
أكد المهندس داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، أهمية دور البلدية في تنفيذ سياسة توسيم القيم الغذائية للمنتجات، التي اعتمدها مجلس الوزراء مؤخراً، والتي تعد أحد مخرجات مبادرة التصميم المجتمعي لجودة الحياة التي أطلقها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة في أبريل 2019.
وقال الهاجري لــ«البيان»: ستعمل بلدية دبي مع الجهات المعنية بتنفيذ السياسة لمناقشة آليات الرقابة على المنتجات الغذائية، وكذلك التدقيق على الأغذية المستوردة عبر منافذ الإمارة، فضلاً عن الأغذية المتداولة للتأكد من أن معلومات المكونات الغذائية للعناصر ذات التأثير الأكبر على الصحة العامة موضحة بطريقة مبسطة مع اعتماد الألوان الأحمر والأصفر والأخضر كعلامات مميزة لنسب المكونات الغذائية المذكورة.
وتستهدف سياسة «توسيم القيم الغذائية للمنتجات»، التي أطلقها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، مؤخراً، تعزيز جودة حياة الأفراد.
وتهدف السياسة التي سيتم تطبيقها بشكل اختياري في المرحلة الأولى قبل أن تصبح إلزامية في يناير 2022 وتشمل منتجات الأغذية المعلبة الصلبة والسائلة، وتستثنى منها الأطعمة الطازجة كالفواكه والخضراوات واللحوم والأسماك، لتوعية أفراد المجتمع وتثقيفهم ومساعدتهم على اتخاذ خيارات صحية يومية بسهولة وسرعة، تعزز نمط الحياة الصحي وترتقي بمستوى الصحة العامة في المجتمع، بما ينعكس إيجاباً على جودة الحياة في الدولة.
فحوصات مخبرية
وأشار الهاجري إلى أهمية إجراء الفحوصات المخبرية للمنتجات الغذائية المستوردة والمتداولة للتأكد من استيفاء هذه المنتجات للمواصفات المعتمدة والخاصة بالادعاءات الصحية والتغذوية.
وثمن مدير عام بلدية دبي، جهود الجهات المختلفة التي ساهمت في إعداد سياسة توسيم القيم الغذائية للمنتجات، والتي اعتمدها مجلس الوزراء مؤخراً، مؤكداً أن بلدية دبي من الجهات الرائدة في تعزيز جودة الحياة، حيث شملت آخر هيكلة للبلدية والتي اعتمدت في 2018 إنشاء قسم مختص بالتغذية التطبيقية بإدارة سلامة الغذاء، وقد ساهم هذا القسم منذ إنشائه في تطوير آليات متخصصة تستهدف تعزيز التوعية بالتغذية السليمة للمساهمة في حماية المستهلك من الأمراض المتعلقة بالأنماط التغذوية الخاطئة.
توعية
ونوه الهاجري بأن المساهمة في توعية الشركات المستوردة والمؤسسات الغذائية بالسياسة مهمة جداً وفق الجداول الزمنية المعتمدة من مجلس الوزراء.
وأوضح داوود الهاجري أن بلدية دبي سوف تنسق وستعمل بتناغم مع كل الجهات المناط بها تنفيذ هذه السياسة إيماناً من البلدية بأن نجاح مثل هذه السياسات والمبادرات يعتمد بشكل أساسي على تعاون الجميع.
مبادرة
من جهتها بدأت هيئة الصحة بدبي تطبيق مبادرة «نتعلم لنتغذى» في أربعة مراكز تابعة لإدارة الرعاية الصحية الأولية هي مركز الخوانيج الصحي، ومركز المزهر الصحي، ومركز ند الحمر الصحي، ومركز سعادة كبار المواطنين، بهدف تعريف المترددين على تلك المراكز بكيفية اختيار الوجبات الغذائية والمنتجات الصحية وضرورة قراءة البطاقة الغذائية للمنتجات.
