بقلم: ياسمين الشيباني

الصمت كبرياء الحضور
قد يكون الصمت موقف حكيم أمام جوقة الكلام والقضايا التي يعيشها الوطن والمواطن الكلام الذي يجعل من الانحراف فهم وفطنة وربما يجزم البعض انه نوع من الذكاء وحيله وهو في اعتقاده ان الطرف الاخر ربما غفل عنها ..وأقل ذكاء منه هذا مارآه اليوم.
وهنا ومع هذا يكون الصمت ليس ضعفاً وإنما سمو وترفع عن الهرج وليس تخلي ابدا عن الثوابت .
الصمت موقف عظيم فهو يعطنا بلاغة أكثر … ودقة أكثر وتعبيرا سليما يغنينا عن كل المفردات التي تقال ونكتشف عندها انه كان أكثر جدوى من حديث بلا معني ومن ثرثرة لا تنتهي ولن تغير من حال ليبيا شي مع كل هذا التنابذ والتناقض والافعال الخرقاء التي ليس لها معني او هدف ..
أحيانا نختار الصمت .. ثم الصمت .في وقت كثر الغوغائين فيه الذين يزينون حتي عبثهم،،وخداعهم للآخرين بشعارات براقه لا تغني ولا تسمن من جوع وإنما ارتداد سئ لضمائر مريضة..
فالصمت أبلغ لغة من اي حديث يقال امام فوضي تعسف بِنَا وبالوطن الغالي ليكون أقسي من قول جارح رغم انه قد يكون لنا أكثر أتعابا من الكلام . الصمت قد يعالج قلوبنا المترقبة والمتعبه من الانكسارات تارة والخذلان مرات يعالجها من الهم الذي سكن بسببهم ليداوي الصمت عندها النفس بحديث كَررناه مرار دون جدوي امام غيهم وتسرعهم ليكون الصمت سيد اللحظة ..
والإنصات خير مستمع ولأننا نعلم إن الصمت كلام ليس ككل الكلام فيبقي حبيسا داخلنا يحمل المعاني .. غامضا لتبقي الكلمات في مكانها حروف صامته كلمات راكدة تحترق داخلنا ترفض الخروج لكي لا تموت ليبقي ما في النفس سرا غامضا لا تخرج لتريح الروح التي ربما البوح يحرقها …
الصمت هو حديث يشبه الحنين والغصب ولحظات… متراكمة رافقها الصمت أحيانا والحديث الكثير أحيان آخر الذي نراه دائما واجب علينا للرد علي السفهاء ،،
ثم يأتي إلينا الصمت لنرد به علي عبث الآخرين وثرثرتهم .. فالصمت مع هذه الضوضاء التي نعيش بداخلها عبادة والصمت دعوة لتريث دائما في كل تصرفاتنا وبسبب كل ما يحيط بنا …
الصمت دعوة لنتريث في أفعالنا واقوالنا… فالصمت يبعدنا عن التجريح والعبث ويعطي قيمة للإنسانيتنا في جل الأوقات وينم عن حكمة ورصانة يحتاج إليها العديدين في هذا الوطن وفِي هذا المحيط الماجن الذين أرهقوا مسامعنا ، ياانتم تذكروا ؟؟ العمل بصمت أفضل بكثير من صراع الكلمات والعبارات والشعارات المستهلكة …وزمن كثرت فيه الغوغائية في كل شي ،،،