المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

بوادر نفوق الأسماك تظهر بالجون

بدأت بوادر نفوق الاسماك الذي تخوفت منه الهيئة العامة للبيئة في بيان أصدرته بداية الاسبوع الجاري، تظهر حيث تم رصد عدد من الاسماك النافقة أمس على شاطئ الشويخ بصورة تنذر أن الآتي ممكن أن يكون «أعظم».

وكانت الهيئة العامة للبيئة قد عرجت في بيانها على إمكانية حصول نفوق لبعض الانواع من الاسماك في جون الكويتبعد انتهاء موسم ازدهار الطحالب الضارة الذي يصاحبه انخفاض في معدلات الأكسجين المذاب في الماء مما قد يؤدي لهذا النفوق في وقت لاحق.

بيان الهيئة وبالرغم من أنه أورد حقيقة بدء الظواهر الطبيعية الموسمية، ومن بينها ظاهرة ازدهار الطحالب الخضراء والطحالب الضارة، وفقا للقراءات التي ترصدها شبكات الرصد والمراقبة البحرية حول وجود ارتفاعات في المؤشرات الحيوية في منطقة جون الكويت، الا انه فتح الباب على مصراعيه أمام التكهنات بجدية هذه الظاهرة ومدى تأثير التلوث الموجود في الجون بفعل مياه الصرف والمجاري التي تصب فيه، على حجم هذه الظاهرة ومدى استمرارها وحجم نتائجها.

وبالرغم من أن هذه الظاهرة طبيعية ومتكررة الا ان التكهن بنتائجها يعتمد على سلسلة من العوامل وأبرزها ما يعانيه الجون من تلوث وضعف التيارات البحرية فيه، فهل سنشهد نفوقا كبيرا في الاسماك خلال الايام المقبلة؟

الاستشاري البيئي د.علي خريبط توقع ان تستمر ظاهرة تكاثر الطحالب البحرية خلال عدة أيام مقبلة لافتا الى انها ظاهرة طبيعية تحدث في البيئة البحرية الكويتية والبيئات المائية الأخرى وسوف تتكرر بالمستقبل الا أن شدتها تتراوح بناء على المعطيات الحيوية والكيميائية الموجودة في حينها في مياه البحر.

وقال انه ليس هناك مشكلة إذا حدث التكاثر أو البلوم Bloom في حدوده المعقولة والمقبولة، ولكن تكمن المشكلة عندما يحدث التكاثر بصورة غير طبيعية وأكثر من المعدل الطبيعي بنسب عالية جدا، بسبب توافر المغذيات الأساسية لها مثل النيترايت والفوسفيت وأيضا العوامل الفيزيائية الطبيعية مثل درجة حرارة الماء وبطء حركة مياة البحر، وأيضا المواد العضوية الموجودة في مياه الصرف التي تنزل للبحر.

وأوضح خريبط أنه إذا تكاثرت في الوقت نفسه أنواع أخرى من الهوائم البحرية النباتية والمعروفة بإسم الطحالب الضارة HAB والتي تسبب في نفوق الأسماك، فقد يتعقد الموضوع ويحدث نفوق للكائنات البحرية.

وقال إن هذا النفوق يعتمد إن كان خفيفا، أو متوسطا، أو شديدا على عدة عوامل أبرزها نسبة الكائنات البحرية المتواجدة في المنطقة البحرية ونوعها وموقع تواجدها في عمود مياه البحر أي بالقرب من السطح، أو بقرب قاع البحر، أو بعيدا عن القاع، وكذلك يعتمد على قوة حركة مياه البحر وحلته مدا أو جزرا، وعلى درجة حرارة ماء البحر، ونسبة توفر المغذيات في مياه البحر، ونسبة تحلل الطحالب بعد انتهاء دورة عمرها، والفترة التي تكون فيها الطحالب في ازدهار ونمو وتكاثر، أو في المرحلة الوسطية، أو في المرحلة الأخيرة.

وشدد على انه في حال حدث التكاثر بشكل سريع وتصاحب معه وجود طحالب مضرة، تكون هناك تبعات تتمثل بالأخص في نقص الأكسجين المذاب في أماكن معينة من المحيط البحري ما يؤدي الى نفوق الكائنات البحرية وإتجاه الكائنات البحرية النافقة إلى الشواطئ بفعل حركة مياه البحر وانبعاث الروائح الناجمة من التحلل الطبيعي للكائنات البحرية النافقة.

وأوضح أن ما حدث في البيئة البحرية الكويت في المنطقة المقابلة لشاطئ السلام وميناء الشويخ في الأيام السابقة (وهي المنطقة الكلاسيكية والتي يحدث فيها النفوق بشكل مستمر في أوقات معينة في السنة) هو من الأمور البيئية والتي أصبحت اعتيادية ولكن غير مرغوبة بسبب ما ينتج عنها من خوف وهلع وقلق.

وأكد أن المهم في هذه المرحلة هو إدارة النفوق بطريقة بيئية محترفة تتمثل في رصد هذه الظاهرة مسبقا، والعلم في موقع حدوث التكاثر لهذه الطحالب، ومستوى هذا التكاثر، ثم سحب ورفع الكائنات البحرية النافقة بأسرع وقت، والقيام بعمل التحاليل اللازمة عليها لبيان سبب نفوقها وتحاليل مياه البحر لمعرفة ما بها.

وطمأن خريبط أن سوق السمك وما به من أسماك وبالمراقبة الدائمة عليه من الجهات ذات العلاقة لا تباع فيه الأسماك النافقة أبدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى