المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

بقلم: ياسمين الشيباني

 

الوفاء لمبروكة في يوم الوفاء

عندما انتصبت خيمة الوفاء البيضاء في سرت لتحتفي بالأوفياء في مثل هذا اليوم من كل عام . في مهرجان حافل وعظيم تكريما لكل الصادقين بضمائر حيه لثباتهم واخلاصهم في كل مايقومون به، ‏فلم أَجِد انسان يستحقه في هذا اليوم غيرها، المحامية ” مبروكه دوي ” التي كانت مثالا عظيما وفي قمة الوفاء لعملها ولوطنها ولأبناء رجل جعل للوفاء يوما.

‏وحقيقة اني أستغرب مااراه من قوم لم يذكروا هذه الانسانه الا بعد ان رحلت وهي من كانت تدافع عن الحقيقة بصبر وجلد ولم تجد الا قلة قليله كانت معها !!ولم يشير او ينوه الي كل مجهوداتها في الدفاع عن أبناء الشهيد الصائم معمر القذافي وأسري اخرون أحد ولم ينشر حتي تعريف بها او حتي الاشادة بعملها الفذ وهي تواجه أناس فقدوا ضمائرهم وتلحفوا برداء النزاهة نفاقاً ويدعون انهم يمثلون العداله.

اليوم أري الجميع يتهافتون علي نشر خبر رحيلها ويسبرون الحروف والكلمات عنها، ‏وحقيقة لم أَجِد اصدق من هذا، ‏المثل الليبي انطباقا علي هذا الموقف ويقول ( وهو حي ماحصل بليحه وبعد مات علقوله عرجون )، ‏فهو ينطبق علي ما اراه اليوم بسبب رحيل المحامية مبروكه الدوي رحمها الله والتي كانت بألف رجل .

‏هذه السيدة التي واجهت بصدق وموقف بطولي منقطع النظير في وسط يعج ظلما وجوراً في حين اختفى كثيرين ممن كانوا يعتبرون أنفسهم محاميين مخضرمين وكانوا حول العقيد يستجدون الرضي ،
‏مبروكة وقفت موقف الأبطال في مواجهة متلحفين العداله في زمن الزوز والبهتان والاكاذيب.

فلم يشيد بموقفها أحد ولم يثني عليها أحد، رغم انها لم تكن تنتظر اي مقابل هذا لإيمانها بما تفعل، وان هذا للتاريخ كشهاده منها لكونها سيدة من سيدات القانون الذي لا يقبل المحاباة او التلفيق او تزوير الحقائق فكان عملها نابع من صدق ضميرها وصلابة روحها.

‏كم يحزنني جدا مارآه اليوم من منشورات لم تعطيها حقها وهي كانت بيننا حية ترزق يملأها الايمان والثبات بما تقوم من عمل خاف من القيام به من يحملون صفة الرجوله، لنكتب بعد مغادرتها هذا العالم المؤبو بالنفاق البشري كلمات هي لن تراها ولن تقرأها لانها رحلت الي القدير الذي سينصفها في جناته بعون الله، والله اني استحي من افعالنا، ‏ولا أستثني حتي نفسي من هذا !!

‏كان حريا بنا ان نكون معها نساندها ونساعدها بكل ماأوتينا من قوة حتي ولو بكلمات كالتي نسردها نحن اليوم بعد رحيلها وهي ابنة مدينه تاورغاء المهجر اَهلها في الشتات داخل ليبيا وخرجها، ‏كان حريا بِنَا ان نقف معها وهذا اضعف الايمان بعد صمودها ودفاعها عن الذين ساندوا الوطن .

رحيل مبروكه عرانا بل جردنا من ملامح الانسانيه و الوفاء وكشف حقيقة أننا مجرد ظراهر صوتيه ووقتية فقط .. كشف رحيل هذه السيدة اننا وشعاراتنا الجوفاء نرددها لنعطي انفسنا وهجاً لا نستحقه، ‏وكل ثناءنا لها وحديثنا عنها لم تعد تريده منا، لانها غادرتنا غير اسفه علي هذا الواقع الذي نعيشه، فهي اليوم في دار الحق والحقيقة والنور الذي لا يدنسه الكذب والنفاق الذي انغمسنا فيه وصرنا مجرد فقاعة لا تكاد تطفو حتي تنتهي.

‏وهنا اذكركم واذكر نفسي ايضا بأن الوفاء هو خصلة اجتماعية تتمثل في التفاني من أجل قضية ما أو شيء ما بصدق وهي كانت كذلك ، وبمعنى آخر هو صفة إنسانية جميلة، عندما يبلغها الإنسان بمشاعره فإنه يصل لأعلى مراحل بلوغ النفس البشرية لفضائلها، ومبروكة جسدته في أنبل صوره وفاءًا وصدقاً في القول والفعل معاً.

‏الوفاء ياليبين هو الصدق بالوعد مع الآخرين حتى دون طلب منهم، وهي كانت ذلك، فكانت تراتيل الوفاء قلبا نابضا بالحق ووهج من روح العطاء، ياليبين الوفاء لم يجده فيكم رجل وهب حياته لآخر لحظة من اجلكم ومن اجل ان لاتصلوا الي هذه المآسي التي تعيشونها، فكيف لانسانه بسيطة أقسمت علي حمل لواء العدل والحق ان تجده فيكم، ‏رحم الله سيدة الحق والحقيقة فينا ‏المحامية مبروكه دوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى