الكويت تفقد وكيل الديوان الأميري إبراهيم الشطي

فقدت الكويت أمس وكيل الديوان الأميري بدرجة وزير إبراهيم محمد الشطي عن عمر ناهز 86 عاما بعد مسيرة طويلة في الديوان استمرت نحو 51 عاما.

وقد بعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية الى اسرة المغفور له بإذن الله تعالى ابراهيم محمد الشطي وكيل الديوان الاميري، اعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور له بإذن الله، مبتهلا سموه الى المولى جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم اسرته الكريمة جميل الصبر وحسن العزاء، كما اشاد فيها سمو بمناقب الفقيد وسجاياه الحميدة التي يشهد بها زملاؤه وكل من رافقه في العمل وخارجه، مثمنا سموه ما قدمه من خدمات جليلة لوطنه ومن عطاء مهني متميز اتصف بالكفاءة والتفاني والإخلاص طوال مسيرة حياته العلمية والعملية خلال تقلده العديد من المناصب الرفيعة التي توجت بتوليه منصب وكيل الديوان الأميري، مستذكرا سموه السنوات الطويلة التي أمضاها الفقيد في العمل في الديوان الأميري والتي عاصر فيها عددا من اصحاب السمو الأمراء الراحلين، طيب الله ثراهم، والتي كان فيها محل إشادتهم وثنائهم.

وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ببرقية تعزية الى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى، ابراهيم الشطي، ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى، سائلا سموه المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وان يسكنه فسيح جناته وأن يلهم اسرته الكريمة جميل الصبر وحسن العزاء، مشيدا سموه بمناقب الفقيد وبما قدمه من خدمات جليلة لوطنه.

كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ببرقية تعزية مماثلة.

ولد الراحل الشطي عام 1932 وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1954 وماجستير في الدراسات الاقتصادية من جامعة دورهام عام 1958 في بريطانيا.

وعمل الفقيد مدرسا بثانوية الشويخ من 1954 إلى 1956 وذهب للدراسة في بريطانيا منتصف 1956 والتحق بوزارة الخارجية عام 1954 ليعمل مديرا للادارة السياسية وأصبح مشرفا للبعثات في لندن أواخر 1958 إلى أواخر 1960.

أما عن تاريخ عمله في الديوان فقد التحق الشطي بالديوان الأميري عام 1967 بطلب المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح ليكون مديرا لمكتبه وعمل مديرا لمكتب الأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، من عام 1967 إلى 2006.

وكان الفقيد عضوا لمجلس إدارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية من 1983 إلى 1989 وعضوا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من أواخر السبعينيات إلى أواخر الثمانينيات وعضوا في مجلس جامعة الكويت من 1969 إلى 1979، كما تولى الراحل منصب رئيس الجمعية الجغرافية الكويتية منذ عام 1972.

ويسجل للراحل أنه كان مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الخالدية التعاونية من 1968 إلى 1972 كما كان مؤسس ورئيس اتحاد الجمعيات التعاونية عام 1971.

وترأس المغفور له ابراهيم الشطي مجلس إدارة شركة الكيماويات البترولية من 1962 إلى 1972.

وأصبح وكيلا مساعدا للاذاعة والتلفزيون والصحافة والنشر بوزارة الإرشاد والأنباء عام 1961 والتحق بإدارة المطبوعات والنشر في مطلع 1961.

وقد فقدت الكويت برحيل الشطي موسوعة ثقافية وتاريخية عاصرت أحداثا مهمة في تاريخها المعاصر.

محطات في حياة الشطي

صدر قرار وزاري بعد عام واحد فقط من إعلان استقلال الكويت بتعيين العديد من وكلاء الوزارة المساعدين في العديد من الوزارات كان من بينهم تعيين إبراهيم محمد الشطي وكيلا مساعدا لشؤون الإذاعة، ليكون بذلك أول شخص يشغل هذا المنصب. وكان اختيار الشطي لهذا المنصب في محله.. فهو رجل مثقف وله علاقات طيبة بالعديد من الفعاليات الإعلامية والاقتصادية والسياسية في البلد، وله اطلاع واسع على الحركة السياسية والإعلامية في الوطن العربي، الأمر الذي ساهم في تطوير الإذاعة وانطلاقتها بطريقة جيدة، في وقت كانت كل الدول الأجنبية أو العربية تصارع من أجل تقديم نفسها وثقافتها إلى الآخرين في منطقة الشرق الاوسط عبر إذاعاتها المنتشرة في الأجواء.

بدأ العمل يأخذ أسلوبا رسميا أكثر من السابق.

ومع تولي الشطي المنصب بدأت الإذاعة تتطور الى الأفضل وتطور الكثير من قطاعاتها بطريقة وضعت الأساس لما هي عليه الآن، وكان أكثر الأقسام تطورا هو الدراما والموسيقى التي لقيت كل الدعم من مسؤولي الوزارة نظرا للجهود التي قام بها الموظفون فيهما، فأثمرت طفرة اعلامية كويتية لا نزال نجني ثمارها الى يومنا هذا. وتوجه الشطي الى التلفزيون ليكون وكيلا له.

وفي عام 1971 أسس وتولى رئاسة اتحاد الجمعيات التعاونية وقبلها كان أحد مؤسسي جمعية الخالدية التعاونية مع بعض الاخوة سكان المنطقة، فالحركة التعاونية في الكويت هي حركة شعبية نبعت من الناس وأسسوا جمعيات وساهم فيها الناس العاديون لخدمة مناطقهم، فامتازت الكويت وكانت رائدة في هذا المجال، وسبقت العديد من الدول شرقا وغربا في الجمعيات التعاونية، وأصبحت هذه الجمعيات جزءا من حياة المواطنين في الكويت، لذلك تحاول الكثير من الجهات أن تنال من هذه الحركة او تحاول أن تطمسها أو أن تقضي عليها.. لذلك يجب على الجمعيات التعاونية والاتحاد أن يقفوا في وجه مثل هذه المحاولات.

صناعات عديدة

وعن توليه رئاسة مجلس ادارة شركة الكيماويات البترولية من 1962 الى 1972 اي عشر سنوات قال الشطي عندما عدت الى الكويت بعد دراستي بالخارج وفي السنوات الأولى من حياتي العملية وكان وقتها سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، متطلعا الى أن يعمل في الكويت صناعات عديدة ومختلفة، منها أول ما بدأ الكيماويات البترولية وتم تأسيس شركة الكيماويات البترولية وقام سموه بترشيحي لرئاسة مجلس الادارة، وكان معي مجموعة من الشباب المتحمس، وأنا كنت شخصا أبذل كل ما استطيعه من أجل هذا التأسيس لدرجة أنني كنت أقضي معظم وقتي بمنطقة الشعيبة لإنشاء مصنع بترولي.. والحقيقة ان هذه الشركة تعتبر الأولى في منطقة الخليج، والحمد لله أنها حققت الهدف المرجو منها.. وبعد عشر سنوات تم انتخاب مجلس ادارة جديد ليكمل المسيرة من بعدنا.

وعن معاصرته قادة وزعماء وملوكا ورؤساء دول قال الشطي: أنا بطبيعة عملي لم أجالس الحكام والملوك والقادة ولكن أعجبت بأمراء الكويت الشيخ عبدالله السالم والشيخ صباح السالم والشيخ جابر الأحمد، رحمهم الله وأميرنا الحالي الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وذلك بحكم قربي منهم، وأما بالوجه العام فهناك شخصيات عظيمة مثل الشيخ عيسى آل خليفة والسلطان قابوس والملك فيصل والملك فهد.. واذكر عندما كنت في القاهرة أنني شاهدت الملك فاروق من بعيد وكان مارا بشارع الملكة نازلي واعجبت جدا بشخصية اللواء محمد نجيب وقد قابلته شخصيا وكان شخصية رائعة وبسيطا ومحبوبا وكان المصريون يحبونه كثيرا.. واذكر انني كنت موجودا أيام قيام ثورة 23 يوليو 1952 وشاهدت الفرحة على وجوه المصريين.

وشكلت الكويت دائما حيزا كبيرا في وجدان الشطي حيث يقول: الذي يشغل بالي اننا ككويتيين يجب ان نحب بلدنا وأرضنا، وأن نثبت اننا جديرون بالكويت لأنها قدمت لنا الكثير، وفي رأيي فإن الكويت من اجمل البلدان وافضلها، فالمواطن الكويتي يجد فيها كل ما يتمناه، وتحتاج منا شيئا واحدا هو الولاء والاخلاص، وان نكون يدا واحدة خلف قيادتنا الحكيمة.. فنحن مع الاسف تأخرنا كثيرا وضيعنا الفرص والوقت وعلينا ان نسعى لتطوير هذا البلد ونعمل على تقدمه.