بقلم: سعد مروح الحسان العنزي
” إلى معالي وزير الصحة مع التحية “
تطرقت في مقالات سابقة لما قمت به يا معالي الوزير من زيارات للمستشفيات بهدف تفقدها ومشاهدة الاخطاء والتجاوزات، التي أثمرت ما هو في صالح المريض والمواطن في آن واحد، كما تحسب لك هذه الأمور الإصلاحية، وكذلك ما حصل في إدارة وزارة الصحة من حيث تطبيق خطة الإصلاح وتنفيذها، وتابعنا منذ توليك حقيبة وزارة الصحة اصرارك على الإصلاح ومعالجة الاوضاع.
ولقد شاهدنا سرعة القرارات الفورية التي طبقت ولاشك في أنها مطلوبة، ولكن لنا ملاحظة، ونرجو ان تراجع قرارك لتبرئة ذمتك امام الله، لاننا نعرفك جيدا لا تقبل ابدا ان يكون هناك شخص أو موظف مظلوم من قرار جماعي، شمل مجموعة من الموظفين أثناء إصدار قرار نقل موظفي إدارة العلاج بالخارج.
وجاء هذا القرار بمجموعة كبيرة بالنقل من مركز عملهم إلى إدارات اخرى وبغير رغبة الموظف، فلا شك أن مثل هذه القرارات الجماعية السريعة يقع بها ظلم على البعض، وخاصة صغار الموظفين الذين لا ذنب لهم إلا انهم ينفذون ما جاء من قرارات من مسؤوليهم، الذين تم توقيعهم وموافقتهم على هذه القرارات للموافقة للمريض بالعلاج بالخارج، فما هي صلاحية الموظف البسيط في مثل هذه الموافقات إلا انه يقوم بواجبه لتكملة اجراءت السفر الروتينية ومساعدة المرضى بالاستعجال لتنجيز معاملاتهم.
وهذا اعتقد شيء يشكرون عليه ويكافأون عليه، لانهم سهلوا على هذا المريض المحتاج للمساعدة في ذروة الوقت الذي كانت قاعات ومكاتب الإدارة مزدحمة بالمرضى، فجاءت مكافأتهم بالنقل الجماعي الذي أثر عليهم نفسيا واجتماعيا، واصبحوا بأعين اهلهم وذويهم وزملائهم، وكأنهم هم من قام بالموافقات لهؤلاء المرضى، وهو بوظيفة كاتب بسيط يعمل بإدارة العلاج بالخارج التي كانت بها بعض التجاوزات من صاحب القرار.
ووقع الفأس برأس هذا الموظف البسيط ولكن تبقى يا سعادة الوزير بأعين الجميع وخصوصاً موظفي الوزارة الذين عملوا معك وعرفوك عن قرب الرجل الإصلاحي ولا نلومك باتخاذ هذا القرار، لانك في بداية توليك حقيبة وزارة الصحة التي تحمل ملفا كبيرا وثقيلا تعجز عن حمله البعارين، ولكن ايضا يجب التريّض ودراسة الادوار المهمة التي تجاوزت، وايضا رد اعتبار بعض الموظفين الذين لا ذنب لهم إلا انهم يعملون بواجباتهم وتنفيذ القرارات التي تمت الموافقة عليها.
ونحن نعرف عنك أنك صاحب قرار ولا تقبل ابدا بالظلم وان شاء الله لا يحصل في عهدك، والتراجع عن الخطأ من صفة العظماء والكبار، وانت ان شاء الله من تنصر المظلوم، لان بعض هؤلاء الموظفين الصغار تضرروا فعلاً نفسيا واجتماعيا، وهم إلى الآن كلهم أمل بانصافهم للحق، ولا يقبلون يوما من الايام ان ينظر اليهم بأنهم متجاوزون، أو عملوا شيئاً لا يرضي ضمائرهم لا قدر الله لانهم أوفياء بعملهم ولهم سنوات طويلة بهذا المجال.
والكل يشهد لهم بالنزاهة والاخلاص وانت لا شك أنك تريد الخير لهم لأنهم اخوان لك، وكذلك الإدارة بحاجة لهم لما لديهم من خبرة في عملهم، والتوجيه مطلوب دائما بين كل فترة وأخرى، وقد تكون هناك بعض الملاحظات، فلا بأس من خلال الاجتماعات والورش والدورات يتطور العمل للافضل مع اصحاب خبرات عملوا بذمة واخلاص والكل يثني عليهم.
وكلنا أمل بسعادة الوزير المنصف للحق المحب للخير للجميع، وكلنا ثقة بمراجعة قرار النقل الجماعي واعطاء كل ذي حق حقه ومكافأة المستحق، وموظفو وزارة الصحة عامة وإدارة العلاج بالخارج متفائلون خيراً بسعادتك، والرجوع للحق فضيلة، وعندما يرجع هؤلاء الموظفون لعملهم الذي احبوه وعاشوا بروح الاخوة والمحبة مع بعض فلا شك أن أثره الكبير في نجاح الإدارة سوف يثمر في مصلحة الجميع.
وأخيرا نرجو من سعادتك النظر مرة أخرى بهذا القرار، واسعاد اخوانك ورد اعتبارهم لما له من الاثر الكبير عليهم، وعلى عملهم وتفريحهم بعودتهم لعملهم، ونحن متفائلون بأن نسمع خبراً يسعدهم قريبا، وكلنا ثقة بك يا معالي الوزير بأن تدخل الفرح والسرور إلى قلوبهم في القريب العاجل.