المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: أحمد هاني القحص

                   


                       خلك بحالك .. تَسْلمْ



   النأي بالنفس في غالب الأحوال قد يكون مخرجاً للنفس البشرية من جميع الشوائب التي تعكر صفوها، منها على سبيل المثال لا الحصر يتمثل بعدم التدخل في أمور الآخرين، ولو كان الهدف من باب الإصلاح، لأن وراء ذلك تبعات تعود عليك بخيبة الأمل وإتعاب النفس.

   فكما قيل إرضاء الناس غاية لا تدرك، ومن الصعب جدا أن تكسب الجميع في حال تدخلك في سبيل الإصلاح، وبالتالي، ستخسر أحد الطرفين، ولكنك لو طبقت سياسة النأي بالنفس في غالبية الامور، ستجد انك مرتاح نفسيا على أضعف الإيمان، ولن تعكر صفو راحتك النفسية.

   قد يقول قائل انك بقولك هذا تدعو الى عدم الاصلاح، وكذلك عدم الجمع بين المتخاصمين من خلال حل التنازع فيما بينهما، وردي سيكون في غاية البساطة ومن خلال تجارب وقعت مع أناسٍ دخلوا في هذه الدوامة التي جعلتهم يخسرون أكثر مما يربحون، بدليل الهوة الكبيرة التي حدثت جراء ذلك.

   لدرجة انك ترى أقرب الأقربين يبتعد عن التدخل في اي أمر يكون بين أقاربه، ليقينه بأن قوله سيرضي طرفا وسيغضب الآخر، لان الجيل تغير تغيرا كبيرا في الكثير من الامور، حتى وصلت الى بعض القيم والعادات والتقاليد التي تغيرت بشكلٍ مؤسف.

   لذلك يتوجب عليك قبل الولوج إلى معترك ما، أن تنظر للطرفين نظرة ثاقبة دقيقة ومن خلالها تعرف ان كان بإمكانك التدخل في شأنهم، أو أن تنأى بنفسك عنهم، لان الحفاظ على العلاقات والصداقات بات شيئا صعبا في زمننا الحالي.

   انا لست متشائما، ولست ادعو لتطبيق سياسة النأي بالنفس، ولكن أفراد المجتمع ومن خلال تعاملهم وسلوكياتهم، يدعونك لتطبيق تلك السياسة حتى لا تخرج بخسائر، وفي هذه الحالة اتذكر قول رجل كبير في السن حينما قال لولده: ” إن بغيت تكسب الناس .. خلك بحالك .. تسلم ” .. والله الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى