المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

باسل الصباح: ثقتنا كبيرة بوعي المواطنين وأسِرَّة العناية تفوق الـ 1000 في القطاع الحكومي

أكد في «عشر إلا عشر» أن المصل المضاد لـ «كورونا» قد لا يظهر قبل سبتمبر أو بداية العام المقبل

فيما أعرب وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، عن أمله في ظهور علاج لفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) اليوم قبل غد لإنهاء الأزمة العالمية، رأى أنه في حال «لم يوجد علاج فليس هناك حل إلا سياسة (مناعة القطيع) التي يجب أن تنظم بعمل كثير من الإجراءات، لتقليل الأعداد (المصابة) حتى الوصول للمناعة الاجتماعية من المرض».
وقال الشيخ باسل الصباح، خلال استضافته في برنامج «عشر إلا عشر» الذي يقدمه رئيس التحرير الزميل وليد الجاسم على قناة «الراي» مساء أول من أمس، «باعتقادي لن نرى المصل قبل سبتمبر المقبل، وتقول منظمة الصحة العالمية والجانب الأميركي أنه سيكون في بداية السنة المقبلة، الآن يجري البحث في استخدام علاج إيبولا، حيث أثبتت التقارير أنه تم تشافي ثلثي المرضى وبعضهم لم يحالفهم الحظ، وهذه دراسات ما زالت تقودها منظمة الصحة العالمية، ونتمنى أن يكون فيها العلاج الشافي…. وهناك نحو 19 شركة تقوم اليوم بعمل دراسات وبحوث لإيجاد طعوم للفيروس».
واعتبر أن الكويت الآن في مرحلة العلو للجائحة، و«توقعنا أن تتم السيطرة في منتصف مايو، لكن الآن مع عودة نحو 40 ألفاً من أبناء الوطن من الخارج، قد تكون هناك موجة ثانية تظهر بعد 4 إلى 6 أسابيع، وتبدأ بالصعود»، مبدياً «ثقة تامة بالمواطنين وباتباعهم للإجراءات، حرصاً على أنفسهم وعلى من حولهم في المنزل من الأحباب والأصدقاء الذين سيكونون أول المتضررين لا قدر الله»، ومؤكداً أن «وعي المواطنين ازداد وسيقومون باتباع الإرشادات الصحية في العزل».

القادمون من الخارج
وتحدث عن أسباب قلقه في السابق قبل قدوم المواطنين من الخارج، مبيناً أن «كل الإجراءات التي تتم في مطار الكويت والطواقم الطبية، أرفع لها القبعة ولن أفيها حقها، إزاء ما يقوم به الشباب الذين يعملون منذ السادسة صباحاً حتى الثانية فجراً في المطار، مع تأخر بعض الرحلات، ومع يرافق ذلك من جهد كبير من قبل الطاقم الطبي الموجود وكان هذا ما يقلقني».
وقال إن الحجر المنزلي إلزامي على جميع القادمين من الخارج، ولكن هناك بعض الفئات المستثناة التي تذهب للحجر المؤسسي، ومنها الشخص غير المتوافر لديه مكان مناسب للحجر المنزلي خلال فترة الأسبوعين، أو من لديه عوائق في المنزل، مثل وجود المرضى أو كبار السن، حيث توفر وزارة الصحة لهم الحجر المؤسسي، فور نزولهم من الطائرة، وتقوم بتدوين بياناتهم إلكترونياً ويتم وضع الاختيار بين الحجر المنزلي أو المؤسسي.

75 طبيباً في غرفة التحكم
وأكد وزير الصحة أنه فور توجيه سمو الأمير بسرعة عودة المواطنين من الخارج، كان لا بد من الإعداد لاستقبالهم ولضمان سلامتهم وسلامة المجتمع، حيث تم العمل منذ أسابيع على نظام خاص «شلونك»، وهو «نظام شاركت فيه جهات عدة، أوجه شكري إليها جميعاً»، إضافة إلى السوار الإلكتروني الذي يعتبر متكاملاً مع هذا البرنامج، لمعرفة حالة المريض ومدى التزامه بالحجر المنزلي.
وأوضح أن النظام ليس لتحديد الموقع فقط وإنما للتواصل مع القادمين من السفر، من خلال عيادة افتراضية، تقوم بسؤال المريض وتدوين إجابته بشكل يومي، في ما إذا كانت لديه أعراض، ومن خلالها يتم اتخاذ الإجراء في غرفة التحكم التي تضم نحو 75 طبيباً على مدار الساعة مدربين ويتابعون القادمين، مضيفاً «نحن لا نعتمد على هذا النظام فقط وإنما هناك زيارات مجدولة وأخرى فجائية، للتأكد من مدى تطبيق الحجر المنزلي على المواطن».
وقال إن «عدد القادمين من الخارج كبير، وربما يصل إلى 40 ألف مواطن، ولكن الأطباء والفنيين والهيئة التمريضية والطوارئ الطبية يعملون بشكل جبار لمتابعة المرضى في المنازل».

