«الوطني للاستثمار»: أكتوبر أسوأ شهر في 2018

قالت شركة الوطني للاستثمار، في تقرير شهر اكتوبر للاسواق العالمية، انه كان أسوأ شهر للأسواق العالمية منذ بداية العام الجاري، حيث تراجعت الأسواق العالمية في جميع أنحاء العالم، لتصل إلى منطقة التصحيح في كثير من الحالات، وانخفض مؤشر مورغان ستانلي للأسهم العالمية بنحو %9.7 في 29 أكتوبر، قبل أن يعوض بعضاً من خسائره في آخر جلستي تداول من الشهر، ليغلق على %7.6. ومحت المؤشرات الرئيسية في الولايات المتحدة مكاسبها لهذا العام، مع تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ومؤشر داو جونز الصناعي بنسبة %6.9 و%5.1 على التوالي لشهر أكتوبر.
وبدأت الأسواق بالتراجع، عندما ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات، والتي قفزت من حوالي %3.0 إلى %3.18 في يوم واحد، بعد صدور أرقام مؤشر مدير المشتريات للقطاع غير الصناعي، التي ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في 21 عاماً عند 61.6 في سبتمبر، مما عزز اعتقاد السوق بأن بنك الاحتياطي الفدرالي سيحافظ على سياسة رفع سعر الفائدة، التي قد تترجم إلى رفع آخر للفائدة قبل نهاية عام 2018، وما يصل إلى 3 ارتفاعات في عام 2019. وسجل إجمالي الناتج المحلي الأميركي للربع الثالث نمواً بمعدل سنوي بلغ %3.5 من %4.2 للربع الثاني، ولكن أعلى من التوقعات عند %3.3. في حين تراجع مؤشر ماركيت لمديري المشتريات التصنيعي بشكل هامشي إلى 55.7 من 55.9 خلال الشهر، بينما تقدم مؤشر مديري المشتريات للخدمات في أكتوبر إلى 54.8 مقارنة بـ54.7 لسبتمبر.
من ناحية أخرى، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، مشيراً إلى أن التوترات التجارية بدأت تؤذي النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم. وتم تخفيض توقعات النمو للناتج المحلي العالمي بنسبة %0.2 إلى %3.7 لكل من 2018 و2019. وبقيت التوقعات دون تغيير بالنسبة للولايات المتحدة ومنطقة اليورو لعام 2018، ولكنها خُفضت بنسبة %0.20 لكل من الولايات المتحدة والصين في عام 2019. وكانت الأسواق الناشئة والدول الأوروبية النامية، بما في ذلك تركيا، من أكثر المناطق التي تم تخفيض توقعات النمو فيها.
هذه التطورات لم تساعد الأسواق الأوروبية، حيث انخفض مؤشر Stoxx Europe 600 بنسبة %5.63 خلال الشهر، لتصبح خسائره السنوية %7.08. وحذت الأسواق في فرنسا وألمانيا حذو الأسواق العالمية، حيث انخفض مؤشر DAX الألماني بنسبة %6.53 ومؤشر CAC40 الفرنسي بنسبة %7.28. وبهذا يكون المؤشر الفرنسي متراجعاً بحوالي %4.12 منذ بداية العام بعد أن كان قد سجل عائدا بلغ %3.41 خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. وأبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة خلال الشهر، ولكنه أكد على انهاء خطط التحفيز النقدي بحلول نهاية العام وعدل برنامج شراء الأصول إلى 15 مليار يورو شهرياً حتى نهاية 2018. وبقيت ثقة المستهلك ضعيفة عند – 2.7 مقارنة بـ – 2.9 في نهاية الشهر السابق، في حين أن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ومؤشر مديري المشتريات للخدمات ماركيت قد تراجعا إلى 52 و53.3 مقابل 53.2 و54.7 للشهر السابق.
وفي المملكة المتحدة، أغلق مؤشر FTSE 100 شهر أكتوبر منخفضًا بنسبة %5.09 لتصل خسائره لهذا العام إلى %7.28 بسبب الاضطرابات في الأسواق الدولية واستمرار تعثر مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. واصل مؤشر Gfk لثقة المستهلك انخفاضه ليصل إلى – 10 في أكتوبر مقارنة بـ – 9 في سبتمبر. هذا وأبقى بنك انكلترا على أسعار الفائدة دون تغيير عند %0.75 للمرة الثانية على التوالي بعد أن رفعت أسعار الفائدة في أغسطس الماضي. وانخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ماركيت إلى 51.1 لشهر أكتوبر مقارنة بـ 53.8 لشهر سبتمبر.
