المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

توترات المضائق.. وإمدادات النفط العالمية

 

يشكل مضيقا هرمز وباب المندب أهمية بالغة لإمدادات النفط الخام من جهة، والتجارة العالمية من جهة أخرى، إذ يعد مضيق هرمز، النافذة الأفضل لصادرات نفط الخليج وإيران والعراق، إلى العالم. بينما يعد مضيق باب المندب، الواقع جنوب غرب الجزيرة العربية، هو الخيار المفضل لحركة التجارة بين دول آسيا من جهة وافريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية، من جهة أخرى. بحسب تقرير لوكالة أنباء الأناضول.

وفي نوفمبر المقبل، ستفرض الولايات المتحدة، عقوبات على إيران، تتمثل في تقييد صادرات النفط الخام إلى الخارج، والشركات المتعاونة معها. ويعد النفط الخام، مصدر الدخل الرئيس لإيران والمصدر الأوحد تقريبا للنقد الأجنبي، إذ تنتج قرابة 3.8 ملايين برميل يوميا، وفق أرقام أوپيك.

ووفق أرقام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول أوپيك، وإدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن قرابة 17 مليون برميل من النفط، تمر يوميا عبر مضيق هرمز.

ويعود النفط المصدر عبر المضيق، لدول السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- والإمارات والكويت والعراق والبحرين وقطر (إضافة إلى الغاز).

وتبلغ صادرات دول الخليج إضافة إلى العراق وإيران من النفط الخام، من جميع المنافذ، نحو 17.9 مليون برميل يوميا.

مضيق هرمز

وتعني عرقلة إمدادات النفط الخام عبر مضيق هرمز، صعودا في أسعار النفط الخام، التي تراوح حاليا في نطاق 74 دولارا للبرميل، وبالتالي ارتفاع كلفة الإنتاج الصناعي عالميا.

وما نسبته 40% من صادرات النفط العالمية ومشتقاته، تمر عبر مضيق هرمز. وتصدر السعودية 88% من إجمالي صادراتها النفطية (نفط ومشتقات بترولية)، والعراق 98%، والإمارات 99%، وكل صادرات نفط إيران والكويت وقطر.

إلا أن أحد الحلول الشحيحة لنقل نفط الخليج إلى الغرب في حال اغلاق مضيق هرمز، سيكون عبر العراق، ومنه عبر خط أنابيب مقام حاليا طوله 970 كلم، ويصل إلى ميناء جيهان التركي.

وحتى العام الماضي، كان ميناء جيهان التركي يستخدم لنقل نفط كركوك بمتوسط 250 ألف برميل يوميا.

باب المندب

بينما مضيق باب المندب، الذي تعود أهميته لاختصار مسافة إمدادات التجارة العالمية بين شرق الكرة الأرضية وغربها، مرورا بقناة السويس المصرية، فإن 25 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع تمر سنويا من المضيق، وتمثل 7% من الملاحة الدولية.

ومن شأن عرقلة حركة التجارة عبر المضيق، أن يرفع من كلفة الصادرات، إذ ستضطر السفن لسلك طريق رأس الرجاء الصالح (على سواحل جنوب افريقيا)، لنقل البضائع بين الشرق والغرب.

وأعلنت وزارة الطاقة السعودية مساء الأربعاء الماضي عن وقف فوري ومؤقت لحركة ناقلات النفط السعودية عبر المضيق، بسبب هجوم نفذه الحوثيون على ناقلتي نفط سعوديتين.

في المقابل، أعلنت شركة ناقلات النفط الكويتية إن تأثير الأحداث عند باب المندب محدود على النفط الكويتي، وهناك خطط بديلة للتعامل مع الأمر.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ناقلات النفط الكويتية، الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح، في بيان، إن التأثير محدود نظرا لأن 90% من النفط الكويتي يتجه إلى دول جنوب شرق آسيا ولا يعبر باب المندب من الأساس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى