المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

بقلم: احمد هاني القحص

 

‏ ورحل الأديب ناصر الظفيري

‏بكل أمانة وصدق لا أعرف الراحل الأديب ناصر الظفيري رحمه الله حتى أكتب عن شخصة هذه السطور، ولكن ما دفعني للكتابة هو الدافع الأدبي والإنساني ( أتمنى أن أُوفق في ذلك )، نظرا لفخامة مقام الأديبلدي ولدى غيري، الذي تبوأ مكانة مرموقة بين الأدباء العظماء، مما جعله رحمه الله علامة فارقة يُشار لها بالبنان، فإصداراته الروائية خير دليل على عظمته في سماء الأدب، وبات فيها نجماً برّاقا يهدي الناظر إليه إلى طريق الأدب.

‏القارئ والمتابع للراحل ناصر الظفيري يجد المتعة والسعادة، وكذلك الحنين والغصة وأيضا الألم، حينما يقرأ لكتابات هذا الأديب، فتجده يأخذك لعالمٍ آخر ويبحر بك في سفينةٍ تمخر عباب الظلام وتوصلك لبر الأمان لترى نور العلم والثقافة، مما يؤكد أن صفة ” الأديب ” لم تأتي من فراغ، بل جاءت بعد مكابدةٍ وسهرٍ وتعب، جعلت منه معينا ينضح بالفكر والثقافة والأدب، لينهل منه كل من يقرأ نتاج عقل الراحل. فهو ينسج خيوط فكره من حريرٍ ليتمكن القارئ من الإستفادة الكاملة دون أي عقبةٍ تواجهه أثناء القراءة، كالملل والرتابة التي تعكر صفو جو القراء.

‏رحيل الأديب كان فاجعة لكل محبيه وقراءه، ولا أحد يختلف ان الموت حق، وكل نفسٍ لها أجل محتوم، إلا ان للموت له رهبة وفاجعة وصدمة، وما إن سمعنا بخبر رحيله حتى فُجعنا، وهالنا ما وصلنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي من تناقلهم للخبر، إلا أن عزاؤنا أنها سنة الحياة ولابد لكل إنسانٍ من الرحيل، سواءً كان عاجلا أم آجلا.

‏كما أننا شاهدنا الكم الكبير من قبل عشاقه ومحبيه وقراءه، وهم يتناقلون خبر رحيله، ويدعون له بالرحمة والمغفرة، إلى أن وصل ” ترند ” في ( تويتر )، الأمر الذي يؤكد على أن الراحل تربع قلوب الجميع، لما له من حضورٍ جميل، وبصمة جلية جعلت ألسنة البشر، وحساباتهم في مواقع التواصل تتناقل خبر رحيله، فهو كما قلت آنفا علامة فارقة في سماء الأدب، وما حدث من تناقل خبر رحيله يثبت أنه وضع بصمة في قلوب البشر.

‏نعم هو رحل منا جسدا، لكنه لم يرحل عنا فكرا وثقافة، وما تركه من إرثٍ ثقافي سيخلده التاريخ، وسيبقى ناصر الظفيري الأديب الذي لن ينساه القراء، رحم الله الأديب الراحل ناصر الظفيري وغفر له المولى جميع ذنوبه وأسكنه بكرمه ومنّه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى