بالفيديو.. الديبلوماسية الكويتية تُسعف سورية
- مندوب الكويت السفير منصور العتيبي: المفاوضات الشاقة تعكس حرص السويد والكويت على إنهاء هذه الأزمة الإنسانية
- روسيا: من المستحيل تطبيق الهدنة فوراً دون اتفاقات ملموسة بين الأطراف المتحاربة
سجلت الديبلوماسية الكويتية مساء أمس نصرا إنسانيا جديدا مثبتة أنها ديبلوماسية لا تعرف اليأس، فبعدما اعتاد العالم سماع كلمة «فيتو» بعد كل قرار يتعلق بالأوضاع في سورية نجحت الكويت ومعها السويد، في جهد مشترك وبعد مفاوضات شاقة، في كسر الجليد والخروج بالقرار رقم 2401 من دون الاصطدام بأي معارضة من قبل الدول الخمس دائمة العضوية، فقد وافق مجلس الأمن بالإجماع (15 صوتا) خلال جلسة ترأسها مندوب الكويت الدائم الى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي على القرار القاضي بمطالبة جميع الأطراف بوقف إطلاق النار دون تأخير، والسماح بشكل فوري للإجلاء الطبي للجرحى دون شروط، وأن تعمل جميع الأطراف على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، كما نص القرار على مطالبة جميع الأطراف برفع الحصار عن المناطق المأهولة بالسكان بما فيها الغوطة الشرقية.
وقال السفير العتيبي، إن المفاوضات الشاقة تعكس حرص السويد والكويت على انهاء هذه الأزمة الإنسانية، مضيفا: أمامنا الكثير لعمله في مجلس الأمن لإنهائها. وشدد على ان هذا القرار يعتبر حلا مؤقتا على اعتبار أن الحل السياسي هو الحل النهائي.
وكانت المفاوضات الشاقة التي سبقت القرار أدت إلى تأخر الجلسة التي كانت مزمعة في الثامنة من مساء أمس، لأكثر من ساعتين بسبب التحفظات الروسية.
وقد جرى تعديل مسودة قرار الهدنة لتصبح مجلس الأمن يطالب (وليس يقرر) جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية دون تأخير.
من جهتها، قالت مندوبة أميركا في الأمم المتحدة نيكي هايلي ان اعتماد الهدنة هو لحظة وحدة لمجلس الأمن. وأضافت ان نظام الأسد يجب أن يغير مساره وألا يستمر في قصف المدنيين.
وأضافت إن الولايات المتحدة تريد ان تراه منفذا بشكل كامل في كل أنحاء سورية.
من جهته، قال المندوب الروسي في المجلس إنه كان يجب علينا الانتظار لاعتماد هذا القرار بعض الوقت من أجل التوصل لاتفاق بين الأطراف المعنية.
وأوضح ان موسكو ألقت بثقلها في هذا الخصوص في وقت انسحبت فيه أطراف مهمة.
ونوه إلى أنه من المستحيل تطبيق الهدنة فورا في سورية دون اتفاقات ملموسة بين الأطراف المتحاربة.
وأضاف أن هناك مجموعات مسلحة تهدد مناطق عدة في سورية وليس الغوطة فقط.
بدوره، قال المندوب الفرنسي إنه برغم الاختلاف امكن التوصل لقرار بشأن الهدنة الإنسانية في سورية، مؤكدا ان قرار الهدنة يمثل الخطوة الأولى للتهدئة هناك.
وكانت قوات النظام جددت غاراتها وقصفها المكثف على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق موقعة مزيدا من الضحايا، لتتجاوز حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد 550 مدنيا بينهم نحو 200 طفل وسيدة. وليصل عدد الجرحى إلى 3 آلاف العديد منهم بحالة خطرة ما يشير الى احتمال كبير بزيادة عدد القتلى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لفرانس برس «محرقة الغوطة الشرقية مستمرة، ويكاد القصف الهستيري لا يتوقف».
وبحسب المرصد، تشارك طائرات روسية الى جانب طائرات قوات النظام في عمليات القصف، الأمر الذي نفته موسكو.
وقتل أمس وحده أكثر من 40 مدنيا بينهم أربعة اطفال على الأقل جراء الغارات، قضى أكثر من نصفهم في مدينة دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية ومعقل جيش الإسلام، بحسب المرصد وناشطين.
كما تم انتشال جثث خمسة مدنيين آخرين من تحت الأنقاض، تبين انها تعود لأم وأطفالها الأربعة قتلوا قبل أربعة ايام في بلدة عين ترما.
وتأتي غارات أمس بعدما شنت طائرات حربية سورية وأخرى روسية وفق المرصد، «غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى الى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية». وقالت مصادر ميدانية، ان الصواريخ كانت محملة بمادة النابالم المحرمة دوليا، إضافة إلى القصف بالقنابل العنقودية المحرمين دوليا.
في مدينة دوما، وثقت فرانس برس نقل جثث عشرة مدنيين على الأقل الى أحد المشافي الميدانية. اضافة الى جثث ثلاثة أطفال على الأقل ملفوفة بقماش بني اللون وموضوعة داخل احدى غرف المشفى.
وقال سالم أحد سكان مدينة دوما لفرانس برس بحرقة «لا أستطيع أن أصف ماذا يحصل في الغوطة الشرقية ولا تستطيعون ان تتصوروا ماذا يحدث».