بعد موسم طويل، شهد منافسة مشتعلة في بطولة الكرة الطائرة للموسم الرياضي ٢٠١٦ ــــ ٢٠١٧، وكانت محطاتها الأخيرة قد قطعت أشواطاً طويلة من فصول الإثارة والمتعة؛ فانتهت هذه البطولات بأروع صياغة فنية، وبالذات من فرق نادي الكويت، الذي أعاد صياغة تاريخ اللعبة في النادي، فكيف لا وهو يملك إرثا تاريخيا قديما حافلا بالإنجازات على مستوى البطولات المحلية والخارجية، وهذا الإرث شكل الدعامة الأساسية وحجر الزاوية لأبناء القلعة البيضاء بقيادة رئيس النادي عبدالعزيز المرزوق وإخوانه في مجلس الإدارة.
فقد تمكّن نادي الكويت من حصد كأس التفوق العام للكرة الطائرة بعد أن جمع ٣٤ نقطة وفوزه في تسع بطولات من أصل عشر بطولات، حيث حل في المركز الثاني في دوري البراعم تحت ١١ سنة. وجاء كاظمة في الترتيب الثاني بكأس تفوق الطائرة بـ ١٤ نقطة والقادسية الثالث بـ ١٣ والعربي ٦ نقاط واليرموك والساحل لكل واحد منهما ثلاث نقاط، وبرقان نقطتان.
وكان اللافت في هذا الموسم الرياضي تراجع نادي كاظمة بشكل لافت، وتمكّن نادي الكويت وفي إنجاز تاريخي من حصد «الثلاثية»، بحصوله على ألقاب الدرجة الأولى الثلاثة، وهي بطولات «الدوري والكأس، والسوبر».
وأظهرت فرق نادي الكويت ولاعبوها تفوقا رائعا في التميّز والإبداع، واستطاع الفريق الأول للكرة الطائرة أن يحصد «الثلاثية» في إنجاز غير مسبوق بحصوله على بطولات: الدوري والكأس والسوبر، وهذا يعود إلى تصميم اللاعبين وإرادتهم القوية في حصد هذه الألقاب، خاصة أن الفريق الأول لـ «الأبيض» يضم عناصر تملك خبرات عالية، ومن أبرزهم عامر السليم وعبدالله جاسم وسلطان خلف والمعد المتألق دائما وصاحب الخبرة الطويلة فيصل العجمي.
اهتمام كبير
يولي مجلس إدارة نادي الكويت اهتماما كبيرا للقاعدة، وهذا الاهتمام نتج عنه احتلال فرق النادي للمراكز الأولى، وهذا مؤشر واضح على أن مجلس إدارة النادي وإدارة اللعبة بقيادة محمد النصف الذي يعتبر كلمة السر في إنجازات الفريق وتألقه، نظرا إلى دعمه الكبير للفريق وللاعبين.
ومحمد النصف مع الجهازين الفني والإداري يؤمنون إيمانا مطلقا بأهمية تواصل حلقات الأجيال وإعداد لاعبين من الصغار والناشئين والشباب ليسلكوا طريق المجد والتألق في المستقبل.
تناغم وتنسيق
«طائرة الأبيض» قد يختلف كثيرا عن بقية الفرق؛ فهناك التخطيط السليم ووضع الاستراتيجيات من قبل مجلس إدارة النادي، وبالتالي فإن هناك تناغما وتنسيقا في عمل النادي، والذي عادة ما يحقق هذا النهج نتائج مميزة، وتمثل هذه النتائج التي حققها أبناء نادي الكويت الحالة الفنية المتميزة التي وصل إليها اللاعبون في ظل مستودع الاهتمام الذي يوزع على كل الألعاب من قبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي الذين تابعوا باهتمام بالغ، ووصلوا إلى ما يصبو إليه النادي من خلال الآليات والبرامج الكبيرة.
نقلة نوعية
نظام مسابقات الاتحاد المعمول به حاليا عمل نقلة نوعية وخلق تكافؤ الفرص لجميع الأندية من أصل التنافس لتحقيق المستويات المطلوبة للعبة، وهذا يدل على تطور نظام المسابقات، الأمر الذي أدى إلى خلق كثير من الفرص من اجل إحراز الألقاب، وهذا ما سعى اليه نادي الكويت لتحقيق «الثلاثية» للمرة الأولى منذ سنوات طويلة غابت عنه، متمنين في الموسم المقبل أن يكون هناك تنوع في البطولات وظهور أكثر من بطل حتى تتسع دائرة المنافسة على الألقاب.
إعادة صياغة تاريخ اللعبة
خلال فترتي السبعينات والثمانينات الجميع يتذكرون نجوم العصر الذهبي لــ «الأبيض»، وبالذات نجم «الطائرة» في ذلك الوقت علي شعيب، وبروزه مع زملائه الذين قدّموا لــ «الطائرة» الكثير من الجهد والعطاء، لكن الكويت مر بسنوات طويلة، غاب فيها عن بطولات الكرة الطائرة، لكن وبجهود مجلس إدارة النادي والعطاء الذي قدمه مدير اللعبة محمد نزار النصف تمكّنوا من إعادة صياغة تاريخ اللعبة في النادي وتسلموا كشف الحساب الختامي مرصّعا بالأرقام والنتائج المثالية التي كرّست مع كل صفحة طويت على مدى أيام الموسم الماضي حجم التطور الفني للكرة الطائرة في نادي الكويت.
