الهاشمي: واشنطن سلمت إيران قوائم بـ 120 ألف سنّي يقاتلون تنظيم القاعدة لتصفيتهم
كشف نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي أن ما حصل منذ غزو العراق عام 2003 حتى هذه اللحظة حصل دمار منهجي في كل مفاصل الحياة العراقية.
وأشار إلى أن واشنطن تآمرت على العراق مع إيران منذ عام 2002، وأن تسليم العراق لإيران نتيجة تفاهمات تتكشف يوما بعد يوم، لافتا أن واشنطن سلمت إيران قوائم بـ 120 ألف سنّي يقاتلون تنظيم القاعدة لتصفيتهم.
وزاد الهاشمي في مقابلة مع قناة أورينت “هذا الانحراف المنهجي حصل تحت أعين الجيش الامريكي الذي كان متواجداً على أرض بلدي حتى ديسمبر عام 2011، لذلك انا لا أستبعد في كل ما حصل نظرية المؤامرة، كل ذلك تم بناءاً على اتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ليس بعد 2003 وإنما في زمن المعارضة منذ عام 2002”.
ونقل عن سفير واشنطن في بغداد كروكر قبل 6 أشهر حيث قال “كلما كانت تواجهني معضلة لا أجد حلها إلا عندما أجلس مع السفير الإيراني في بغداد”.
وأضاف “هذا يعني أنه في الوقت الذي كنا فيه نشتكي للإدارة الأمريكية، حول ما يفعله السفير الإيراني وفيلق القدس والحرس الثوري وفرق الموت داخل العراق الذي من المفترض أنه يزعج الأمريكيين ويشير إلى أن العراق يتجه للوقوع في دائرة النفوذ الإيراني، كان السفير الأمريكي يخرج من مكتبي ليجلس مع السفير الايراني”.
“كل الذي حصل يوحي أن هناك مصالح مشتركة فعلاً تتعدى وتتجاوز المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربية، الذي حصل في بلدي هو خطة واضحة المعالم لا تقبل اللبس ولا تقبل التفسير، هناك خطة دولية تستهدف العرب السنّة
وشدد الهاشمي على أنه مع مرور الزمن اكتشفنا أن هناك برنامج ممنهج لاستهداف العرب السنّة، مثل قانون اجتثاث البعث الذي تبين أنه ليس اجتثاثاً للبعث بل للعرب السنّة، وبناءاً عليه تم إقصاء آلاف الكفاءات سواء بالقوات المسلحة أو في الجهاز المدني، ومن ثم جاء قانون “مكافحة الإرهاب” حيث بدأت جولة جديدة في إقصاء شيوخ العشائر، السياسيين، العلماء، أئمة المساجد والمثقفين، كل شخص مغضوب عليه من السنّة تم اتهامه بالإرهاب.
وقال “عندما قررنا قتال القاعدة نحن من قرر وأخبر الإدارة الأمريكية بذلك، ونسقنا مع العشائر وتوكلنا على الله، وفي الوقت الذي كانت فيه الإدارة الأمريكية تقول بأنها تريد قتال القاعدة لكن تشرذم السنّة هو ما يعيقه كان باتيريوس ينسق مع الهاشمي، كان يأتي الى مكتبي ووضعنا جميع التصورات حول هذا الموضوع، وبعد ذلك، الأمريكان يأخذون الـ”سي دي” لـ 120 الف مقاتل من الصحوات ويقدموها هدية لنوري المالكي حتى يستهدفهم ويطاردهم هذا الذي حصل”.
وزاد ” قيادات خليجية ذكرو لي بعض الحوادث، وقالوا لي بأن الإدارة الأمريكية وجهت رسائل مباشرة لهم أن لا تتدخلوا، ليس مسموحا للخليج ان يتدخل في الشأن العراقي”.
وبين أن الأكراد لا يريدون الاتحاد مع السنّة في وجه التغول الشيعي، بسبب النزعة القومية عند الأكراد طاغية حتى على الموقف السياسي، وبسبب أن هناك اتفاق استراتيجي في زمن المعارضة بين الأكراد وبين الشيعة لتقاسم العراق.
وحول ما يحدث في الموصل أشار الهاشمي إلى أن الميليشيات الشيعية التي تقاتل أهل الموصل هي فرق الموت التي كان يديرها المالكي بعلم الولايات المتحدة التي دعمته مع ما له من تاريخ أسود في الإرهاب، وضغطت بالاتفاق مع إيران على أن يقود العراق على الرغم من فوز إياد علاوي بالانتخابات.
وقال “أنا قلق للغاية على مستقبل هذه المدينة، وما يمكن أن يحصل فيها من تهجير وتغير ديمغرافي، فنوايا مليشيات الحشد الشيعي واضحة، وأعلنوها أمام الملأ”، مستشهدا بقول الإرهابي قيس الخزعلي “أنهم ليسوا بصدد ملاحقة داعش وانما الانتقام من قتلة الحسين وقال إن سكان هذه المدينة هم أحفاد أولئك الجدود الذين قتلوا الحسين”.
وزاد التوجه الطائفي واضح، وأنا غير قادر على فهم موقف الإدارة الامريكية من كل العمليات التي جرت ليس الآن في الموصل، وفي صلاح الدين وفي الانبار لم تكن هناك حاجة ماسة لدخول مليشيات الحشد الشيعي إلا لإيذاء السنّة.