الأولوية لصحة الإنسان
وقال الوزير إن «توصية القيادة السياسية كانت واضحة بأن صحة الإنسان هي الأولوية الأولى والحفاظ عليها هو المحور الأساسي، على أن تذلل بعدها كل الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، مبيناً أنه بهذه الإجراءات التي تم اتخاذها «نحمد الله على هذه القيادة المباركة التي رجحت كفة المواطن على كفة المصالح الأخرى».
وأضاف «عندما نتابع ما يحصل في العالم والتغيرات السريعة في تطور الأزمة، نجد سقوط بعض الأنظمة الصحية بشكل بسيط، وقد تم الطلب من بعض المرضى الخروج من المستشفيات، والمسافرين الخروج من الفنادق، وهذا أدى إلى حدوث تطورات سريعة، ومع استمرار الجائحة في التزايد يمكن أن يؤدي ذلك إلى إغلاق كامل للمطارات، لذلك كان حرص سمو الأمير على التوجيه بسرعة إجلاء المواطنين».
وأوضح أن إحدى معضلات الحجر المنزلي التي وضعت في الحسبان، وجود زوار من خارج المنزل، وقد صدرت لائحة بترتيب الحجر المنزلي، ومنها منع زيارات من الخارج، وهناك ملصق يوضع على المنازل التي لديها حجر منزلي تمنع منعاً باتاً دخول أي شخص غير قاطن في المنزل، وهذا إجراء سيعاقب عليه القانون، مؤكداً تخصيص الخط الساخن 151 للإبلاغ عن أي مخالفة لا قدر الله.

الطاقة الاستيعابية
وأشار إلى أن «الطاقات الاستيعابية احترازية، حيث لدينا اليوم محاجر في الشمال والجنوب ومستشفى ميداني عن طريق وزارة الدفاع وآخر في أرض المعارض، سيفتتح خلال 5 إلى 6 أيام»، إضافة إلى المستشفيات التخصصية المزودة بآلاف الأسرة، مبيناً أنه يتم وضع المرضى ذوي الإصابات الخفيفة في المستشفيات للحد من انتشار الفيروس، إلى حين أن يصبح المريض آمناً قبل الخروج إلى المجتمع.
وأكد أن ما يحدث في الدول الغربية أن الأعداد مهولة ولا تستطيع المستشفيات تحملها، الأمر الذي دفعهم إلى الحجر المنزلي للمصاب، إن لم تكن هناك أعراض شديدة «ونحن في الكويت مازلنا قادرين على استيعاب الأعداد، وإن استدعت الحاجة هناك خطط لزيادة عدد المحاجر للأشخاص ذوي الإصابات الطفيفة»، لافتاً إلى نصب خيام مكيفة في المستشفيات الرئيسية، مزودة بالأسرة ويزيد استيعاب المستشفى الميداني في أرض المعارض وحده على نحو 1400 سرير، إضافة إلى المستشفيات الحكومية التي تزيد على 8 آلاف سرير ومستشفى جابر الذي تزيد طاقته الاستيعابية عن 1130 سريرا ولم يستغل بعد بالكامل، إضافة إلى خطة لاستخدام المستشفى الجديد في الجهراء وهو مجهز بالكامل، ونستطيع استيعاب نحو 15 ألف مصاب في جميع المحاجر.
وأكد وزير الصحة أن أسرة العناية المركزة تفوق الـ1000 سرير في القطاع الحكومي وحده، وأيضاً هناك تدعيم لأسرة العناية المركزة، ولا بد من التحضير للمراحل التي قد تحدث لا سمح الله، معرباً عن تفاؤله في تخطي هذه الأزمة بأفضل النتائج.
وأشار إلى أن للاشتراطات الصحية من غسل الأيدي والتباعد الاجتماعي والتعقيم، دوراً إيجابياً في تقليل الإصابات، مبيناً أن موسم الانفلونزا جاء في موسم «كورونا»، لذلك نجدها قلت في مختلف أنحاء العالم بسبب التزام معظم الناس بالاشتراطات الصحية، وهذا أمر إيجابي جاء في وقته.

