المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

المسرح المحلي في يومه العالمي.. عروض هشة

يحتفل العالم الفني والمهتمون بالشأن المسرحي في مثل هذا اليوم من كل عام بيوم المسرح العالمي، لما له من تأثير حقيقي على المجتمع، حتى بات مرآة الشعوب منذ البدايات وحتى يومنا هذا، على الرغم من كل التغيرات والتطورات التي أثرت في مستوى ما يقدم من عروض في كل انحاء العالم ما بين الجودة والسوء. المسرح الكويتي ليس بمعزل عما يدور من احداث على المستوى المسرحي في اي مكان، فهو يتأثر كما غيره من دور العرض في العالم، بقضايا المجتمع والاقتصاد والسياسة، سواء على المستوى الجماهيري او النوعي.
في ما يتعلق بالشأن المسرحي المحلي في هذه المناسبة كان للنقاد المسرحيين رأي في هذا الموضوع.

د. خالد عبداللطيف رمضان، استاذ النقد والادب المسرحي تحدث قائلا: المسرح الكويتي في الفترة الأخيرة يعاني ازدواجية، فالمسرح النوعي يشهد ازدهارا واقبالا من قبل الشباب المغرم بفن المسرح، لكنه ينحصر في المهرجانات، وتتنافس الفرق المسرحية الأهلية وبعض الفرق الشبابية الخاصة لتقديم عروضها في المهرجانات المسرحية المحلية والخارجية، ولكن عادة ما تقدم هذه العروض لليلة واحدة، وبذلك يكون جمهورها محدودا بالشباب المهتم بفن المسرح، وخاصة طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، وعادة ماتتسم العروض بالسوداوية والغموض ظنا من بعض المسرحيين ان هذا هو المسرح الجاد.

تراجع جماهيري

اضاف: على الجانب الآخر نجد تراجعا في عدد ما يقدم من عروض جماهيرية، إضافة إلى التراجع في المستوى، وهذا ينطبق على عروض الفرق المسرحية الأهلية والفرق الخاصة، مما تسبب في انصراف الجمهور العائلي عن العروض المسرحية، واصبح الشباب الصغار يشكلون معظم الجمهور الذي يرتاد العروض الجماهيرية. وربما انحسر المسرح الجماهيري الذي يقدم المتعة من دون اسفاف ويطرح القضايا الاجتماعية والسياسية بسبب ارتفاع التكلفة الانتاجية ومحدودية الإيرادات لمحدودية عدد كراسي صالات العرض، والالتزام بتسعيرة تذاكر الدخول التي تحد من ارباح المنتجين، لذلك يحتاج الأمر الى الدراسة ووضع الحلول المناسبة لعودة المسرح الكويتي إلى تألقه وازدهاره.

نبذ العنصرية

من جانبه، قال د. علاء الجابر استاذ النقد المسرحي: لعل المفارقة الأجمل في يوم المسرح العالمي هذا العام، متمثلة بهذا التنوع باشتراك خمسة مؤلفين من كل قارات العالم- والتي تتم للمرة الأولى وفق ما أعتقد ـ ليتولى كل منهم كتابة بيان المسرح في يوم المسرح العالمي، مما يعد احتفاء واحتفالية مميزة لهذا العام، ورسالة عميقة لتأكيد الاختلاف، ونبذ العنصرية.
واضاف: أما وضع المسرح المحلي اليوم فينطبق عليه- من وجهة نظري الشخصية- ما قاله المسرحي برناردشو حين سُئل عن سوء توزيع شَعره فأجاب برد ساخر عميق «لحيتي كثيفة ورأسي أصلع مثل الاقتصاد العالمي، غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع».
واستطرد قائلا:رغم أن هناك تجارب مميزة جدًا في المشهد المسرحي الكويتي، تنقلت في العديد من الدول العربية، وأعطت صورة مشرفة للبلد، فإن ذلك لا يلغي حقيقة أن مسرحنا المحلي اليوم يشهد إنتاجا غزيرًا، لكنه للأسف يعاني الهزال الفكري في العديد من عروضه، وما يثير الاستغراب أن تلك العروض الفقيرة تقدم في المهرجانات المسرحية التي يفترض بها تقديم خلاصة العروض المسرحية وأكثرها تميزا، مما يجعل الجمهور يتساءل- في الندوات التطبيقية- عن معايير الاختيار في المهرجانات، وما إذا كان ضمن أطر فنية أم أنه يسير ضمن آلية «الجود من الموجود.

اعتقاد خطأ

وقال: ما يؤلم حقا أن ضيوف تلك المهرجانات غالبا من خارج الكويت، فيتصور البعض منهم- كما يعبرون عن ذلك ضمن الندوات- أن هذا هو المستوى الذي وصل إليه المسرح الكويتي، طالما تم اختيار هذه العروض لتقديمها في أبرز مهرجان مسرحي تشرف عليه وترعاه المؤسسة القائمة على المسرح، والمتمثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهو اعتقاد خطأ بالطبع، لأن هذه العروض لا تمثل إلا نفسها وهي تجارب يتم «سلق» بعضها بأيام قليلة، لأهداف نعرفها جميعنا، تتمثل في الحصول على قيمة الدعم المالي المقدم من المجلس للفرق المشاركة.
وفي السياق نفسه قال: في ظل الحديث عن المهرجانات والضيوف، أعتقد أن المسرح المحلي، وللأسف الشديد، ابتلي منذ فترة طويلة بتكرار الضيوف، خاصة بعض الأسماء التي لا تقدم أية فائدة على الإطلاق، عدا تكفل المؤسسة بدفع تكاليف تذاكرها وإقامتها وتنقلاتها دون أية منفعة يستفيد منها المسرح الكويتي أو تؤثر بالعاملين فيه، وأعتقد أن أي مسؤول بإمكانه أن يقرأ قوائم الضيوف في الأعوام السابقة ليتأكد من ذلك، أما عروض ما يمكن أن نطلق عليه المسرح التجاري فهي تخضع للعرض والطلب، ولا ألوم القائمين عليها إن كان بعضها دون المستوى الفني المطلوب، حيث ان شبابيك الحجز تشهد إقبالا من الجمهور على تلك العروض، رغم أن الكثير منها خارج السياق الفني المطلوب.

تطور ملحوظ

د. سعداء الدعاس استاذة النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية، عبرت عن رأيها قائلة: على المستوى الفني، ومن منطلق النصف الممتلئ من الكأس، تشهد العروض المسرحية في الكويت، تطورًا ملحوظا على مستوى الفضاء السينوغرافي تحديدًا، بما يحمل من عناصر مرئية وسمعية، وطاقات تمثيلية مميزة. كل ذلك يعد نتاج جهود فردية تقودها بعض قيادات المسارح الأهلية، بالإضافة إلى محاولات مجموعة من المخرجين الذين باتوا يمتلكون التراكم المعرفي والفني الجيد.
واضافت: على الجانب الآخر، هناك العديد من العروض التي تدور في أطر ضيقة وهشة على مستوى التأليف، باستثناءات بسيطة، وذلك مرده لانعدام المخزون المعرفي والفكري لدى معظم الكتاب من جيل الشباب، الذين يتباهون بعدم القراءة ومحدودية الاطلاع، الأمر الذي جعل العديد من الفرق تلجأ لنصوص عربية تتميز بالوعي والاختلاف، لأن القراءة أبرز معطيات كتابها.
اما على المستوى الرسمي، فأوضحت: يظل مصير المسرح في الكويت رهن أسماء معينة، عُرفت بالدكتاتورية في إدارة لجان صورية، الرأي الأول والأخير فيها لرئيس اللجنة، الذي بات يتحكم بالمشهد المسرحي نصا وعرضا، برعاية وتشجيع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الأمر الذي تسبب في معاناة العديد من المسرحيين من أجل نيل موافقة رقابية عفا عليها الزمن، أو الحصول على دعم حكومي من دون الحاجة للانتماء لفرقة معينة تحظى باهتمام ورعاية أصحاب النفوذ في الوسط المسرحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى