تعرّف إلى علاجات الحساسيّة الجديدة
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2018/11/1-28.jpg)
تزداد حالات الحساسية شيوعاً وتتفاقم أعراضها مع مرور الوقت، لا سيما العطس وسيلان الأنف والحكّة لكن تتعدّد العلاجات التي تسمح بتحسين نوعية حياة المرضى. تعرّف إليها معنا.
حساسية تنفسية مؤشرات أساسيّة
انسداد الأنف: إذا تجدّد انسداد الأنف في فصل الربيع من كل سنة ودامت المشكلة أكثر من 10 أيام، يشير الوضع على الأرجح إلى التهاب مخاطية الأنف الموسمي.
ذرف الدموع بلا سبب: قد تكون مصاباً بالتهاب الملتحمة المرتبط بالتقاط عدوى معيّنة. إذا تكرر هذا الانزعاج في الفترة عينها من كل سنة واستمر سيلان الأنف في الوقت نفسه، يمكن التفكير باحتمال الإصابة بحساسية تنفسية.
عطس متكرر: إذا تلاحقت نوبات العطس على مر السنة ولم تكن معزولة أو محصورة بفترة محددة، ربما ترتبط بحساسية تجاه العث.
سعال متكرر مع صعوبة في التنفس أحياناً: إذا استمرت هذه الحالة ولم تترافق مع الحمى أو الزكام، لا يشير الوضع على الأرجح إلى التهاب فيروسي في القصبات الهوائية. لكن لا يمكن استبعاد الربو دوماً.
تشخيص
يطرح الطبيب أسئلة حول محيط المريض وتاريخه العائلي وأعراضه. يتعلّق الهدف الأساسي بتحديد مسببات الحساسية المحتملة عبر فحوص خاصة.
تسمح الجلدية منها باستبعاد مسببات الحساسية أو التأكّد منها. تقضي هذه الفحوص بوضع 15 مُسَبّب حساسية على الذراع ثم إدخالها بإبرة كي تخترق البشرة بهدوء.
بعد 15 دقيقة، سيظهر أثر لدغة على الجلد. هذه العملية ليست مؤلمة، وتؤكد هذه الإجراءات غالباً وجود مؤشرات مختلفة ولا داعي لإجراء اختبارات أخرى في معظم الأحيان. على صعيد آخر، يبرز نوعان من فحوص الدم: تقيس الفحوص الأحادية مستوى جسم مضاد يرتبط بمسببات الحساسية المشبوهة. يمكن إجراؤها إلى جانب الفحوص الجلدية. أما الفحوص المتعددة، فيستعملها الأطباء للكشف عن سبب المشكلة. يمكن التأكد من وجود الحساسية إذا كان المعدل مرتفعاً جداً. ترتبط مسببات الحساسية التنفسية غالباً بالعث ووبر الكلاب والقطط وغبار الطلع وشجر السرو…
علاجات ضد حمى القش
للاحتماء من حمى القش، يجب أن تتجنّب غبار الطلع عبر الامتناع عن التجول في الريف في ذروة موسم الحساسية وإغلاق النوافذ. إذا بدأت أعراض سيلان الأنف والعطس، استعمل مضادات الهيستامين منذ ظهور النوبة الأولى في بداية الموسم. يمكن أخذها على شكل كبسولات أو أقراص أو محلول سائل يومياً، ما دامت الأعراض مستمرة. لكن احرص على قراءة موانع الاستعمال دوماً لأنها لا تناسب النساء الحوامل ولا المصابين بقصور في القلب أو داء “الزرق”. حتى أنها قد تسبب آثاراً جانبية كالنعاس ووجع المعدة.
إذا انسدّ الأنف أيضاً، يمكنك أن تجمع بين مضادات الهيستامين والستيرويدات القشرية التي تُستعمل على شكل رذاذ للأنف، بمعدل قطرة أو قطرتين في كل فتحة، بين مرة وأربع مرات يومياً. يحدد الطبيب مدة العلاج بحسب نسبة تعرّض المريض لغبار الطلع.
إذا احمرّت العينان وذرفت الدموع، نظّفهما بين مرتين وست مرات في اليوم بمصل فيزيولوجي. أو يمكنك أن تستعمل قطرات مضادة للحساسية.
علاجات ضد العث
يحتوي قرص “أكاريزاس” الجديد على خلاصات تسبب الحساسية تجاه العث وتذوب سريعاً تحت اللسان. يجب أن تأخذه خلال فترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، بمعدل قرص يومياً. يهدف هذا الدواء إلى زيادة قدرة الجسم على تحمّل مسببات الحساسية تجاه العث ويستهدف الراشدين المصابين بالتهاب مخاطية الأنف أو بالربو المرتبط بحساسية (بين عمر الثامنة عشرة والخامسة والستين).