التقصي الوبائي
وتطرق الشيخ باسل الصباح إلى موضوع التقصي الوبائي الذي أربك الناس في فهم هذه العبارة ومدلولها، وهو يعني وجود حالة جديدة نقوم بالتقصي الوبائي بشأنها ومصدرها وفي ما إذا كان هناك مخالطون لها، وهو أشبه بتحقيق كامل عن آخر 14 يوماً قبل الإصابة للمريض، لمعرفة مصدر الإصابة والوصول للمريض رقم 1، مؤكداً أن جميع الإصابات التي سجلت لدينا مستوردة، ولدينا سلسلة من الإصابات نقوم بتتبعها ولكن كل حالة جديدة لا يستطيع الناطق باسم وزارة الصحة التحدث عنها يومياً، حيث يحتاج وقتاً لتتبع الإصابة، والعاملون في وزارة الصحة يقومون بعمل جداول للحالات، لحصرها وتتبع المخالطين لها.
وأوضح أنه من المعروف أن الأوبئة تنتشر بين الناس الذين ثقافتهم قليلة ولا يتبعون التعليمات بشكل جدي، وبيّن أن ربط الإصابات بالأشخاص غير الحاصلين على تطعيمات في صغرهم بأنها نظريات يتم البحث بشأنها، ولكن ثبت أن غير المطعمين بالسل لديهم إصابات أكثر، ولكن هذا لا يمنع وجود الإصابات، مبيناً أن لتفاوت حدة المرض من شخص إلى آخر عوامل منها، الأمراض المزمنة وأمراض الرئة والربو والسمنة، إضافة إلى وجود ملاحظات جينية ترتبط بجنسيات معينة عرضة للإصابة بشكل أكبر بجلطات القلب ومشاكل صحية أخرى، حيث إن هؤلاء معرضون أكثر للإصابات الأشد خطراً، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن فيروس «كورونا»، وفقاً لبعض الدراسات قد يزيد من عمليات التجلط في الجسم.

الجليب والمهبولة
وتطرق الوزير إلى الوضع في منطقتي جليب الشيوخ والمهبولة المعزولتين، قائلاً إن وزارة الصحة تقوم بفحوصات عشوائية فيهما وقد يبلغ عدد السكان في كل منطقة نحو 300 ألف، إضافة إلى إجراء الفحوصات في بعض المناطق المتفرقة الأخرى، مؤكداً أن «جميع الطواقم الطبية ملتزمة باشتراطات منع العدوى، ومنها ارتداء الواقيات بشكل منتظم واستخدامها بشكل معقول، وقد بلغ استهلاك طواقمنا من الكمامات نحو 220 ألفاً في الشهر، فيما قفز الآن إلى 12 مليوناً، واستيرادها يتم بشكل أسبوعي».

أول إشارة
وكشف الشيخ باسل أنه منذ بداية ظهور الفيروس، كان هناك دكتورة تعمل في مركز التواصل للوائح الصحية، قدمت لي في يناير الماضي تقريراً عن وجود فيروس في مدينة ووهان في الصين، وكانت أول إشارة لمتابعة كل صغيرة وكبيرة بشأن الفيروس، وهذا المكتب أشبه بمكتب المباحث للإبلاغ عن كل شيء يحدث في العالم، بارتباط مباشر مع منظمة الصحة العالمية، ومنه الإبلاغ عن الأدوية المزورة، «وأذكر هذا اليوم جيداً، حيث قمنا بعمل اجتماع مع القياديين في وزارة الصحة، وتم الطلب من المنظمة الحضور إلى الكويت في يناير، وعمل دورات تدريبية لأكثر من 15 جهة حكومية في كيفية التعامل مع الأوبئة»، مبيناً أن «أول علامة خطر كانت أمامنا هو علمنا بانتقال الوباء من شخص إلى آخر، إضافة إلى إجراءات العزل التي اتخذتها الصين في ووهان، حيث نبهت إلى حجم خطر الفيروس، وكنا نأمل ألا يخرج من تلك المدينة، ولكن كان انتشار الوباء، وقمنا بتجهيز كل شيء وتوفير المخزون الكافي، في مستودعاتنا الطبية لمدة عام كامل».

المسحات والبلازما
وفيما ذكر أن الكويت ثاني دولة في العالم تشتري الأجهزة الكاشفة عن كورونا (المسحات) وتقوم بتوفير المخزون الطبي، تحدث عن بلازما الدم التي تؤخذ من الأشخاص المتعافين ودورها في عملية الشفاء، مؤكداً أنها غنية بالمضادات الحيوية، حيث تعطى للمريض الذي يحمل أعراضاً شديدة، وهي فترة للتغلب على المرض، مبيناً أنه «بعد الكويت أعلنت المملكة العربية السعودية و(أف دي أي) فاعلية هذا الإجراء».

