المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

تحركات دبلوماسية كثيفة حول ليبيا رغم تباين المواقف

24 ابوظبي

حفزت المخاوف من تدويل النزاع الليبي تحركات دبلوماسية مكثفة وغير مسبوقة منذ أبريل(نيسان) 2019، تاريخ انطلاق حملة المشير خليفة حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس، معقل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.

وتسارعت الحركة الدبلوماسية بعد إعلان تركيا إرسال عسكريين لدعم حكومة الوفاق، ما أثار مخاوف من ظهور “سوريا جديدة”.

ودعت روسيا وتركيا اللتان فرضتا نفسيهما لاعبين أساسيين في ليبيا في الأشهر الأخيرة، أمس الأربعاء إلى وقف لإطلاق النار في 12 يناير(كانون الثاني) الجاري، عند الساعة 00.00، وذلك رغم تضارب مصالح الدولتين في هذا الملف.

وحسب أنقرة هناك 2500 مقاتل من المرتزقة الروس يدعمون قوات المشير حفتر، وهو ما تنفيه روسيا، وأشاد السراج مساء أمس في بيان بدعوة روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار، لكن دون تقديم موقف واضح منها.

أما في معسكر حفتر، فقال المتحدث باسم الجيش أحمد المسماري، “لا تعليق حتى الآن”، وعبر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة عن ارتياحه للدعوة الروسية التركية، وحث طرفي النزاع على وقف فوري للعمليات العسكرية في ليبيا، حسب بيان.

ويعمل سلامة على تنظيم مؤتمر دولي حول ليبيا في برلين في يناير(كانون الثاني) الجاري، لإنهاء التدخلات الأجنبية، في حين تتحرك عدة دول للتوصل إلى مخرج من الأزمة.

وبعد استقبال السراج ووزير الخارجية التركي الإثنين الماضي، استقبلت الجزائر التي تتمتع بحدود تتمتد لنحو ألف كيلومتر مع ليبيا، وزيري الخارجية المصري سامح شكري والإيطالي لويجي دي مايو اليوم الخميس، وأعلن دي مايو أن “الجميع متفق على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا”، وفق ما قالت وكالة الأنباء الجزائرية.

وترفض الجزائر الحريصة على الإبقاء على “مسافة واحدة” من طرفي الحرب في ليبيا، كل تدخل خارجي، وتحض جميع المكونات والأطراف الليبية على العودة سريعاً إلى الحوار الوطني الشامل.

ومن جهته، زار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان تونس، الجار الآخر لليبيا، وأكد أن “مخاطر التصعيد القائمة في ليبيا تهدد استقرار مجمل المنطقة من المغرب العربي إلى الساحل”، وتترقب تونس اليوم زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، لإجراء مشاورات حول ليبيا.

وكان الملف الليبي في صلب لقاءٍ في القاهرة، أمس الأربعاء، بين وزراء خارجية مصر، وفرنسا، وإيطاليا، واليونان، وقبرص، أبرز انقسام المجتمع الدولي حول النزاع، واعتبرت مصر، وفرنسا، واليونان، وقبرص، في بيان لم يوقعه وزير الخارجية الإيطالي، أن الاتفاقين المبرمين في نوفمبر(تشرين الثاني) 2019 بين السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ويمنح أحدهما أنقرة حقوقاً واسعة على مناطق شاسعة في شرق المتوسط، “باطلين”.

ويتعلق الاتفاق الأول بالتعاون العسكري بين حكومة السراج وأنقرة ويسمح للأخيرة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وتحاول إيطاليا القوة المستعمرة السابقة لليبيا، من جانبها استعادة زمام المبادرة في الملف، وقال محللون إن “روما التي تخوض صراع نفوذ مع فرنسا، لا تنظر بعين الرضى لتزايد نفوذ دول أخرى في ليبيا على غرار روسيا، وتركيا”.

واستقبل رئيس الحكومة الإيطالية جوسيبي كونتي أمس المشير حفتر في روما ودعاه لوقف هجومه، وحذر من مخاطر ذلك على استقرار المنطقة بأسرها، حسب بيان للحكومة الإيطالية.

وحسب الصحف الإيطالية والليبية، حاول كونتي تنظيم اجتماع بين حفتر والسراج، ولكن السراج العائد من بروكسل، غير وجهته إلى طرابلس حين علم بأن حفتر سبقه إلى روما

ومن جهة أخرى، أكد بيان للمجلس الأوروبي أن “الاتحاد الأوروبي يدعم بالكامل عملية برلين وكل المبادرات الأممية الهادفة إلى التوصل لحل سياسي شامل للأزمة في ليبيا”، وميدانياً، لا تزال المعارك محتدمة جنوب طرابلس أين تحاول قوات الجيش دخول العاصمة معززة بسيطرتها بشكل خاطف على مدينة سرت ذات الموقع الاستراتيجي بين شرق ليبيا، وغربها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى