![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2019/09/4-40.jpg)
تقع مدينة مانتشولي في المنطقة الحدودية بين الصين وروسيا ومنغوليا، وهي مدينة نشأت مع نهضة السكك الحديدية، فمنذ أوائل القرن العشرين، بدأت المستوطنات التي بنتها روسيا بعد عبورها حدود الصين تبنى حول المحطة الأولى للسكك الحديدية الشرقية الصينية. فيمكن القول أن ميناء الدخول الشمالي للصين قد أصبح مجتمعات للمهاجرين وشهد ازدهارا للتجارة عبر الحدود.
لكن لم تسلم مانتشولي من الغزو حتى في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، فبدأت أن تكون بمثابة باب مفتوح للصين، وفي عام 1949، وهو العام الذي تأسست فيه جمهورية الصين الشعبية، مر قطار الرئيس ماو تسي تونغ عبر البوابة الحدودية ليصل عن طريقها إلى الاتحاد السوفيتي. لم تكن هذه الزيارة أول زيارة دولة قام بها رئيس الدولة فحسب، بل كانت أيضا بمثابة الإشارة الأولى إلى انفتاح الصين الجديدة على العالم، ومنذ ذلك الحين، كانت مانتشولي بداية مرحلة جديدة من الانفتاح على طول السكك الحديدية.
![](https://newsar.cgtn.com/n/BfIcA-CEA-CIA/BDeCHAA.jpg)
يعتبر ميناء مانتشولي للسكك الحديدية أكبر ميناء تجاري في التجارة الصينية الروسية، كما يعد البوابة الوطنية عبر السكة الحديدية من أشهر معالم الميناء للسياح.
فتطورت محطة القطار المتواضع تدريجيا لتصبح أكبر ميناء بري في الصين، ومركزا مهما للتبادلات التجارية والشعبية، خاصة عندما أصبحت المدينة الأولى بين المدن الحدودية التي انفتحت على العالم الخارجي منذ ثمانينيات القرن الماضي. قال وانغ تيا تشياو، رئيس المجلس الثقافي والاجتماعي المحلي، إن سياسات الموانئ التفضيلية تستمر في جذب الكثير من الناس والأموال والمعلومات، مع بداية سير مدينة مانتشولي على المسار السريع للإصلاح الاقتصادي.
في الوقت الراهن، تشتغل المدينة ليلا ونهارا بصفتها المدينة الوحيدة من نوعها في البلاد التي تتمتع بمميزات وجود السكك الحديدية والمطارات وموانئ الطرق البرية. كما أنها تعد ملتقى إستراتيجيا في مبادرة الحزام والطريق، التي تسعى إلى تعزيز ترابط الاتصالات.
![](https://newsar.cgtn.com/n/BfIcA-CEA-CIA/BDeCHEA.jpg)
السكك الحديدية بمدينة مانتشولي
في العام الماضي، مر نحو 1800 قطار شحن بضائع بين الصين وأوروبا عبر بوابة مانتشولي على الحدود الصينية الروسية عبر 53 طريقا، وهو ما يمثل حوالي ثلث إجمالي عدد قطارات الشحن على مستوى الصين.
وربطت خطوط السكك الحديدية عبر مانتشولي 60 مدينة صينية مع 28 مدينة أوروبية في 11 دولة خلال السنوات القليلة الماضية. وتواصل حجم التجارة الثنائية بين الصين وروسيا في الارتفاع مع تقدم مبادرة الحزام والطريق. وفي يوليو الماضي، أطلق الميناء طريقا جديدا من مدينة شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي بشمال غربي الصين إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا، وطريقا جديدا متجها من مدينة لينيي بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين إلى تومسك في روسيا.
قال لي شي قوه نائب مدير إدارة ميناء مانتشولي إن التزايد السريع في عدد رحلات قطارات الشحن بين الصين وأوروبا يشير إلى زيادة الطلب على خدمات التجميع والتوزيع والنقل بمختلف الطرق. وقال لي: “سنعمل على دمج مميزات ثلاثة موانئ وبناء محطة شحن حاويات لتحقيق الانفتاح بأعلى مستوى وتطوير اقتصاد الميناء”.
كما تضخ روابط النقل المتقدمة ومجموعة من السياسات التفضلية والمنصات طاقة جديدة في التجارة الحدودية وتدفعها إلى دخول مرحلة جديدة للتنمية، تتحمل مانتشولي الآن ما يقرب من ثلثي واردات الطرق وصادراتها مع روسيا وتضم أكثر من 1000 شركة تجارية. وتستمر المدينة في خطواتها لاستكشاف أنماط جديدة لتنمية المناطق الحدودية.
أوضح تنغ قوانغ شينغ، مدير مكتب بلدية مانتشولي، أن الخطة تحتوي على التحول من التجارة كبيرة الحجم إلى التجارة عالية القيمة المضافة لتعزيز الصناعات المحلية التي تتناسب مع الميناء وتدفع الصداقة الثنائية والمشاريع التعاونية العملية.
بالنسبة للمحليين مثل وانغ تيه تشياو والذين يشاهدون كل ما يتغير حولهم والذي يعكس تغيرات هائلة بين الماضي والحاضر لمدينة الميناء خلال القرن الماضي، لا يزال الكثير من المباني التي تقع في وسط مدينة مانتشولي على الطراز الروسي. وقال وانغ: “لا يزال يمكننا رؤية معظم اللوحات الإعلانية باللغة الروسية، والناس يساومون باللغة الروسية والسيارات الروسية تسير في طرق المدينة.”
وأضاف وانغ: “الآن الروس يقومون بأعمالهم وبزيارات سياحية إلى المدينة، بكل حرية واحترام”
نظرا لأن العلاقات الصينية الروسية تشهد أفضل مراحلها تاريخيا، يعتقد الكثير من الناس أن مدن الموانئ ستستفيد من الفرصة الذهبية لتحقيق تطورها الذاتي فهي بمثابة جسر رئيسي للانفتاح على الشمال”.