المقارنة العادلة
أ. د محمد بن ناصر البيشي
بسبب طلب العلم والرزق والعلاج وما في حكمهم يقضي بعض الناس مقدار من الوقت سواء كان ايام ام سنين في الولايات المتحدة الاميركية أو في احد دول اوربا ويلحظ امام عينه آن بعض ما يقال عن هذه الدول من تفكك اسري وفساد اخلاقي ونحوه ليس صحيح وقد يتفاجا بالعكس
وبكل تاكيد الشر موجود كأي مكان مع تفاوت في الحجم والنوع لكن حديثي عن التعميم
ولهذا ارى ان تكون المقارنه وفقا لما ورد في الاية (8) في سورة الشمس
“فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا”
المقارنة بين اهل الخير واهل الشر
وعدم ربطه بجغرافيا او حكومات او الشعوب تاسيسا على ما يلي:
1- أن جميع الرسل خلق الله ومن نسل ادم ودينهم دين واحد قال تعالى الاية 92 من سورة الانبياء
“إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ”
2- ان الخبر والشر غير مرتبط بجغرافيا او مجتمع فقد كانت امرأة لوط من الغابرين وامرأة فرعون من القانتين انظر الاية 10 من سورة
التحريم
” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
3- ان الاسلام والحمدلله ينتشر في كل قارات الدنيا ويوجد في امريكا اكثر من 3 ملايين مسلم ويوجد في اوربا اكثر من 44 مليون مسلم ودولة مسلمه هي البوسنه ويوجد في قارة اوربا دولة واحده هي فرنسا بها اكثر من 6 مليون مسلم وهذا العدد يفوق تعداد بعض الدول الإسلامية.
4- ان معظم اسباب الحروب : اقتصادي؛ او سياسي وخلافات شخصية وان وجد حروب دينية كما تسمى الحروب الصليبية فهي محدودة. وغالبا ذلك قناعه افراد وقناعة الافراد قد لاتكون قناعة جماعات او حتى قناعة لافراد اخرين ولكن الخطر ياتي من القوة التاثيرية لبعض الافراد الذين يقتاتون على الازمات والحروب.
5- ان اقحام العقائد والايديولوجيات؛ والمذاهب كمسبب للحروب يؤهلها لحروب للابادة لأن المعتقدات الدينية يصعب تعديلها بالقوة وفيها يقول الله تعالى في سورة البقرة الاية (256) لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ
ويمكن التعمل معها وفق مارد سورة الكافرون في الايه 6
“لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ ”
6- ان القتال والنزاع والحروب سنن من سنن الحياه وظاهرة متكرره ومتصله ولا يوجد في التاريخ حقبة الا فيها حروب وقد تكون بين اهل دين واحد مثل ما حصل في الحرب العالمية الاولى والثانية في اوربا وبين المسلمين أنفسهم كما حاصل الان في السودان وليبيا
7- التوظيف للخلافات الدينية لتاليب المحاربين غير منطقي وغير محفز وهو مثال على الاستراتيجية الفاشله التي تأتي بنتائج عكسية والوثائق تذكر ان بعض من حارب المسلمين أسلم ونقلت الصحافة الكثير من هذه الوقائع في الحرب العراقيةً والحلفاء.
8_ ان التمويه والكذب والتحريض لا يخفى على الله الذي يعلم من خلق ويعلم خافية الاعين وما تخفي الصدور؛ وهو من جهه اخرى تكتيك فاشل؛ ويكشف غباء الحرب النفسية ويقلل من تاثيرها
والافضل توظيف السبب الحقيقي وعلى سبيل المثال الصراع في غزة على ارض كل يدعي الحق فيها وكل طرف يحارب للبقاء او الاجلاء منها وقد تكون لاسباب سياسية او اقتصادية او حروب بالنيابة ولكن غير مقنع لكثير من المتلقين انها حرب بين اليهود والمسلمين لان اليهود موجودين في دول اسلامية وثاني دين في إسرائيل الاسلام.
9- ان اصول المقارنة العادله بين شيئان متشابهان يساعد على اختيار وتميز احدهما ولهذا حينما تجد ان وحدة التحليل مختلفه كما هو الاسلام والغرب فالاسلام دين والغرب جغرافيا فتكون المقارنه غير صحيحه وموجهه ولها اجنده ولو كان من اطلقها لا يدرك ذلك.
10- ان تقسيم البشر الى شرق وغرب استراتيجيا قد يكون لها تبعات سلبية وقد يخدم اعداء الاسلام أكثر ممن يحب الاسلام ويعمل على نشره والافضل شرح ماهية الاسلام واركانه وجواهره والمتلقي هو من يقارنه بغيره.