المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: احمد هاني القحص

             متحف العقيلات لعبداللطيف الوهيبي
   من الثمار التي يجنيها الانسان من تعلم التاريخ هي معرفته لأحوال الناس وما كانوا عليه في السابق من جميع النواحي، بحيث انك تعرف ما كانوا عليه الآوليين في حياتهم، ويكون ذلك من خلال الروايات المتواترة التي تنقل من بطون الكتب أو من كبار السن عبر نقلها شفهيا.
   والتاريخ جزء مهم من حياة الانسان لما فيه من الدروس والعبر التي يستفيد منها، فالتاريخ بعض الاحيان يعيد نفسه، كما ان به جوانب مشرفة وزوايا مضيئة تجعل الانسان يفتخر بها، ويعيد سردها بين الفينة والأخرى، لأنها محل فخر واعتزاز.
   وبما اننا بصدد الحديث عن التاريخ لابد لنا من تسليط الضوء عن تاريخ حافل بالانجازات، شق قنواته وطريقه رعيلٌ من الأجداد، حفروا أسماءهم في صخور التاريخ حتى تناقلها الذين من خلفهم، فبنوا من خلاله مجداً وصرحاً تعتز به الاجيال المتعاقبة، فالإنجازات لابد أن تخلّد في ذاكرة التاريخ وذاكرة البشرية، لانها مفخرة للأجيال تستوجب الوقوف عليها والحديث عنها بإسهاب.
   أسُوق تلك المقدمة للولوج إلى عملٍ جبار وعظيم، قام به رجلٌ نبيل وفاضل ” نحسبه والله حسيبه ” ألا وهو ( العقيلي ) عبداللطيف الوهيبي وذلك من خلال اهتمامه بتاريخ الآباء والأجداد، حيث قام ببناء ” متحف العقيلات ” في مدينة بريدة في المملكة العربية السعودية، وجمع به كل ما يخص ويتعلق بالعقيلات من صور ومقتنياتٍ وكتبٍ ومعلومات، من أجل ان لايضيع هذا التاريخ وتعرفه الاجيال القادمة.
   ولمن لا يعرف ” العقيلات ” هم تجار نجد أشتهروا بالتجارة من خلال قطع الفيافي والقفار في معظم الدول العربية بغرض التجارة، حيث كانوا العصب الرئيسي في بناء الدولة من خلال إنعاشها اقتصاديا، وكلمة العقيلات نسبة إلى العقال الذي كانوا يلبسونه على رؤوسهم مما اعطاهم ميزة عن سائر الباقيين.
   وحقيقة انا من المتابعين لاعمال ونشاط العم عبداللطيف الوهيبي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبالاخص ” سناب شات ” من توثيقٍ للمصور الصغير تميم الوهيبي ابن العم عبداللطيف لزيارة شخصيات ومحبي هذا التاريخ المشرّف والعظيم، ولا أخفي سراً اعجابي بعمل العم عبداللطيف لانه عمل جبار يشكر عليه، كما انه مُكلف ماديا وجسديا لانه عانى المشاق والصعاب من خلال أسفاره إلى كل مكان حطت العقيلات رحالها في سبيل جمع المقتنيات والحصول على لمعلومات داخل المملكة وخارجها مما يستوجب منا الثناء والاشادة بدوره وجهده وسعيه.  
   كما لا يفوتني أن أشكره على دعوته الكريمة لنا لزيارة المتحف للإطلاع والتعرف على تاريخ الآباء والآجداد الذين نعتز بهم ونفتخر بهم أيما اعتزاز وفخر، فتاريخ مشرف كتاريخ العقيلات يستحق ان نسلط الضوء عليه ونكتب عنه، وعمل كعمل العم عبداللطيف يستحق ان نشيد به ونثني عليه فلولاه لما عرف الكثيرين عن العقيلات، فكل الشكر لشخصه الكريم وعساه على القوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى