المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

تحالف الصدر والعامري..تفوق إيراني على واشنطن في العراق

دخول زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تحالف جديد مع ائتلاف «الفتح» بزعامة هادي العامري فاجأ الأوساط السياسية والشعبية داخل العراق، وكذلك مراقبين في الخارج. اذ جاء الإعلان عن هذا التحالف رغم أن ظاهر الحال يوحي بأن الرجلين ينتميان الى خطين سياسيين متباعدين، حيث يُصور الصدر نفسه على أنه «رجل قومي»، يعمل على تعزيز علاقات العراق مع الدول العربية؛ وخاصة دول الخليج العربي، وهو ما يحظى برضا الولايات المتحدة. في المقابل، تحظى كتلة العامري، وهي تحالف مكون من أذرع سياسية لفصائل الحشد الشعبي، بدعم واضح من إيران.
ويعتقد القاضي وعضو البرلمان الأسبق عن «التحالف الوطني الشيعي» وائل عبد اللطيف أن هذا التحالف هو ثمرة تفوق إيران على الولايات المتحدة.
وقال عبد اللطيف إن جهود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والإرادة الإيرانية تغلبت على الإرادة الأميركية، لافتا إلى أن «طهران مارست ضغوطا لأيام متتالية أفضت إلى تحالف العامري والصدر». وأضاف: «لا أستبعد دخول مجتبى نجل المرشد الإيراني علي خامنئي على خط التفاهمات».

إبعاد حزب الدعوة
ورأى الأكاديمي والباحث العراقي المقيم في واشنطن، هيثم الهيتي، أن المعطيات الأخيرة لنتائج الانتخابات فرضت هذه التحالفات، في ظل عدم تحقيق أي كتلة سياسية فوزا ساحقا من جهة، وإصرار بعض القادة السياسيين على التخندق داخل كتلهم الأم من جهة أخرى.
وقال الهيتي إن «هذا فُرض فرضا على مقتدى الصدر، والسبب الرئيسي هو (رئيس الوزراء) حيدر العبادي، لأنه رفض مغادرة حزب الدعوة، ولم يؤسس كتلة وطنية مدنية جامعة وعابرة للطائفية، ويؤسس مع الصدر مشروعا وطنيا».
وأضاف الهيتي متسائلا: «إذا لم يتحالف الصدر مع العامري فمع من يتحالف لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان؟ الأكراد لن يتحالفوا معه، وبالنسبة للسنة فهم غير واضحين في تحالفاتهم».
ورغم أن أنصار طرفي تحالف الصدر- العامري، كانوا في خصومة واضحة على مدى سنوات، فإنهم باتوا يبررون التحالف بأنه يجنب البلاد حربا شيعية-شيعية.
إلا أن المراقب السياسي العراقي، نجم القصاب، يتصور أن ثمة هدفا آخر لا يبتعد عن دائرة البيت الشيعي، يقف خلف هذا التحالف، وهو أن أغلب الشيعة باتوا على قناعة بضرورة سحب منصب رئيس الوزراء من حزب الدعوة. وقال القصاب للأناضول إن «هناك اتفاقا غير معلن بين الزعامات الشيعية بعدم إسناد منصب رئاسة الوزراء لحزب الدعوة، الذي سيطر على المنصب لثلاث دورات متتالية». وأضاف القصاب: «اليوم لا يملك حزب الدعوة سوى 15 مقعدا نيابيا وفق نتائج الانتخابات».

الاصطفاف الطائفي!
وقاد الصدر احتجاجات واسعة ضد الفساد، وكان يلقي باللائمة على نظام «المحاصصة الطائفية» المتبع. وعندما انضم تحالف المالكي لفترة وجيزة إلى تحالف العامري قُبيل الانتخابات، علق الصدر بالقول: «أعزي الشعب العراقي» بهذا التحالف، الذي وصفه حينها بأنه يخدم المحاصصة الطائفية.
غير أن الصدر وضع نفسه في مرمى الاتهامات التي كان يلقيها على الآخرين، اذ يرى الكاتب والصحافي العراقي، حمزة مصطفى، أن «تحالف العامري والصدر يبدو بالفعل أنه عودة للاصطفافات الأولى، لأنه سيجبر الأكراد والسنة على الاصطفاف داخل بيوت سنية وكردية من جديد». واستدرك: «بيد أن كل ذلك يتوقف على طبيعة البرنامج الذي سيطرح، إن كان يتضمن الفضاء الوطني بالفعل ويهدف إلى بناء دولة، ويقدم ضمن أولوياته الإصلاح والتغيير».
وفي الشأن الكردي، أكد قيادي بالجماعة الاسلامية الكردستانية أن الاحزاب الكردية الرافضة لنتائج الانتخابات لن تدخل في أي تحالف مع الحزبين الكرديين الرئيسيين للمشاركة في البرلمان والحكومة العراقية المقبلة، لافتا الى أن كل الخيارات مفتوحة امام تلك الاطراف منها تشكيل قائمة موحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى