الكتاب الأفارقة الأكثر تأثيراً
خلال العقود السابقة، أنتجت أفريقيا العديد من الكُتاب الأكثر مبيعاً، وقد ساهم أدبهم بشكل كبير في تقديم صورة زاهية عن القارة السمراء، ورغم أن بعضهم رحل عن عالمنا، فإن كتاباتهم مازالت تساهم في تشكيل الصورة الأدبية الأفريقية حتى يومنا هذا، موقع face2faceafrica، المهتم بالثقافة الأفريقية، اختار 5 أدباء اعتبرهم الأكثر تأثيراً على مر العصور.
شينوا أتشيبي
ولد الكاتب النيجيري شينوا أتشيبي عام 1930، وتوفي في عام 2013 في الولايات المتحدة عن عمر يناهز 82 عاماً، في وقت وفاته كان يعمل أستاذاً للدارسات الأفريقية في جامعة براون، وينظر إلى أتشيبي باعتباره الأب الروحي للأدب الافريقي الحديث.
يعتبر أتشيبي أحد الأصوات الأدبية البارزة في كتابات ما بعد الاستعمار، حيث كان يمثل صوت جيل كامل من الأفارقة الذين رفضوا تعريفهم فقط من خلال عدسات الفكر الأوروبي، وصفه نيلسون مانديلا يوماً بأنه: «الكاتب الذي تهاوت في حضرته جدران السجن».
تعتبر روايته الأولى «الأشياء تتداعى» أهم أعماله على الإطلاق، ونالت إشادة عالمية وترجمت إلى 50 لغة، وبيعت منها 10 ملايين نسخة، بجانب أعماله الأخرى مثل «سهم الرب»، «ابن الشعب»، «نشوة سافانا»، وقد منح جائزة «مان بوكر» العالمية عام 2007.
نغوغي وا ثيونغو
يتميز نغوغي وا ثيونغو كأحد الكُتاب الأفارقة الأكثر نفوذاً في القارة السمراء، معظم كتاباته تشمل المجال الاجتماعي السياسي الأفريقي، ولد في عام 1938 في وسط كينيا، وفي عام 1978 احتجز لمدة عام دون محاكمة، وقرر مقاومة السجن بالكتابة، حيث كتب روايته الشهيرة «شيطان على الصليب» على ورق المراحيض، بعدها قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة التي يعيش بها حاليا، حيث يعمل أستاذاً للغة الإنكليزية والأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا.
أصدر روايته الأولى «لا تبك أيها الطفل» عام 1964، لتتوالى أعماله التي حظيت بإشادة عالمية، ومن أعماله الأخرى التي حظيت بإشادة عالمية رواية «ساحر الغراب»، التي وصفها العديد من النقاد بالتحفة الأدبية، وتجمع كتاباته بين الواقعية الساخرة والواقعية السحرية، في السنوات الأخيرة كان اسمه ضمن قوائم المرشحين لنيل جائزة نوبل.
وولي سوينكا
ولد الكاتب النيجيري وول سوينكا عام 1934، وهو أول أديب أفريقي يفوز بجائزة نوبل في الأدب عام 1986، بالإضافة إلى العديد من الجوائز العالمية، يعتبر سوينكا رائد المسرح النيجيري الحديث، وقد تم إنتاج بعض مسرحياته في الإذاعة والمسارح حول العالم، واشهر مسرحياته: الأسد والجوهرة، الموت وفارس الملك، قداس للعالم بالمستقبل، وبالإضافة إلى كتاباته المسرحية فله كتب في الرواية والمذكرات والشعر.
بوصفه أحد المنتقدين الرئيسيين للاستبداد والفساد في أفريقيا ونيجيريا، فقد احتُجز لمدة عامين بسبب مشاركته المزعومة في انقلاب عسكري في عام 1966، وهرب سوينكا من نيجيريا في عهد ساني أباتشا، ويقيم حالياً في الولايات المتحدة، وتتميز أعماله بحس إنساني بجانب تمسكه بالجذور وانتقاده للقمع والاستبداد.
آما آتا أيدو
ولدت آما آتا أيدو عام 1942 في سالتبوند بغانا، وهي كاتبة مسرحية وروائية وشاعرة متخصصة في الأدب المقارن وأدب ما بعد الاستعمار، وهي حاصلة على جائزة كتاب الكومنولث المرموقة لعام 1992، كما عملت كوزيرة للتعليم في بلادها غانا عامي 1982 و1983، وتعيش حاليا بين غانا والولايات المتحدة.
ألفت أيدو عددا من الأعمال المؤثرة، التي لاقت إشادة عالمية، واشهرها مجموعتها القصصية «لا حلاوة هنا»، التي اصدرتها عام 1970، وتصور العبودية النفسية في فترة الاستعمار الغربي لأفريقيا، ومن اعمالها الشهيرة الأخرى «أختنا كيلجوي»، «التغييرات»، «شخص يتحدث إلى وقت ما»، «معضلة الشبح»، وتعكس أعمال أيدو التقاليد الأفريقية وفضح قهر وحرمان المرأة الأفريقية من حقوقها الإنسانية.
مارياما با
ولدت الكاتبة السنغالية مارياما با في العاصمة داكار عام 1929، نشأت في بيئة إسلامية صارمة، ويصفها النقاد بأنها واحدة من أكثر المؤلفات الأفريقيات أصالة وتأثيرا على مر العصور، تركز با في جزء كبير من أدبها على السلطة، وعدم المساواة بين الرجل والمرأة، وعلى الرغم من أن أعمالها صدرت بالفرنسية فإنها ترجمت للكثير من لغات العالم.
في أعمالها غالباً ما كانت تنتقد التقاليد الأفريقية التي تعتبرها تراجعية، صدرت روايتها الأولى واشهر أعمالها «رسالة طويلة جداً» 1979، وحظيت الرواية بإشادة عالمية وترجمت إلى العديد من اللغات، توفيت مارياما في عام 1981 قبل إصدار روايتها الثانية «نشيد الأرجوان».