والالتزام بذلك حتى بعد ازالة البالون حتى لا يستعيد ما خسره من وزن».

كيف يعمل البالون؟

يزرع البالون في أعلى المعدة، وهو الجزء الأكثر حساسية للشعور بالشبع، مما يؤدي الى إرسال إشارات شبع كاذبة للدماغ بعد تناول الشخص كمية صغيرة من الطعام. كما يبطئ البالون من تفريغ المعدة، مما يطيل الشعور بالشبع لمدة طويلة نسبيا. لذا، تقل كمية ما يتناوله الشخص من طعام نظرا الى انخفاض شعوره بالجوع. ومن الخطأ الاعتقاد بان البالون سيوسع المعدة، لأنه يشغل خمس أو ربع حجم المعدة تقريبا.

تصغير المعدة غير الجراحي

آخر التقنيات الحديثة لعلاج السمنة هي اجراء يستخدم المناظير غير الجراحية لتصغير المعدة. وشرح د. جابر قائلا «رغم انتشارها منذ فترة طويلة في الدول المتقدمة، لكنا بدأنا في اجراء هذه التقنية منذ عدة أشهر في القطاعين الخاص والحكومي. وتعتمد فكرتها على دخول المنظار عبر الفم إلى المعدة، حتى يقوم الطبيب بتصغير المعدة عبر طيّها وعمل غرز داخلية لتصبح مثل نتيجة عملية التكميم، لكن من دون قص المعدة. وهذه التقنية تتفادى الحاجة لعمل أي جرح خارجي. وتعتبر من عمليات اليوم الواحد التي تتم تحت تأثير التخدير الكامل وتستغرق من 50 – 60 دقيقة، ويمكن للمريض ان يخرج من المستشفى في يوم العملية نفسه. ونتائجها ممتازة عالميا، حيث تقرن بخسارة حوالي %50 – %60 من الوزن الزائد. وطبعا، فتصغير المعدة هنا يكون بشكل دائم وليس مؤقتا مثل بالون المعدة الذي تجب ازالته بعد عدة اشهر. وآثارها الجانبية قليلة جدا، حيث يقل احتمال التسريب والنزف كثيرا مقارنة بعملية تكميم المعدة الجراحي. لكنها لا تناسب جميع الاوزان بل فقط الذين تتراوح كتلة اجسامهم ما بين 30 – 40، اي لم تصل الى مرحلة السمنة المفرطة. فيما لا يزال الخيار العلاجي الافضل لمن وصلوا الى السمنة المفرطة هو العمليات الجراحية».
◗ موانعها
لا تناسب هذه التقنية الحديثة من خضعوا سابقا لبعض أنواع العمليات الجراحية في داخل المعدة. بيد أنها تناسب من خضعوا سابقا لعمليات تحويل مسار المعدة او تكميمها وعاودتهم السمنة، بسبب اتساع الصمام الذي بين المعدة والامعاء او كبر حجم المعدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى