ولعل أبز ما يرنوا إليه الإخوان في الأردن، إضافة إلى تخفيف الضغط عن التنظيم دون الاعتبار لأي أخطار تحيق بالأردن، هو العودة لتصدر الواجهة السياسية في المملكة، بعد أن أفل دورهم خلال العاميين الماضيين، وتخلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني عنهم، سيما وأنهم كانوا يترأسون ائتلاف أحزاب المعارضة سابقاً.
وأصدر الإخوان يوم أمس الثلاثاء، بياناً مشبوهاً صارخاً تضمن كل معاني الشتائم للحكومة ومن وقف معها من الأردنيين وأولياء أمور الطلاب في الإضراب الذي استمر شهراً كاملاً، واصفاً إياهم بـ”السحيجة”، بالإضافة إلى تخوينهم واتهامهم بأنهم ليسوا أردنيين ولا يمتون للأردن بصلة.
ثم ما لبث أن عادت التنظيم إلى نفي أن يكون هذا البيان الذي تم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي قد صدر عنه، بعد أن أوصل ما يريد إلى من يحب، فتبرأ منه رغم أنه يستخدم ذات المفردات الاتهامية التي يستخدمها التنظيم في وصف خصومه.
وخرج الناطق الإعلامي للتنظيم معاذ الخوالدة ليؤكد تكريس مفاهيم الفتنة التي وردت في البيان من خلال التركيز القول بأن البيان الذي يتبرأ منه الإخوان، يُقصد منه النيل من الوحدة واللحمة الوطنية، واستهداف المجتمع الأردني ووحدته، واصفاً إياه بأنه بيان مفبرك ولم يصدر عن التنظيم وما هو إلا محاولة جديدة بائسة لخلط الأوراق والصيد في الماء العكر.
واتبع تنظيم الإخوان في قضية إضراب المعلمين الذي انتهى يوم الأحد الماضي مبدأ الشك وعدم تأكيد دوره فيه بشكل رسمي، سيما وأنه حاول أكثر من مرة، إبعاد هذه الشبهة عنه رسمياً بإصدار بيانات يتنصل فيها من دوره في الإضراب رغم أن من يقود الإضراب والنقابة هم أعضاء في تنظيم الإخوان، قائلاً، إن “محاولات إقحام تنظيم الإخوان في الإضراب يتناقض مع الواقع وحقيقته”.