ترقب خليجي لنتائج الحراك الكويتي – الأمريكي
تترقب منطقة الخليج نتائج الحراك الدبلوماسي المكثف للدبلوماسية الأميركية والكويتية سعيا لحل الأزمة المستمرة منذ أكثر من شهرين. ولم تظهر بعد مؤشرات على أن جولات المبعوثين الأميركيين والكويتيين قد نجحت في إخراج الأزمة من حالة الجمود التي تمر بها منذ أسابيع، بيد أن هذه المساعي المكثفة أشاعت نوعا من التفاؤل بإمكانية التغلب على العقبات التي تحول حتى الآن دون الدخول في حوار خليجي-خليجي.
وقال وزير الدولة لشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، امس، إن محاولات قطر للبحث عن حل عبر ضغوط دولية لن تجدي نفعا، في إشارة إلى مساعي قطر لدى قوى دولية للضغط على الدول المقاطعة.
والعقبة الرئيسية كما ترى الدول الأربع المقاطعة، هو الموقف القطري الذي يرفض التعامل مع مخاوف جيرانه، ويفضل السعي لدى قوى دولية للضغط على الدول المقاطعة. ويرى قرقاش في ذلك سياسة ستطيل أمد الأزمة، ففي سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ربط قرقاش نجاح الجهود الدبلوماسية الحالية بمراجعة الدوحة لدعمها للتطرف وتدخلها في شؤون دول الجوار.
قرقاش كان يلمح إلى الجهود المبذولة حاليا على مسارين: الأول يتمثل في المبعوثين الأميركيين، والثاني يتمثل في الوساطة الكويتية، حيث التقى المبعوثان الأميركيان أمير قطر من دون أن يتسرب للإعلام ما نتج عن اللقاء.
مكابرة
بدوره قال سليمان المزروعي، سفير الإمارات في بريطانيا، إنه وعلى ما يبدو فإن «قطر لن تصغي لصوت الحكمة والرشد»، على حد تعبيره. وفي مقابلة مع صحيفة البيان التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، قال: «إذا استطاعت قطر أن تتفهم مطالب دول المقاطعة فأنا اعتقد أن الأزمة سوف تنتهي بأسرع ما يمكن، لكن لا يبدو أن قطر سوف تصغي لصوت الحكمة لأنها مكابرة، وهذه المكابرة تنعكس سلبا على العلاقات..»، وأضاف: «نعتقد أن دور قطر كان سلبياً جداً، حيث لم تتعامل مع مطالب الدول الأربع بالطريقة التي كان من المفترض أن تتعامل معها. ونتيجة لذلك، ستستمر الأزمة فترة نتمنى ألا تكون طويلة».
أسلحة قطر
في المقابل، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن قطر، بدأت بالتحول من الدفاع إلى الهجوم ضد دول المقاطعة الاربعة. وذكرت الصحيفة أن قطر استخدمت على مدار شهرين من الأزمة، عدة مليارات، تمكنت خلالها من تقوية اقتصادها، وأمنها. مشيرة إلى ان تعزيز قطر علاقتها خلال الأزمة مع تركيا، وإيران، قد يعيد تشكيل تحالفات في المنطقة لأمد طويل.
وذكرت بأن الدوحة واجهت الأزمة بثبات، وواجهت المقاطعة بشدة من خلال تقديم شكاوى لمجلس الأمن الدولي ومنظمة التجارة العالمية، ودعت منظمة الطيران المدني الدولي، التابعة للأمم المتحدة، لبحث ما إذا كانت السعودية وحليفاتها قد انتهكت أيَّا من معاهدات السفر جوا. إضافة إلى تعزيز علاقاتها مع الغرب لتعويض خسارة حلفائها الخليجيين السابقين. حيث قامت الدوحة، بشراء 7 سفن حربية إيطالية بقيمة 6 مليارات دولار، واشترت من الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز «إف 15» بقيمة 12 مليار دولار في يونيو الماضي.
سلاح آخر استخدمته قطر ضد دول الحصار، بحسب «واشنطن بوست»، وهو «العلاقات العامة»، وتمثل أبرز ذلك بصفقة النجم البرازيلي نيمار، الذي انتقل إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، المملوك للقطري ناصر الخليفي، بمبلغ فاق الـ220 مليون. ووصفت الصحيفة، إجراءات قطر بأنها «التفاف بخطة ذكية على قرارات دول المقاطعة»، متابعة: «عملت على إغراء العمالة الأجنبية بالبقاء، وحث العمالة في باقي دول الخليج للقدوم لها، عن طريق تقديم تسهيلات غير مسبوقة للإقامة». ( ا ف ب، الجزيرة نت، العربية نت، الأناضول)