المعارضة السورية: النظام يعطل الحل السياسي

بدأت المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات «جنيف – 7»، أمس، اجتماعها الأول مع المبعوث الأممي الخاص، ستيفان دي ميستورا، في اليوم الثالث من الاجتماعات التي تستمر حتى الجمعة المقبل.
وعقب انتهاء الاجتماع عقد رئيس وفد المعارضة نصر الحريري مؤتمرًا صحافيًا قال فيه: «أجرينا اللقاء الأول، وكان النقاش حول إطار العملية السياسية التي كانت في الفترة الماضية.. كان هناك عدد من اللقاءات التقنية المهمة (في الفترة الماضية) بلورت مواقف تم فيها نقاشات مهمة في السلة الثانية (الدستور) والثالثة (الانتخابات)، واليوم (أمس) كان النقاش بالتركيز على العملية السياسية، والتركيز على جوهرها لتحقيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالانتقال السياسي». وتابع الحريري: «حتى اللحظة، نعرف، وسمعنا أن النظام مستمر برفضه العملية السياسية»، مشدداً أنه يجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي أصدر القرارات لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا، أن يفيا بالتزاماتهما، ويأخذا دورهما كاملاً، والإشارة إلى الجهة المعطِّلة للحل السياسي. وأكمل: «بالنسبة لنا، قدمنا رؤى وتصورات واضحة.. كانت هناك مذكرة تفصيلية عن وضع المعتقلين (المحتجزين لدى النظام)، لا سيما أنه لم تنجح جهود (محادثات) أستانة في التقدم بهذا الملف، ونواصل جهودنا مع الأمم المتحدة».
وحول الاتهامات الموجهة للمعارضة بأنها غير موحَّدة، والحوارات مع منصّتَي القاهرة وموسكو، المصنفة على أنها معارضة، وفق دول، بينها روسيا ومصر، قال الحريري: «الهيئة العليا للمفاوضات منذ أشهر عدة فتحت باب الحوار مع المنصّتَين، وهذا كان بإرادتها». وأردف: «كذلك، أصدرت الهيئة قرارًا بأن يتم ضم ممثل واحد عن كل منصّة، وهذه الحوارات مستمرة حتى هذه اللحظة، وفي الفترة الماضية كان هناك تطور، ولقاءات، وبناء مواقف مشتركة، وكان فيها مناقشات مهمة ومفيدة، ولم تنته النقاشات بعد».
مسائل دستورية
ويواصل وفدا النظام والمعارضة، وفريق دي ميستورا، بحث السلات الأربع: الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب، وتركّز الاجتماعات على المسائل الدستورية والقانونية، حيث قطعت المعارضة شوطًا مع فريق دي ميستورا في هذه اللقاءات التقنية، بينما لا يزال النظام متأخرًا عن هذه المواضيع.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن سوريا تشهد تغيرات إيجابية بعد التوصّل إلى اتفاقات أستانة، حول إقامة مناطق تخفيف التوتر، معربًا عن أمله في تعزيز الهدنة.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك في بروكسل، أمس، مع نظيره البلجيكي، ديديه ريندرز، قال لافروف: «أقيمت منطقة (تخفيف التوتر) في الجنوب الغربي بمشاركة عسكريين ودبلوماسيين من روسيا والولايات المتحدة والأردن، وساعد ذلك على خفض العنف. ولا يزال نظام وقف النار قائمًا عمومًا منذ الأحد 9 يوليو. ونعوّل على تعزيز هذا التوجه». وأضاف أن المفاوضات بشأن إقامة ثلاث مناطق أخرى لتخفيف التوتر لا تزال مستمرة، لافتًا إلى أن مفاوضات أستانة الأخيرة حققت تقدمًا معينًا بهذا الشأن. وتابع لافروف أن مفاوضات أستانة أعطت زخمًا إيجابيًا لعملية التسوية السورية الجارية تحت إشراف الأمم المتحدة في جنيف. (جنيف، بروكسل – أ.ف.ب، د.ب.أ، إنترفاكس)