وقالت وفاء عايش مديرة إدارة التغذية السريرية في هيئة الصحة إن المبادرة عبارة عن وسائل متنوعة تشمل ورش عمل ومحاضرات ومسابقات للتعرف على كيفية اختيار المنتجات الصحية للوجبات الرئيسية والخفيفة والتعريف بكيفية قراءة البطاقة الغذائية للمنتجات وأهميتها وزيادة الوعي الصحي حول أهمية اختيار المنتج بعناية.
تدريب
ونوهت عايش بأنه يتم خلال الورش عرض منتجات مختلفة وتدريب المشاركين على التفريق بين الغذاء الصحي والضار بقراءة مكونات المنتج والبطاقة الغذائية، كما يتم عمل اختبار قصير قبل وبعد الورشة على شكل استبيان لقياس فهم المشاركين للمادة المقدمة، مشيرة إلى أن عدد المشاركين في مبادرة صحتك في غذائك وصل إلى 479 لغاية الآن.
وقالت إن المبادرة تشمل أيضاً إلى جانب المراكز الصحية بعض الجهات الحكومية والمؤسسات مثل مجلس دبي الرياضي ومطار دبي الدولي وهيئة كهرباء ومياه دبي ونادي النصر ونادي الضباط في شرطة دبي، إضافة للأماكن العامة، مشيرة إلى أن المبادرة تركز على التعريف بأهمية قراءة البطاقة الغذائية والتوعية حول التسوق الغذائي الصحي، كما تم التركيز على التعرف على طرق حفظ وسلامة الغذاء لتجنب التسمم الغذائي بالإضافة إلى فوائد وأهمية الماء للإنسان وطرق حفظها.
وشددت وفاء عايش على ضرورة تأكد المستهلكين من سلامة المواد الغذائية، وخصوصاً منتجات الألبان والأجبان نظراً لحساسيتها، وذلك بواسطة تفحص البطاقة الغذائية للمنتجات والتأكد من تواريخ الصلاحية.
تحذيرات
وأوضحت عايش أن البطاقة الغذائية تشمل طبيعة ما بداخل العبوة الغذائية، حيث يجب أن تحتوي البطاقة على اسم المادة الغذائية، وقائمة المكونات الغذائية، وبيانات التغذية، والوزن الصافي للمحتويات، والاسم والعنوان وبلد المنشأ، وتاريخ الإنتاج والانتهاء، وتعليمات التخزين، وتعليمات طريقة الاستعمال، إضافة إلى التحذيرات إن كانت المادة قد تسبب الحساسية لبعض الأشخاص.
وذكرت أن البطاقة يجب أن تشمل تفاصيل المكونات الغذائية فيما تحتويه المادة الغذائية من البروتين، والكربوهيدرات، والدهون، والألياف، والصوديوم، والسكريات، والأملاح والفيتامينات.
وأكدت أن أهمية البطاقة الغذائية لا تقتصر على معرفة تواريخ صلاحية المنتج الغذائي، بل يتجاوز ذلك إلى كونها تمثل أداة إرشادية للتعرف إلى الكثير من المعلومات مثل: محتويات المنتج من المغذيات والمواد المضافة، وطرق الحفظ والتخزين، وكيفية الاستفادة من المعلومات التي عليها أثناء عملية التسوق والاختيار بين أكثر من منتج.
وشددت على أهمية اكتساب المستهلك لمهارة شراء الأغذية المعبأة، وترتيب أولويات الشراء واكتساب مهارة شراء الخضراوات والفاكهة ومنتجاتها، إضافة إلى التخزين السليم للغذاء بالمنزل.
معلومات
يذكر أن سياسة «توسيم القيم الغذائية للمنتجات» توفر معلومات المكونات الغذائية لأربعة عناصر ذات تأثير كبير على الصحة العامة، هي: السكر والأملاح والدهون والسعرات الحرارية بطريقة مبسطة على الوجه الأمامي لعبوة المنتج تعتمد الألوان الأحمر والأصفر والأخضر كعلامات مميزة لنسب المكونات الغذائية.
وقد تم تصميم السياسة التي طورها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة بالتعاون مع مكتب الأمن الغذائي في حكومة دولة الإمارات، وتتولى هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس تنفيذها، بعد دراسة تجارب عالمية في تطبيق أنظمة مشابهة وآثارها على جودة حياة المجتمع.