باسيل: فوجئنا بـ«إعلان الرياض»

تحت وطأة التطورات الإقليمية المتسارعة، لا سيما ما نتج عن قمة الرياض التاريخية، التي يترقب العالم ترجمتها العملية خلال الأشهر المقبلة، بقيت الحركة السياسية في لبنان هامدة، في انتظار عودة دورتها اعتباراً من اليوم بحثاً عن قانون انتخابي مفقود لم يعد أمامه سوى تسعة عشر يوماً لإيجاد صيغته التوافقية قبل العودة إلى «الستين» تجنباً لفراغ شامل في مؤسسات الدولة الدستورية.
وكان وفد لبنان إلى قمة الرياض عاد أمس، باستثناء الرئيس سعد الحريري الذي استقبله أمس ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وتم عرض أوجه العلاقات بين البلدين، على أن يشارك اليوم في مناسبة عائلية خاصة ويعود إلى بيروت مساء.
وكانت القراءات في أبعاد القمم السعودية و«إعلان الرياض» ونتائجه بدأت في تسخين الأجواء، لا سيما بعد تغريدات وزير الخارجية جبران باسيل، الذي سارع إلى «غسل يديه» مما جاء في البيان الختامي للقمة، في محاولة استباقية لتطويق مفاعيله على الصعيد الداخلي، فأعلن أن ما تعتمده الحكومة هو البيان الوزاري وخطاب القسم، وقال باسيل إن لبنان لم يكن يعلم بإعلان الرياض، ولم يكن يعلم أن القمة سيصدر عنها بيان ختامي وإعلان وقد فوجئنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة. وتابع: «ظناً بلبنان وشعبه ووحدته. أما وقد وصلنا إلى لبنان فنقول إننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وإبعادها عنه».
بدوره، سخر رئيس تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، من جبران باسيل، وقال في تغريدة على «تويتر»، إن باسيل – لم يسمّه – «شاهد ماشافش حاجة».
وقد لاقت باسيل مصادر الرئيس الحريري بقولها ان «الوفد اللبناني غير مسؤول عما صدر في بيان القمة بل عمّا كان سيرد في كلمة الحريري التي لم يلقها» بسبب ضيق الوقت وليس لأي سبب آخر.
غير أن المضاعفات المرتقبة لنتائج القمة ستخرجها إلى الضوء كلمة أمين عام حزب الله حسن نصرالله الخميس في اطلالته لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.
رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين، وصف الإدارة الأميركية بـ«المعاقة والمجنونة»، وهي «لن تتمكن من المقاومة، ولن تحصل سوى على مزيد من الصراخ الإعلامي وينتهي كل ما فعلته»، لا سيما أن المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ناثانيال تيك قال «إن «حزب الله» من أخطر الجماعات الإرهابية في المنطقة»، وإن بلاده «لن تألو جهداً في مواجهة هذا التهديد وفي تطبيق العقوبات على الحزب ومن يدعمه».
وكان هناك كلام لافت للنائب وليد جنبلاط جاء فيه أنه «كان من الأفضل لو أن قمة الرياض ضمت إيران أيضاً، خصوصاً بعد انتخاب الرئيس الإصلاحي المعتدل الشيخ حسن روحاني للتوصل الى اتفاق إسلامي شامل حول مكافحة الإرهاب والتطرف والتخلف». وتابع «لابد من التشديد على أن فلسطين يجب أن تبقى القضية المركزية وفوق كل اعتبار».