رغم ما تعانيه مناطق أخرى كثيرة في العالم من ندرة المياه العذبة، فإن الوضع في بنغلاديش مختلف إلى درجة التناقض.
فيوما بعد يوم تشهد رقية ختون عاجزة على ابتلاع نهر بادما وهو من الأكبر في بنغلاديش لمنزلها مع ارتفاع منسوب المياه بسبب الاحترار المناخي الذي ينبغي أن يتكيف معه ملايين من سكان هذا البلد الآسيوي.
بأسى، تروي ربة المنزل هذه البالغة من العمر 40 عاما التي تعيش في بلدة كاليدا سخالي على ضفاف النهر «اختفى البستان.. وحلت محله المياه. ولم يعد لدي حظيرة للبقر».
وتآكل ضفاف النهر ظاهرة طبيعية، غير أن وتيرته اشتدت في السنوات الأخيرة في دلتا الغانج نتيجة التغير المناخي.
وباتت الأمطار الموسمية تزداد غزارة والجليد يذوب بوتيرة أسرع في جبال هملايا التي تنبع منها الكثير من الأنهر الكبيرة في آسيا، ما يؤدي إلى رفع منسوب المياه.
كما أن مياه البحر أيضا تمثل تهديدا، حيث يشكل ارتفاع مستوى البحر تهديدا خطرا لبنغلاديش التي لا تعلو كثيرا عن سطح البحر وهي في مهب الظواهر المناخية القصوى. وقد يستحيل 20 مليون شخص من سكان البلد «لاجئين بسبب التغير المناخي» بحلول نهاية القرن، بحسب الأمم المتحدة.