أشارت دراسة أوروبية واسعة إلى أن إزالة التحسس عبر هذا المنتج تُخفّض احتمال تفاقم الربو المعتدل أو الحاد بنسبة %34 وتسمح بالسيطرة على أعراض التهاب مخاطية الأنف لدى الراشدين. يُعتبر هذا العلاج دقيقاً أكثر من الحقن. ولما كان القرص يذوب بسرعة، فسيكون استعماله أسهل من القطرات التي تبقى تحت اللسان لدقيقتين.
حساسية غذائية مؤشرات أساسية
حكّة وانتفاخ الجفنين: إذا ظهر هذان العارضان خلال الدقائق التي تلي تناول غذاء معيّن، يشير وضعك حتماً إلى حساسية غذائية ويجب أن تستشير الطبيب بشكل عاجل.
غثيان بعد الأكل: ربما تكون معرّضاً لمشكلة عدم تحمّل الطعام.
إذا كنت لا تتحمّل أبسط كمية من ذلك الطعام، فأنت مصاب بحساسية غذائية على الأرجح.
غثيان ووجع بطن بعد وجبة الطعام: إذا ظهر هذان المؤشران بعد الأكل وترافقا مع مستوى معيّن من الحمى، يشير وضعك إلى تسمم غذائي.
* إذا رفض الطفل تناول البيض لكنه كان يأكله سابقاً من دون مواجهة أي مشكلة، يشير وضعه إلى نفور عادي من الطعام وإلا يجب البحث عن سبب المشكلة الحقيقي.
تشخيص
تبرز الحاجة أحياناً إلى إجراء “تحقيق غذائي”. إذا لم يحصل الطبيب على معطيات كافية لتحديد الغذاء المسؤول عن المشكلة بعد استجواب المريض، يمكنه أن يطلب منه تدوين المأكولات التي يستهلكها وردود فعله عليها خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
يمكن اللجوء إلى فحصَين جلديين. عدا اختبار الوخز الشائع، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى اختبار الرقعة. توضع الملصقات على الظهر وتحتوي على مسببات حساسية مختلفة. يسمح الاختبار بالحفاظ على احتكاك بين البشرة وبين مسببات الحساسية وتظهر النتيجة خلال 48 ساعة. إذا كانت النتيجة إيجابية، ستنشأ بقعة حمراء على الجلد.على صعيد آخر، تسمح فحوص دم جزيئية بالتأكد من التشخيص وتهدف إلى تحديد البروتين المسؤول عن المشكلة، ما يسمح بتحسين طريقة التعامل مع الحساسية. يقضي فحص آخر بإعطاء المريض جرعات متزايدة من الغذاء المشبوه للتأكد من مفعوله. يمكن استعماله أيضاً للتأكد من عدم تحمّل غذاءٍ كان يتجنبه المريض.
إزالة التحسّس تجاه أغذية معيّنة
تسمح تقنية جديدة بإعطاء جرعات إضافية من مسببات الحساسية ومعالجة المشكلة في نهاية المطاف.
قبل بضع سنوات، لم يكن الأطباء يستعملونها خوفاً من حصول تفاعلات خطيرة.
لكنهم يطبّقونها اليوم لمعالجة أخطر حالات الحساسية (تجاه الحليب والفول السوداني والبيض…). تبدو النتائج الأولية واعدة جداً وأثبتت احتمال أن يستأنف المرضى تناول الأغذية التي كانت تسبب لهم الحساسية بوتيرة تدريجية.
رقعة للحساسيّة تجاه الفول السوداني
في عام 2020، يُفترض أن تظهر طريقة جديدة لمعالجة الحساسية تجاه الفول السوداني.
تحتوي الرقعة المرتقبة على خلاصات من الفول السوداني وتهدف إلى إزالة التحسس عن طريق البشرة.
بهذه الطريقة لن يصل المستضد إلى الدورة الدموية، ما يمنع حصول رد فعل صادم وحاد.
حتى اليوم، يستهدف العلاج الأولاد بين عمر الرابعة والحادية عشرة ولا يهدف إلى استرجاع القدرة على تناول كمية غير محدودة من الفول السوداني، بل تقليص مخاطر الحساسية عند استهلاك هذا الغذاء عن طريق الخطأ.
علاجات قيد الدرس
تحصل بحوث أخرى راهناً لتحسين فاعلية علاجات إزالة التحسس عن طريق الفم وتستمر التجارب لاختبار مسببات حساسية معدّلة، بمعنى أنها تكون قوية بما يكفي كي تفتعل تجاوباً معيّناً من جهاز المناعة من دون أن تطرح أي خطر على المريض.
عملياً، تقضي هذه المقاربة بإزالة جزء من البروتين الغذائي المسؤول عن الحساسية، ما يعني التخلص من مخاطر الحساسية العرضية في المرحلة اللاحقة.