المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

بعد 40 يوماً من تأسيس المملكة عام 1926م.. روسيا أول دولة ليست عربية تقيم علاقة دبلوماسية مع المملكة

تأتي يارة خادم الحرمين التاريخية لروسيا تتويجًا لعلاقات متجذرة بين البلدين، إذ كانت روسيا أول دولة غير عربية تعترف بالسعودية وتقيم معها علاقات دبلوماسية عام 1926، ولكل هذه الأسباب والأبعاد، يتوقع أن تشهد الزيارة إبرام شراكات واتفاقات إستراتيجية مهمة تعود بالنفع على البلدين.

حيث قدم الاتحاد السوفيتي اعترافه الدبلوماسي للدولة السعودية تحت حكم الملك عبدالعزيز ففي شهر ١٢ من عام ١٩٢٦
، بادر الاتحاد السوفییتي إلى الاعتراف بالدولة الجدیدة التي أعلنها الملك عبدالعزيز ووجهت الحكومة السوفيتية خطابا إلى الملك جاء فيه ؛” انطلاقا من  مبدأ الصداقة بين الشعوب في تقرير مصيرها وتعبيرا عن الاحترام الكبير لشعبك الذي بايعك ملكا تعترف حكومة الاتحاد السوفيتي بجلالتكم ملكا على بلادكم وبحكم ذلك تتغير الحكومة الروسية في حالة علاقات دبلوماسية طبيعية مع  جلالتكم”.
وأعرب الملك عن عميق شكره للخكومة السوفيتية وأبدى رغبته في توطيد العلاقة معهم واستعداده التام بمعاملة الحكومة الروسية ورعايتها بمايليق بالدولة الصديقة “.

وفي ١٩٢٧ افتتح الاتحاد السوفيتي في جدة مكتب لشركة (Sovtorgflot وهي شركة نقل تكفلت بنقل الحجاج من الاتحاد السوفيتي وآسيا الوسطى إلى السعودية.

وفي الـ17 من سبتمبر/ أيلول 1990 أعلن بشكل رسمي بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على أسس ومبادئ ثابتة تقوم على الشراكة والتعاون في كافة المجالات.

وخلال العقود الماضية توطدت العلاقات السعودية – الروسية، وتحديدا في حقبة التسعينيات، خاصة مع الزيارة الأولى لرئيس الحكومة الروسية فيكتور تشرنومبردين إلى العاصمة السعودية الرياض، واختتمت الزيارة بتوقيع اتفاقيات عديدة في قطاعات التجارة والاقتصاد والثقافة واستثمار الأموال والتقنية والعلوم التكنولوجية.

وطوال الفترة من 1994- 2000 ظل التعاون السعودي – الروسي قائما في كافة المجالات، لتستأنف العلاقات بقوة بزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد وقتها، إلى موسكو في نوفمبر/تشرين الثاني 2003، وخلال الزيارة الرسمية التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات المشتركة؛ بهدف تطوير التعاون بمجال النفط والغاز، فضلا عن استكمال بروتوكولات التعاون السابقة بمجال العلوم والتكنولوجيا.

وخلال الألفية الأولى حرصت السعودية وروسيا على تركيز التعاون بمجال الثقافة، حيث شاركت المملكة بالمعرض الدولي للكتاب الذي تنظمه موسكو، كوسيلة للدعم الثقافي والفكري بين الجانبين، ولم يتوقف التعاون عند هذه المجالات فحسب، بل امتدت العلاقات إلى التعاون بمجال الفضاء، حيث حملت الصواريخ الروسية في سبتمبر/ أيلول لعام 2000، 13 قمرا صناعيا سعوديا معتادا استخدامها في مجال الاتصالات إلى مدارات الفضاء الخارجي.

ونظرا لنجاح التجربة الأولى من التعاون بمجال الفضاء، حرصت المملكة على إنشاء نظام الملاحة الفضائية “غلوناس” في مايو/ آيار 2007 بالرياض كجولة أولى من المشروع السعودي – الروسي بمجال الفضاء.

وفي العام نفسه، وتحديدا في فبراير/ شباط 2007، قام الرئيس الروسي بوتين بزيارة للرياض بهدف توقيع اتفاقيات جديدة في مجال الاتصالات والتعاون المصرفي، وخلال هذه الزيارة الرسمية قام خادم الحرمين الشرفين وقتها الملك عبد الله بن عبد العزيز بتقليد يوتين قلادة الملك عبد العزيز، كنوع من أنواع التقدير لعمق العلاقات المشتركة، خاصة أن هذه القلادة تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم.

وبعد زيارة بوتين للرياض بنحو 10 أشهر، قام الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي ووزير الدفاع والطيران وقتها، بزيارة تبادلية لموسكو، كما توسع التعاون في المجال العسكري والأمني بزيارات متتالية للأمين العام لمجلس الأمن الوطني بالمملكة الأمير بندر بن سلطان في أعوام 2006- 2007- 2008.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى