المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةغرائب و منوعات

تركيا تبدأ السيطرة على إدلب

دخلت الحرب السورية فصلا جديدا وخطيرا مع مؤشرات على بدء تطبيق مناطق نفوذ للدول المنخرطة في الصراع على أرض الواقع، لا سيما رعاة مؤتمر «أستانة» الثلاثة، تركيا وروسيا وايران، إضافة إلى الولايات المتحدة التي تسعى إلى انتزاع موطئ قدم في مناطق جيواستراتيجية.
وفي تطور لافت، بدأت تركيا وجماعات تدعمها في المعارضة السورية المسلحة عملية عسكرية كبيرة في محافظة إدلب (شمال) أكبر معاقل الفصائل المتشددة، حيث السيطرة لـ«هيئة تحرير الشام» (النصرة) المصنفة إرهابية، في خطوة متوقعة منذ الجولة السادسة من مفاوضات أستانة الأخيرة.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية تتضمن عبور جماعات من الجيش الحر قاتلت في عملية «درع الفرات» إلى إدلب بدعم من جنود أتراك، وإن روسيا ستؤمن الأرياف، وتدعم العملية من الجو. وعمدت آليات هندسية تركية إلى رفع أجزاء من الجدار الحدودي الفاصل، مع توقعات بنشر قوات تركية داخل إدلب بعمق يصل إلى 50 كيلومتراً، على أن تنتشر قوات روسية في المحيط.
وتزامن التنسيق الروسي – التركي – الايراني الذي تكرس مع زيارة اردوغان الأخيرة لطهران مع توتر متزايد بين أنقرة وواشنطن، خصوصاً بسبب الدعم الأميركي لجماعات كردية تصنفها أنقرة إرهابية. ومن شأن التوغل التركي أن يتيح لأنقرة مراقبة المقاتلين الأكراد في عفرين، كما يبرز «التقسيم الناعم» بين المناطق المختلفة، من الشمال حيث روسيا وتركيا، إلى الجنوب حيث منطقة تهدئة بمظلة روسية وأردنية وأميركية، والأكراد في الشمال والشمال الشرقي بدعم أميركي، فيما يتواجد النظام السوري في المدن الأكبر على الساحل وحتى الحدود مع لبنان. وهذا التوزيع الجغرافي ربما تكون عليه صورة «مستقبل سوريا».
وفي الشرق، تحظى المواجهات باهتمام كبير يرتبط بمصالح جيوسياسية لكل من اميركا وروسيا، لا سيما في دير الزور التي تحولت مسرحاً لعمليتين عسكريتين ضد {داعش}، الأولى يقودها الأكراد بدعم أميركي، والثانية يقودها النظام بدعم روسي. والعمليتان أدتا إلى زيادة حدة التوتر بين الجانبين، حيث استهدف الروس مواقع للأكراد شرق نهر الفرات مؤخراً. ويتلخص التنافس الروسي الأميركي في الشرق انطلاقاً من البادية السورية على المناطق الغنية بالنفط والغاز، إضافة إلى مسك الحدود مع العراق، حيث يسعى الأميركيون إلى قطع الطريق أمام إنشاء ممر إيراني عبر سوريا إلى البحر المتوسط. وهذا الصراع دفع موسكو إلى اتهام واشنطن بقيادة مخطط غامض في سوريا انطلاقاً من قاعدة التنف التي وصفتها بأنها «ثقب أسود».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى