القضاء الأمريكي ضد قرارات ترامب
القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع المسلمين من 7 دول من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، نقضه القضاء الأمريكي وقام بإلغاء أجزاء منه بعد ساعات من إصداره، حيث حكمت قاضية بمحكمة اتحادية في نيويورك بعدم ترحيل اللاجئين والمسافرين الذين وصلوا إلى المطارات الأميركية وأوقفوا بموجب قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن تقييد دخول مسلمي عدد من دول الشرق الأوسط، كما أرسلت المحكمة الأمر القضائي إلى السلطات المعنية بهدف ضمان عدم ترحيل أي من المسافرين الذين تم إيقافهم بموجب قرار ترامب للهجرة.
هذا القرار يعد أول نصر تحققه منظمات حقوقية تعنى بالشؤون المدنية ضد أجزاء من قرار ترامب الذي يقضي بعدم سماح دخول أي مسافر تابع لسبع دول مسلمة تم حظر مواطنيها من دخول أميركا وهي سوريا وإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن، ويستفيد من هذا القرار المئات من اللاجئين الذين وصلوا بالفعل إلى المطارات الأمريكية، ولا يعرف ماذا سيكون مصيرهم هل الترحيل أم دخول أمريكا، الأمر الذي ألقى بظلاله على المجتمع الأمريكي الذي قرر التصدي لهذه القرارات.
وقد قرر الاتحاد الأمريكي للحريات تنظيم وقفات احتجاجية اعتراضا على هذه القرارات، كما تعهد نائبان ديمقراطيان في الكونجرس الأمريكي عن ولاية نيويورك بمواجهة قرارات ترامب في المحاكم والشوارع الأمريكية، إذ قالت النائبة نيديا فيلاسكيز في مؤتمر صحفي بمدينة نيويورك إن قرار ترامب يتناقض مع القيم الأمريكية، و انتقد حاكم ولاية فيرجينيا تيري مكالف قرار ترامب بشأن الهجرة، وقال إنه لا يمكن السماح بما دعاها الإجراءات العنصرية التي تتخذها إدارة ترامب وتغذي الكراهية.
أمريكا بلد تفخر دائما بانها ترعى الحريات وتحافظ عليها، وهذه القرارات الخيرة تتناقض تماما مع ما تفخر به، خاصة ان المنع من دخول الولايات المتحدة امتد لحاملي الجرين كارد من هذه الدول، والذين سمح لهم القانون الأمريكي بالإقامة فيها، وسمح للاجئين بعد فترة فحص وتمحيص بالدخول للولايات المتحدة، فهل يقف الأمريكان ضد قرارات ترامب ليغلبوا القيم الأمريكية الأصيلة، أم سيقفوا مكتوفي الأيدي ويضحوا بتاريخ عريق من الحريات والتعايش مع كافة الجنسيات والأعراق، لتظل أمريكا دائما دولة القانون وقلعة الحريات، هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.