تضييق الخناق على الحوثيين في مطار الحديدة
واصل التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن، امس، عملية «النصر الذهبي» لاستعادة محافظة الحديدة الساحلية من الانقلابيين الحوثيين المدعومين من ايران، ووصل إلى مسافة 8 كيلومترات من المدينة، في وقت افادت مصادر عسكرية وطبية بمقتل 30 متمردا وتسعة مقاتلين من القوات الشرعية في معارك عنيفة اندلعت قرب المطار حيث ضيقت القوات اليمنية المشتركة الخناق على الحوثيين في محيط المطار.
وقالت مصادر في قوات الشرعية ان المواجهات العنيفة بالاسلحة الرشاشة والقذائف تدور في منطقة تبعد نحو 2 كلم عن بوابة المطار جنوب المدينة، بينما تشن طائرات التحالف غارات مكثّفة على مواقع المتمردين في المناطق المحيطة، كما تقوم ثلاث مروحيات «أباتشي» بأعمال قصف وتمشيط للمناطق المذكورة، حيث تم تطهير مركز مديرية الدريهمي واستعادة السيطرة على مقار حكومية.
تفخيخ منشآت
وفي السياق، كشفت مصادر عن قيام ميليشيات الحوثي بتفخيخ ميناء الحديدة ومختلف المنشآت التابعة له تمهيداً لتفجيره في حال طردت منه. ويستقدم المتمردون تعزيزات عسكرية كبيرة الى جبهة القتال، ما اضطر التحالف إلى ضرب الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدة بالعاصمة صنعاء في الشمال.
واعترفت ميليشيات الحوثي، بمقتل أحد كبار قادتها الميدانيين العميد علي ابراهيم محمد المتوكل، الذي قتل على مشارف المطار، وهو من بين القيادات التي تلقت تدريباتها في إيران، كما قتل قائد جبهة الحوثيين في منطقة المنظر جنوب مطار الحديدة، العقيد علي حسين المراني، المكنى «أبو منتظر»، مع 13 آخرين.
خطة للإغاثة
وقال التحالف انه يهدف إلى السيطرة على المطار والميناء لكن سيتجنب دخول المدينة التي تقول الامم المتحدة ان 600 الف مدني يعيشون فيها. ورغم الهجوم، بقي الميناء الذي تمر عبره غالبية المساعدات، مفتوحا. في حين قالت دول التحالف إن لديها خططا للحيلولة دون تسبب المعركة في كارثة إنسانية. واعلنت السعودية والإمارات عن خطة مساعدات من خمس نقاط تتضمن إنشاء جسر بحري إلى الحديدة من أبوظبي ومدينة جازان بجنوب السعودية، وتوزيع أغذية وتوفير إمدادات طبية ومعدات وعاملين بالمستشفيات ودعم محطات توليد الكهرباء. وقالت ريم الهاشمي وزيرة الدولة للتعاون الدولي بالإمارات إنه توجد عدة سفن متمركزة وطائرات من الإمارات جاهزة للتوجه للمنطقة بمجرد أن يسمح الموقف بذلك. وسينفذ الخطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالسعودية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي.
بدوره قال علي الأحمد، السفير الإماراتي لدى ألمانيا، إن 60 ألف طن من المساعدات الإنسانية جاهزة على السفن والشاحنات للتحرك فور توقف القتال. وإن قوات التحالف تحتاج 72 ساعة لتطهير الألغام من ميناء الحديدة ومطارها بعد السيطرة على المدينة.
إلى ذلك، قالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إنه بالرغم من القتال «نحن هناك ونسلم مساعدات. لن نغادر الحديدة».
وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا مغلقا امس، بناء على طلب من بريطانيا، لبحث الهجوم. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، إن المنظمة الدولية تتحدث مع الجانبين لتخفيف حدة التوتر.
استشهاد 4 إماراتيين
في غضون ذلك، اعلنت الامارات استشهاد اربعة من جنودها في اليمن، من دون ان تحدد تاريخ ومكان استشهادهم. وبعث الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، برقيات عزاء ومواساة لقيادة دولة الإمارات. كما قال مصدر رئاسي يمني، إن هادي عاد، امس، إلى عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، بعد غياب لقرابة عام ونصف العام، وذلك للإشراف على معركة استعادة الحديدة، وبرفقته عدد من كبار مسؤولي الدولة. كما وصل إلى عدن رئيس الوزراء احمد بن دغر، مع عدد من الوزراء، بعد أكثر من شهر على مغادرة المدينة.