تاج ووسام… لقب «الدكتور الديكتاتور»

أعرب وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح عن اعتزازه بلقب الدكتور الديكتاتور، الذي أطلقه عليه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، قائلاً «هو تاج على رأسي ووسام على صدري، وإن دل هذا اللقب فإنما يدل على دراية سموه الكاملة في التعامل مع هذه الظروف والأوبئة، ويدل على أن سموه هو الداعم الأول لكل من يجتهد ويقدم خدمة للوطن والمواطن، إضافة إلى مدلولات أخرى أهمها استشعار سموه قلق الناس، والإجراءات التي تتخذ في هذه الجائحة».

أستمد قوتي من قوة رئيس الوزراء

ذكر الشيخ باسل الصباح أن «سمو رئيس مجلس الوزراء على اتصال يومي معي ساعة بساعة بشأن جائحة كورونا، ويسخر جميع الطاقات وهو أكثر الداعمين لي في هذه الأزمة، وأستمد قوتي من قوته».

لا مشاكل مع الوزراء

أكد وزير الصحة أن القرارات التي صدرت من قبل وزارة الصحة بشأن الأزمة، لم تخلق له مشاكل مع زملائه الوزراء، مؤكداً «أشعر اليوم بأنني قريب منهم أكثر من أي وقت مضى، حيث جعلتنا الأزمة في اتصال يومي مباشر».

«ولهان» على أبنائي

رداً على سؤاله عن أبنائه، أجاب الوزير: «نعم ولهان على أبنائي وفاقدهم ومبتعد عنهم وأتواصل معهم بالواتساب»، مضيفاً «ابني الأكبر يبلغ 12 عاماً ومتابع جيد يقوم بإرسال عدد الإصابات في العالم لي عبر واتساب… أتمنى أن يكونوا فخورين بي شأن الأبناء مع آبائهم، وهم يتحملون هذا الوضع أسوة بالكويتيين جميعاً».

الوضع الحالي ذكرني بالغزو وبتلاحم الكويتيين

قال وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح إن الوضع الحالي «يذكرني بالغزو وبتلاحم الكويتيين وتعاضدهم، ولدي يقين بأن الكويتيين العائدين من الخارج لن يفرطوا بأهل الكويت ولا بوطنهم».

تفانيهم يُشعرني بالخجل

لفت الوزير إلى أنه «قبل أزمة كورونا ربما لم يبرز دور قطاع الصحة العامة كما نراه اليوم، حيث يعمل أفراده على مدار الساعة، وبشكل يشعرني بالخجل من حجم عملهم الكبير، إذ يصلون الليل بالنهار، لإجراء الفحوصات العشوائية في مناطق جليب الشيوخ والمهبولة وبنيد القار، ومناطق أخرى عديدة، ويقومون بعمل المسحات الطبية بشكل مستمر».
وقال «كنت وزيراً للصحة قبل الأزمة بسنتين، ولكن لم أرَ الحماس والدافع الوطني في عمل هؤلاء الأطباء والجهات الفنية، وأنا فخور بهم وفخور بأني وزيرهم، وأتمنى من الله أن يكلل جهودهم ولا تضيع هباء، وأن يكون عملهم في مصلحة الوطن والمواطن إن شاء الله».

بكيتُ لإغلاق المساجد

اعترف وزير الصحة بأن من أصعب القرارات التي اتخذها هو «إغلاق المساجد، خاصة ولم تسبقنا دولة في ذلك، حيث كان قراراً صعباً وأتحمل كل تبعاته، ونعم بكيت وتأثرت كثيراً حين كنت أتهيأ للصلاة، ولكن وصلتنا بعض المعلومات التي تؤكد احتمال انتشار المرض في المساجد بعد تزايد الإصابات في صفوف الجاليات المسلمة»، مبيناً أن «منظمة الصحة العالمية توصي بمنع التجمعات الدينية، وأذكر جيداً هذا اليوم حيث ناقشت الأمر سريعاً مع وزراء الداخلية والأوقاف والعدل بمكالمة مشتركة والنتائج كانت تحتم علي القيام بهذا القرار، وهذا رأي كل القياديين في وزارة الصحة. وبالتأكيد كان قراراً مؤثراً لا سيما ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك».

الخوف النفسي

رأى الوزير أنه «كل ما عرفنا المرض أكثر قل الخوف النفسي غير المبرر»، مضيفاً «ما أراه في الواقع حماس كبير لدى الطواقم الطبية، ولكن بالتأكيد هناك آثار جانبية ستحدث في هذه
الأزمة».‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى