
شكلت افتتاحية القبس يوم الأحد الماضي جرس إنذار وتحذير من استمرار الحكومة في الملاحقة القضائية للشباب الكويتيين المغردين، الذين يدافعون عن هيبة الكويت إزاء هجوم وانتقادات نظرائهم من مغردين في دول صديقة.
وشنّ أكاديميون وكتاب ومحامون وناشطون حقوقيون هجوماً واسعاً على الحكومة بسبب ملاحقتها لأبنائها من الشباب المغردين قضائياً، بحجة أنهم يسيئون إلى علاقات الكويت مع الدول الشقيقة والصديقة، في حين أنهم يدافعون عن هيبة الدولة التي يحاول النيل منها مغردو تلك الدول.
ويؤكد الإعلامي عبدالله بوفتين أنه ضد مطالبة الدول الشقيقة بالمعاملة بالمثل، «ونحن ننادي بحرية الرأي والتعبير»، مشيرا إلى أن تلك المطالبة لا تستقيم مع المناداة بحبس المسيء إلى الكويت؛ «إذ لا يجوز أن نطالب أي دولة بالحجر على الكلمة، وإن كان صاحبها مسيئا، لكننا ــــ ومع ذلك، وفي الحد الأدني ــــ نطالب دولتنا بالتوقّف عن سجن المغرّدين وملاحقتهم». ويضيف بوفتين: إن تلك المطالبة تزداد قيمتها حين نعلم أن هؤلاء المغرّدين يقومون بالدور الذي قصرت فيه الحكومة، وهو الدفاع عن الكويت، مشيرا إلى الكثيرين من السجناء، أو من تتم ملاحقتهم قضائيا، كل جريمتهم أنهم دافعوا عن الكويت أو عبّروا عن رأيهم، ومن هؤلاء عبدالرحمن العجمي وأحمد عاشور ود.علي البلوشي، ونجل الفنان ابراهيم الصلال، وكذلك د.عبدالله النفيسي، الذي يلاحق حاليا للسبب نفسه.
ووفق بوفتين، فإن هؤلاء الشباب ممن سجنوا لتعبيرهم عن رأيهم في مسائل دولية، لديهم أسر تضررت، وابناء حرموا منهم، ووظائف فقدوها. والسبب رأي قيل في دولة شقيقة أو صديقة، واعتبر ـــــ مع الأسف الشديد ـــــ وفق القانون، إساءة وعملا عدوانيا بحق هذه الدولة أو تلك، رغم أن علاقتنا بتلك الدول أكبر من أن تتأثر بتغريدة، وحرية أبناء الكويت أثمن من أن تضيع بسبب تغريدة كذلك.
وأشار إلى أن الكويت تعرّضت بدورها للشتم والسب والاساءة في كثير من المرات، ولم ترفع دعاوى بحق أحد، ونحن نقول لقيادات الدول الشقيقة إننا لا نقول لكم أحيلوا أبناءكم للمحاكمة، ولكن على الأقل ألا يوجد منكم من يوقفهم تقديرا لعلاقات الأخوة والدم واللغة والدين؟
ووجّه بوفتين رسالة إلى السلطة التشريعية، قائلا: «بيدكم تعديل هذه القوانين المقيّدة للحريات التي سجن بسببها أبناء الكويت»، مطالبا الحكومة بأن تعامل أبناء الكويت بالمثل، فاذا كان أبناء الأشقاء عزيزين عليكم فليكن أبناء الكويت كذلك، وإذا كانت قلوبكم كحكومة رحيمة بهم فالأولى أن تكون رحيمة، بل أرحم بأبناء الكويت.