تواصلت المعارك العنيفة بين قوات النظام والمعارضة امس على جبهتي العاصمة السورية دمشق ومدينة حماة بالتزامن مع انعقاد الجولة الخامسة من المباحثات السورية – السورية في جنيف لحل الأزمة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان وتيرة الاشتباكات ارتفعت منذ فجر امس بين قوات النظام وفصائل المعارضة في منطقتي «معامل الغزل» و«النسيج» شمال حي «جوبر» وسط قصف بالقذائف والصواريخ من قبل قوات النظام ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
وأضاف المرصد الذي يراقب الحرب إن المعارضة المسلحة استولت على نحو 40 موقعا من الجيش منها ما لا يقل عن 11 قرية وبلدة وذلك منذ بداية هجوم حماة. وسلم مصدر عسكري سوري بأن المعارضة شنت هجوما واسع النطاق في المناطق الريفية من حماة بما وصفه المصدر بعدد كبير من «الإرهابيين» لكنه قال إن القوات السورية احتوت الهجوم.
وذكرت وسائل إعلام حكومية والمرصد السوري ومقره بريطانيا إن الهجوم يتزامن مع اشتباكات في العاصمة دمشق حيث يخوض الجيش والمعارضة قتالا على أطراف وسط المدينة في حي جوبر لليوم الخامس وسط قصف مكثف.
ويثير تصاعد القتال في الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في ديسمبر، المزيد من الشكوك حول جهود السلام في جنيف حيث استأنفت المحادثات امس بعد مفاوضات سابقة لم تحقق تقدما يذكر.
وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف «نأمل في رؤية شريك جاد على الطرف الآخر من الطاولة».
وأكد سامر عليوي المسؤول بجماعة جيش النصر المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر وتقاتل قرب حماة على حساب للمعارضة على موقع للتواصل الاجتماعي ان الهجوم يهدف إلى تخفيف الضغط على المعارضة في أماكن أخرى وإلى منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة.
وأضاف عليوي «بعد فشل المؤتمرات السياسية فإن الحل والعمل العسكري ضرورة ملحة».
وقال المرصد السوري إن الاشتباكات تصاعدت في دمشق حول المنطقة الصناعية في جوبر على مشارف أحياء وسط العاصمة بعد منتصف الليل.
وذكرت وحدة الإعلام الحربي لجماعة حزب الله المتحالفة مع الحكومة أن اشتباكات وقعت في وقت مبكر من صباح امس في جوبر واستهدف قصف مكثف مواقع للمعارضة في المنطقة.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في جيش النظام السوري القول ان وحدات الجيش قامت بعمليات عسكرية «مكثفة» على مواقع فصائل المعارضة السورية شمال حي «جوبر» الدمشقي ومنطقة «الغوطة» الشرقية.
وأضاف المصدر ان العمليات العسكرية تركزت خلال الساعات القليلة الماضية على النقاط التي توصلت إليها المجموعات المسلحة قبل يومين في محيط منطقة «معامل الغزل» شمال حي «جوبر». من جانبه، أعلن المبعوث الاممي الى سورية ستافان ديمستورا انطلاق الجولة الخامسة من المباحثات السورية -السورية اثر اكتمال وصول جميع الوفود المدعوة الى جنيف.
وأضاف ديمستورا في بيان ان نائبه السفير رمزي عزالدين قد بدأ بالفعل لقاءاته التشاورية الأولى مع الوفود على ان يلحق هو
(ديمستورا) بالمسار التفاوضي في وقت لاحق. وأوضح البيان ان ديمستورا سيستكمل مجموعة من اللقاءات التشاورية مع مختلف الأطراف المعنية بالأزمة السورية على الصعيدين الاقليمي والدولي على ان يقوم اليوم بعقد لقاء مع الوفود المدعوة من المعارضة والنظام السوريين.
يذكر ان هذه الجولة من المباحثات تأتي بعد ثلاثة اسابيع من اختتام الجولة الرابعة والتي افضت الى وضع جدول أعمال يتضمن العمل بالتوازي على اربعة محاور، هي منظومة الحكم في سورية وصياغة دستور جديد واجراء انتخابات تحت رعاية الأمم المتحدة ومحاربة الإرهاب.
ومن المقرر ان تقدم الوفود الى المبعوث الأممي موقفها في كيفية التعامل مع هذه الملفات للمضي قدما في تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 2254 وما سبقه من مخرجات منذ وثيقة «جنيف1» عام 2012.