وبعد تسجيلها ارتفاعاً شهرياً بنسبة %5.5 في سبتمبر، عكس مؤشر Nikkei 225 الياباني مساره منخفضاً بنسبة %9.12 في أكتوبر ومسجلاً خسارة بنسبة %3.71 للأشهر العشرة الأولى من عام 2018. وارتفع مؤشر NIKKEI لمديري المشتريات التصنيعي على أساس أولي ليسجل في أكتوبر 53.1 مرتفعا من 52.5 في سبتمبر، في حين انخفض معدل البطالة إلى %2.3 من %2.4. وانخفضت ثقة المستهلك بشكل هامشي إلى 43 من 43.4 في سبتمبر. وفي نهاية الشهر قرر بنك اليابان ترك أسعار الفائدة من دون تغيير، لكنه خفض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للعام المالي 2019/2018 إلى %1.4 من %1.5 كما كان متوقعا في يوليو. كما خُفضت توقعات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي إلى %0.9 للسنة المالية الحالية بانخفاض من %1.1.
أما بالنسبة للأسواق الناشئة المتراجعة أصلاً، انخفض مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة بنسبة %8.78 لتصل خسائره السنوية إلى %17.48. وكان هذا الانخفاض مدفوعا بشكل رئيسي بانخفاضات كبيرة في تركيا ومصر والمكسيك والأسواق الآسيوية. وبلغت الخسائر السنوية لمؤشر شانغهاي المركب %21.30 بعد أن انخفضت بنسبة %7.75 في أكتوبر، في حين عادت بورصة تايوان للمنطقة السلبية لهذا العام بعد انخفاضها بنسبة %10.94 خلال شهر أكتوبر. ولا تزال التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تهيمن على المشهد مع تداعيات الحرب التجارية الشاملة التي بدأت تنعكس في الأرقام الاقتصادية ونتائج الشركات. ومن ناحية البيانات الاقتصادية، ارتفع مؤشر Caixin لمديري المشتريات التصنيعي في الصين بشكل هامشي من 50 إلى 50.1 في أكتوبر، في حين انخفض مؤشر مديري المشتريات للخدمات إلى 50.8 من 53.1 كما في نهاية سبتمبر.
أما المشهد في أسواق النفط فلم يكن أفضل، حيث أغلق خام برنت منخفضا بنسبة %8.76 لشهر أكتوبر بعد أن كان قد تراجع بأكثر من %16 من أعلى مستوى له خلال الشهر. وزادت تقلبات الأسواق العالمية في الضغوطات على الأسعار بالإضافة إلى تأكيدات من السعودية ومنتجين رئيسيين آخرين للنفط أنهم مستعدون وقادرون على زيادة للإنتاج للمحافظة على الإمدادات الضرورية للسوق في ظل العقوبات المفروضة على إيران. هذا بالإضافة إلى المخاوف من ناحية مستوى الطلب بعد قيام صندوق النقد الدولي بتخفيض توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي.
وعلى الرغم من الاضطراب في الأسواق العالمية، تمكنت الأسهم الخليجية من إنهاء شهر أكتوبر في المنطقة الخضراء مدعومة بالأداء القوي لسوق قطر للأوراق المالية الذي أنهى الشهر بارتفاع %4.97 وانتعاش قوي جدا في السعودية خلال النصف الثاني من الشهر. وأنهى مؤشر «تداول» الشهر بانخفاض بنسبة %1.16 بعد أن كان قد تراجع بنسبة %9.16 حتى نهاية يوم 14 أكتوبر. وأقفل مؤشر بورصة الكويت للأوراق المالية على انخفاض بنسبة %1.67 مسجلاً بعض التحسن عن أدنى مستوى له خلال الشهر، في حين كان الأسوأ أداءً هو المؤشر العماني MSM 30الذي انخفض بنسبة %2.66، يليه كل من البحرين ودبي بنسبة %1.78 لكل منهما. كما أغلق مؤشر أبوظبي ADX في المنطقة السلبية بانخفاض %0.68. وأقفل مؤشر ستاندرد آند بورز للدول العربية على انخفاض بنسبة %0.49 مع انخفاض مؤشر EGX 30 المصري بنسبة %9.35 خلال شهر أكتوبر.