المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

النفط يقفز 3.5 % بفعل انحسار مخاوف “كورونا” وخطط المنتجين في خفض المعروض

المصدر -الاقتصادية

ارتفعت أسعار النفط أمس بأكثر من 3.5 في المائة بسبب اتساع التفاؤل بالأسواق في قدرة الصين على تجاوز تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا، مع انخفاض عدد المصابين وهو ما أضفى حالة من التوقعات الإيجابية لتعافي الطلب العالمي على النفط.
ويواصل المنتجون في “أوبك+” التحضير للاجتماع الوزراي الموسع في 5 و6 آذار (مارس) المقبل بعد انتهاء اجتماعات فنية تحضيرية مكثفة أوصت بتعميق خفض الإنتاج وتمديده إلى نهاية العام الجاري، للتغلب على وفرة المعروض في الأسواق، في مقابل ترنح الطلب جراء الحرب التجارية، التي أعقبها أزمة انتشار فيروس كورونا.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون إن اللجنة الفنية في “أوبك+” كانت لديها رؤية عميقة وموضوعية وقراءة دقيقة لواقع السوق، وهو ما جعلها تخلص إلى التوصية بتوسيع تعديلات الإنتاج حتى نهاية 2020، مع إجراء تخفيضات أعمق في الإنتاج خلال الربع الثاني، لمواجهة تأثيرات فيروس كورونا المدمرة على الطلب العالمي على النفط وبخاصة الطلب الصيني.
وفي هذا الإطار، يرى سيفين شيميل، مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، أن تحالف “أوبك+” ومن خلال الاجتماعات الفنية، وضعت بالفعل النقاط على الحروف بشأن خطة التحرك المشترك في العام الجاري، لافتا إلى تصريحات محمد عرقاب وزير الطاقة الجزائري ورئيس منظمة أوبك لهذا العام، التي ذكر فيها أن المنتجين استجابوا لحقيقة أن وباء كورونا كان له تأثير سلبي في الطلب النفطي.
وأضاف شيميل أن اللجنة الفنية أدركت حجم التحدي، الذي يواجه الأسواق، وضرورة تحمل المنتجين الدور الأكبر نحو التغلب على الأزمة الراهنة واستعادة الاستقرار والتوازن في السوق خاصة أن تقييم الخبراء يشير إلى أن الفيروس له تأثير سلبي في الأنشطة الاقتصادية، ولا سيما على قطاعات النقل والسياحة والصناعة في الصين وخارجها، وكذلك بشكل متزايد في المنطقة الآسيوية وبشكل تدريجي في العالم.
من جانبه، ذكر روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن عودة الأسعار للانتعاش مؤشر إيجابي للغاية يعكس انحسارا تدريجيا في المخاوف من انتشار فيروس كورونا، وأيضا الثقة بفاعلية خطة المنتجين في تقليص المعروض، علاوة على التفاؤل بتعاف ملموس وجيد في مستوى الطلب العالمي على النفط.
وأضاف نوبل أن اللجنة الفنية أوصت بتمديد تعديلات الإنتاج الحالية حتى نهاية 2020 وهو إجراء مهم للسيطرة على وفرة المعروض في الأسواق، كما أن إجراء تعديل إضافي بخفض أعمق في الإنتاج حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري، هو تحرك مماثل مؤثر يساعد على تجاوز تداعيات فيروس كورونا على الأسواق.
من ناحيته، يعتقد جوران جيراس، مساعد مدير بنك “زد أيه إف” في كرواتيا، أن اجتماع المنتجين في مارس يجيء في ظروف دقيقة تحتاج إلى نبذ الخلافات والالتفاف حول المصلحة المشتركة وتعزيز وضعية وتنافسية صناعة النفط، ولن يتحقق ذلك إلا بإدراك جيد لحجم المخاطر والأخذ بالآليات الفاعلة للتغلب على الصعاب.
ولفت جيراس إلى تأكيد بيان “أوبك” على مواصلة المشاورات بين الدول الأعضاء في المنظمة وخارجها المشاركة في “إعلان التعاون” للبحث عن حلول توافقية، على أساس الاقتراح المذكور من اللجنة الفنية، لتحقيق الاستقرار السريع لسوق النفط والتعامل مع الوضع الحالي، منوها إلى قناعة “أوبك”- بحسب بيانها الأخير- بأن الإجراءات تصحيحية لمصلحة الجميع، سواء المنتجين أو المستهلكين أو الشركات.
بدورها، ترى مواهي كواسي مدير شركة “أجركرافت” الدولية، أن حالة التفاؤل تعود تدريجيا للأسواق، خاصة مع استعداد روسيا للتجاوب مع خطة خفض الإنتاج وعدم رفضها، مشيرة إلى تأكيد ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي بأن بلاده “تدرس” خطة خفض إنتاج “أوبك+”، كما تجري محادثات مع شركات النفط الروسية.
وذكرت مواهي أن المنتجين جاهزون لمواجهة الصعاب في السوق خاصة وأن انتشار الفيروس تسبب بالفعل في اضطرابات اقتصادية حادة في الصين، ما دفع مؤسسات مالية دولية، وعلى رأسها مورجان ستانلي إلى تخفيض توقعاتها لنمو الطلب النفطي في العام الجاري 15 في المائة بسبب انخفاض حجم نقل الركاب، مشيرة إلى تقارير دولية أخرى تؤكد ازدياد صعوبات السوق في ضوء تجدد وفرة الإمدادات، خاصة مع إعادة التشغيل المحتملة لإنتاج النفط الليبي، التي قد تتجاوز أي تخفيضات محتملة في “أوبك+” من حيث الوقت والحجم.
على صعيد التداولات في الأسواق، واصلت أسعار النفط مكاسبها أمس في الوقت الذي أعلنت فيه الصين عن أقل عدد يومي من حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد منذ أواخر كانون الثاني (يناير)، ما عزز آمال المستثمرين بأن الطلب على الوقود في ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم ربما يبدأ في التعافي من آثار الوباء.
وارتفع خام برنت 1.93 دولار أو ما يعادل 3.59 في المائة إلى 55.95 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.33 سنتا أو 2.66 في المائة إلى 51.30 دولار للبرميل.
وتسببت قيود فرضت على السفر إلى الصين في خفض استهلاك الوقود، وقالت أكبر شركتين لتكرير النفط في الصين إنهما ستقلصان عمليات التكرير بنحو 940 ألف برميل يوميا نتيجة انخفاض الاستهلاك، أو ما يعادل نحو 7 في المائة من استهلاكهما من الخام في 2019.
وتسببت المخاوف بشأن الطلب من التفشي في دفع خامي برنت وغرب تكساس الوسيط لأدنى مستوياتهما في 13 شهرا الإثنين الماضي، والخامان القياسيان منخفضان ما يزيد على 20 في المائة من المستويات المرتفعة التي بلغاها في يناير.
وقلصت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 310 آلاف برميل يوميا مع عرقلة تفشي الفيروس لاستهلاك النفط في الصين.
وعلى جانب الإمدادات، أوصت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها بمن فيهم روسيا، فيما يعرف باسم مجموعة “أوبك+”، بخفض آخر للإنتاج بواقع 600 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي لكبح تراجع أسعار الخام، لكن روسيا ما زالت مترددة في الالتزام بالخفض الإضافي.
واستقرت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 54.16 دولار للبرميل أول أمس مقابل 54.17 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وحقق سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة استقرارا بعد انخفاضين لها على التوالي، وخسرت السلة بضعة سنتات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 54.64 دولار للبرميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى