تنحي السيد عبطان عن العمل السياسي خسارة ليست بالهينة
• بقلم: إياد الإمارة
انا اعرف الرجل عن كثب وكان لي شرف العمل معه في مجال الإعلام، كان دمث الاخلاق، لين العريكة، مطلع بشكل كامل على تفاصيل عمله، مستمع جيد، يصغي بتركيز، متابع حاذق، صحيح ان فترة عملي بمعيته لم تكن طويلة لكنها كانت مناسبة لاكتشاف شخصية السيد عبد الحسين عبطان المحبوبة جدا..
انقطعت علاقة العمل معه ولم يكن لي أن اتواصل معه لكنه شخصية عامة اثبت حضورا متميزا في وزارة الشباب والرياضة مسجلا نجاحات باهرة لم تُحسب له فقط بل حُسبت للعراق بصورة عامة ولم تحُسب لتياره الذي لم يتسع لطريقة عمل هذا الرجل المفعم بالنشاط والحيوية والمكلل بالنجاح في أغلب مواقع المسؤولية التي تسنمها.
خروج الوزير السابق الناجح عبد الحسين عبطان عن المسرح السياسي خسارة ليست بالقليلة في ظل الأجواء المحبطة التي نعيشها في العراق، وكان من المحبذ التمسك به تنفيذيا بغض النظر عن إنتمائه السياسي وتمثيله البرلماني، هذا هو الإنصاف الوطني الذي يعني وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، عبطان جُرب فأجاد لأنه يمتلك خبرة إدارية ليست قصيرة وهو يحظى بثقة جماهيرية واسعة.
اتذكر للسيد عبطان دموعه التي سالت على أرضية ملعب جذع النخلة في البصرة الحبيبة وما كتبته عنه وعن دموعه واصفا إياها بأنها نهر بصري “سابع” فرات عذب، لقد كانت دموع وطن وإنجاز ولنا أن نقدر له ذلك في البصرة والعراق.
اما بخصوص تنحيه عن تيار الحكمة أو عن العمل السياسي فالنتيجة ليست واحدة وله ان يتنحى عن هذا التيار فهذا خياره لكن أن يتنحى عن دوره الوطني اعتقد ان ذلك ليس من خياره.
وبالنهاية فأنا أتمنى أن لا تخلوا ساحتنا العراقية من المخلصين الجادين الذين اثبتت التجارب نجاحهم..