المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

بثينة العيسى: غياب المخيلة جذر لكل شرور العالم

 

بمناسبة مرور عامين على تأسيس مكتبة تكوين، أقيم ملتقى «الحكايا والحكائين»، برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، واستضافة الجامعة الأمريكية في الكويت.

في افتتاح الملتقى الذي يستمر حتى 24 مارس، قدم محمد العتابي- مؤسس ومدير النشر والعلاقات العامة في «تكوين» – كلمة تحدث فيها عن مشروع المكتبة الذي كان حلما بألا تكون مكتبة تبيع الكتب فحسب، «بل مكتبة تمنحك صوتك ونقيضك الذي يشبه صداك والمرآة، وأن تكون بعضا من نسمات تحمل تحولا ثقافيا يهب على وطننا العربي، تحولا ينبع من القوة الناعمة للسؤال، من معاني الكلمة، من توهج الفكرة». وقال العتابي إن «تكوين» المشروع، المكتبة، البرنامج الثقافي والورش، والمنشورات، كلها أدوات لإعادة تشكيل الصور النمطية عن الثقافة، ومن أجل أن تكون الثقافة ضرورة لا ترفا، والقراءة ممارسة عامة لا نخبوية.
البحث عن معنى
الروائية بثينة العيسى-مؤسسة ومديرة «تكوين»- تحدثت بعد عرض فيديو قصير بعنوان «سنة ثانية مكتبة»، وقالت إن ما تفعله الحكاية هو أنها تمنحنا القدرة على فهم الآخر، عوضا عن الحكم عليه، فكانت تتساءل إن كان غياب المخيلة هو الجذر لكل شرور العالم، حيث يصبح الإنسان قادرا على قتل إنسان آخر، لأنه ببساطة، عاجز عن تخيل نفسه مكانه. وأضافت أننا ان أردنا أن نفهم شخصا، فنحن نسأل عادة، ما حكايته؟. وجل ما نبحث عنه في الفن والأدب هو الشيء ذاته تقريبا، الحكاية، نحن نريد الحكايا دائما، لأننا نريد أن نفهم، ليس الآخر وحسب، بل أنفسنا أيضا. وأضافت ان هذا ليس زمن الرواية، فالقصة والفيلم والرواية، والكتاب المصور والحكايات الشعبية والخرافات والملاحم الشعرية والأساطير، هي مجرد أدوات للفهم، لأن هذا الزمن على ما يبدو هو زمن البحث عن المعنى، شيء يستطيع تحويل فكرة الوجود من جرح إلى جمال. وقالت إنهم في «تكوين» صمموا برنامج الأيام المقبلة لكي يسمحوا للفكرة أن تنمو بشكل عضوي، منذ السؤال الفلسفي عن المعنى، وحتى السؤال الفني عن الأدوات التي نحتاجها لكي نصبح حكائين على نحو أفضل، في الرواية والقصة والسينما.
زمن الصمت
الروائي الإيطالي جوزبه كاتوتسيلا في كلمته، رأى أننا نعيش في زمن الصمت، وليس زمن القص:
إننا لم نشهد زمنًا أكثر صخبًا من هذا، فأينما نولِّ وجوهنا نسمع شخصًا يتحدث: في التلفزيون، في الراديو، في الصحف، في الإنترنت. لقد أصبح بإمكاننا جميعًا الآن التحدثَ بصوتٍ مسموعٍ من شبكة اجتماعية. وأضاف أنه دائما ما يكون الصوت الغربي هو المسموع، في زمنٍ مثل هذا الزمن الذي يشهد امتزاجًا كبيرًا جدا بين عالمي الغرب والشرق، إن هذا أمر مجحف. وأضاف أن إدوارد سعيد، الكاتب الفلسطيني-الأميركي والأستاذ في جامعة كولومبيا، شرح هذا الأمر جيدًا، في رائعته «الاستشراق»، إذ قال «الاستشراق هو مجموع الهيئات التي أنشأها العالم الغربي من أجل تسيير علاقاته مع الشرق، ويتضمن هذا القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية، ومع ذلك فإن العامل الثقافيَّ أيضًا مطلوب». نعم، إن جميع الأدوات الثقافية: التلفزيون، الراديو، الأخبار، الإنترنت، الروايات، الأفلام، إلخ، تتحدث بصوت غربي. ولهذا، تتكون لدينا صورة عن العالم بأسره، مصحوبة بشعور بأن شيئا ما مفقود.
حل اللغز
وأضاف كاتوتسيلا متحدثا عن هذا الزمن الذي وصفه بأنه زمن الصمت وزمن بلا حوار وبلا حب أيضا، وعن روايتيه اللتين حققتا نجاحا كبيرا بقوله:
لقد قمتُ بحلِّ اللغز في نهاية الأمر: لقد أعطيتُ الكلمات إلى صوتين كانا في حاجة إلى أن يتحدثا وإلى أن نسمَعْهُما. على سبيل المثال: أعطيت الكلمات إلى فتاة صومالية كانت تحلمُ بالعَدوِ، شاركت في أولمبياد بكين في عام 2008، ومن أجل أن تتأهلّ إلى أولمبياد 2012، أضحتْ مُهاجرةً قضت نحبها في البحر المتوسط، دون أن تُسمع أو تلقى انتباهًا من أحد. قصة صومالية، بلد احتلته إيطاليا. نعم، إنها قصص حقيقية. لكنني جعلتها أدبًا، قصصًا خيالية، أساطير، خرافات، ملحمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى