المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

القس عمانويل غريب: نشعر بالمواطنة الحقيقية في الكويت

في حوار أجرته «الكويتية» مع راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية القس عمانويل غريب، شمل قضايا تتعلق بالمسيحيين الكويتيين ودور العبادة ، قال: ان المسيحيين بلغ عددهم حتى الآن وحسب تقرير الخارجية الأميركية، وصل إلى 267 فرداً، يمثلون 8 عائلات ويتبعون الطوائف الثلاث المسيحية، «الكاثوليك والأرثوذكس والإنجيليين» .
وأوضح أن هناك طلباً أمام الجهات الرسمية بخصوص طلب قطعة أرض للكنائس، آملاً أن تمنح لهم حتى تجد الأعداد المتزايدة من المصلين أماكن للصلاة.
وأشاد القس غريب بدور الحكومة الكويتية في توفير الحرية الدينية وفي المساحة الكبيرة لحرية ممارسة الشعائر، إضافة الى الاحتياطات الامنية سواء كانت ظاهرة للعيان أو مموهة، لأن رجال الأمن لا يريدون تعكير صفو ممارستنا للعبادة، وقد تكثفت الاجراءات الامنية بعد تفجير مسجد الإمام الصادق.
وقال بشأن تهنئة المسيحيين بأعيادهم: ان هناك اختلافات فقهية في الموضوع، ولكن اهل الكويت يتعاملون معها من الناحية الانسانية والمجاملات ، ونحن نبادلهم هذه المشاعر ونشكرهم عليها.
ولفت القس عمانوئيل الى ان الآثار في جزيرة فيلكا تدل على ان المسيحية في الكويت تعود للقرن السادس الميلادي .
وتقدم بالشكر الجزيل لقائد الانسانية سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس الوزراء وكافة المسؤولين واهل الكويت، حيث رسخوا مفهوم المواطنة الذي نشعر معه أننا أبناء هذا البلد الآمن، داعياً الله ان يديم على الكويت نعمة الامن والامان وان يحفظها من كل سوء.
وفيما يلي تفاصيل الحوار :
– هل يمكن تحديد الزمن الذي بدأت فيه المسيحية في الكويت؟ وهل هناك معلومات عن أول اسرة كويتية اعتنقت المسيحية؟
الآثار في جزيرة فيلكا دلت على ان المسيحية في الكويت تعود للقرن السادس الميلادي، أما البداية الحديثة للمسيحية في الكويت فترجع إلى مجيء الإرسالية الأميركية التابعة للكنيسة المصلحة الأميركية في أوائل القرن الماضي، ثم حصلوا على إذن لبداية العمل الطبي فقاموا ببناء مستوصف صغير، ثم تطور العمل ورافقه وجود مسيحيين من الهند وبعض الدول العربية يعملون في المستشفى الأميركي، وبدأوا يجتمعون في احد البيوت وكانت أول صلاة لهم في هذا البيت عام 1926، وبعد زيادة عدد المسيحيين في الكويت، وفي عام 1931 تم بناء مبنى الكنيسة الوطنية وكان اسمها في ذلك الوقت كنيسة المسيح في الكويت ليتحول اسمها عام 1966 إلى الكنيسة الإنجيلية الوطني​ة بالكويت.
زيادة
– كيف ازداد عدد المسيحيين في الكويت ؟
مع بداية تصدير النفط في أواخر الأربعينيات، ازداد تدفق المسيحيين من العاملين في القطاع النفطي والقطاعات الأخرى، قامت شركة نفط الكويت ببناء كنيستين في الأحمدي إحداهما للكاثوليك والأخرى للبروتستانت ( الانجيليين ) ، وما زالتا موجودتين حتى الآن. وهذه المباني حسب قانون الآثار تعتبر  أثرية لأن القانون يصنف المباني التي تجاوز عمرها 50 عاماً كمبان أثرية. أعقب ذلك حركة نهضة متسارعة في الكويت، صاحبها بناء عدد من الكنائس من بينها الكنيسة الكاثوليكية في العاصمة في أواخر الخمسينيات حيث كانت أرضها هبة من صاحب السمو الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح.
كل المسيحيين الكويتيين المعروفين عائلات مسيحية أتت للكويت منذ العشرينيات، ومعظمهم أتى من جنوب شرق تركيا ومن العراق وبعضهم من فلسطين والهند.
العدد
– هل يمكن ذكر عدد المسيحيين من جميع الطوائف والجنسيات؟
يوجد ما يقارب 825000 مسيحي في الكويت من عدة جنسيات عربية وآسيوية ومن اميركا والدول الاوروبية.
نبذة
– هل يمكن أن تذكر لنا نبذه عن حياتك وكيف توجهت لدراسة اللاهوت ؟
ولدت في عام 1950 وبعد ان أنهيت الثانوية العامة عام 1967 دخلت جامعة الكويت كلية العلوم وانتهيت من الدراسة الجامعية عام 1971 وفي نفس العام التحقت في وزارة النفط بوظيفة باحث جيولوجي وترقيت إلى وظيفة باحث جيولوجي أول ومنها إلى وظيفة مراقب الحفر والإنتاج حيث تدرجت إلى وظيفة مدير الحاسب الالكتروني بالوكالة حتى تقاعدت عام 1996.
تفرغ
– كيف نذرت نفسك  للعمل اللاهوتي؟
عام 1986 شعرت بالدعوة الإلهية من المسيح عندما ظهرت إمامي عبارة من الكتاب المقدس تقول « كما أرسلني الأب أرسلكم « ، هذا خلال رؤيتي لبعض المشاهد فأحسست أن هذه الدعوة للتفرغ للخدمة الدينية، فعملت على الذهاب أنا وعائلتي إلى مصر لأجل هذه الدعوة وإكمال الدراسة في كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة لمدت ثلاث سنوات فتخرجت بشهادة بكالريوس علوم لاهوتية بامتياز.
في سبتمبر عام 1991 رشحت من قبل راعي الكنيسة في ذلك الوقت القس حلمي حنين لمنصب مسؤول مالي وادراي في الكنيسة وعام 1992 تم رسامتي في الكنيسة بمسمى «شيخ» ، فهذا العمل دفعني إلى التقاعد من العمل الحكومي وتقاعدت عام 1996 من الوزارة بعد مضي 25 عاماً، وفي 8/1/1999 تمت رسامتي قساً وتنصيبي راعياً للكنيسة.
علاقات قوية
– كيف ترى العلاقة بين الكويت والفاتيكان ؟
الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات مع الفاتيكان، والعلاقات بين الدولتين قوية ومتجددة، وهناك زيارات متبادلة في مختلف المناسبات .
حرية
– هل أنت راض عن الحرية المتاحة لممارسة الطقس التعبدي في الكويت؟
حكومتنا كانت ولا تزال حريصة على تطبيق مبدأ حرية الأديان، ونحن كمسيحيين في الكويت نشيد بتعاون الحكومة معنا ومنحنا الحرية غير المشهودة في ممارسة شعائرنا الدينية وتقديم الحماية الأمنية لكل الكنائس، ونشكر الله اننا لم نشهد أي شيء يعكر صفو العلاقة بين الحكومة والمسيحيين، بل على العكس تماما حكومة الكويت ترعانا بكل ما تملك وتقدم لنا تسهيلات كبرى ونشكرها على اهتمامها وتدبير امورنا وتخليص معاملاتنا.
وأنا أفتخر بالمجتمع الكويتي الذي أعيش فيه ويعيش معي اخوتي المسيحيين والمسلمين بمختلف جنسياتهم.
أمن
– هل تشعرون بالأمن في ظل الأوضاع المتوترة؟
بالطبع نشعر بالأمن فبعد التفجير الذي حدث في مسجد الإمام الصادق، كثفت الحكومة من الإجراءات الأمنية في جميع دور العبادة بما فيها الكنائس وزادت من وجود الدوريات حولها، وندعو الله ان تنعم الكويت بالاستقرار والأمن والأمان.
شكر
– ماذا تريد ان تقول للقيادة الكويتية ؟
نتوجه بالشكر لصاحب السمو أمير البلاد « قائد الانسانية «  وسمو ولي العهد الأمين وسمو رئيس الوزراء واعضاء الحكومة واعضاء مجلس الامة ونشكر الله على الحرية التي نتمتع بها في الكويت، داعين الله أن تبقى كويتنا الحبيبة واحة أمن وآمان لكل من عليها.
بناء
– طرحت أكثر من مرة قضية عن الأراضي لبناء الكنيسة… باعتبار أن الكنيسة الحالية غير كافية ، فهل هناك استجابة لهذا الطلب ؟
هناك طلب الآن أمام الجهات الرسمية ونأمل ان نمنح قطعة أرض، حتى تجد الأعداد المتزايدة من المصلين أماكن للصلاة حيث يوجد 825000 مسيحي في الكويت ومن حقهم ممارسة شعائر عبادتهم كما نص عليها الدستور ونحن نعلم أن قيادتنا الرشيدة الحكيمة تنظر لهذا الأمر بعين العطف وستوفر أماكن للعبادة في الوقت الذي تراه مناسباً.
تراثية
– حدثنا عن الكنيسة الإنجيلية حيث تبدو انها تراثية ومن الضروري الحفاظ على الطابع التراثي؟
دعا حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح رحمه رواد الكنيسة الامريكية الذين كانوا يزورون منطقة الخليج الدكتور آرثر بينيت من اعضاء الارسالية وكان يقيم في البصرة للاقامة في الكويت لتقديم خدمات طبية وكان ذلك في العام 1909، وبعد ذلك بعامين تمت الموافقة على شراء ارض لبناء مستشفى الارسالية الامريكية في نفس الموقع على البحر بتكلفة بلغت 6000 الآف دولار امريكي ، وكان المسيحيون في تلك الفترة يتعبدون في بيت استأجروه وسط المدينة ويدعى بيت « الربان «،  وبعد مرور 16 يوماً قام القس ادوين كالفيري بوضع خريطة لإنشاء مبنى كنيسة بالقرب من موقع المستشفى ، ثم جاء القس جيريت ديونج بعد انتهاء مهمة سلفه ليكمل المهمة، واستعان القس جيريت بفريق من الاسكتلنديين الذين كانوا في البصرة لاستيراد الاسمنت وقضبان الحديد من بريطانيا لتدعيم سقف المبنى وجلبت الابواب والشبابيك والكراسي والطاولات من الهند ، اما بلاط الآجر والطابوق الاحمر فقد جلب من جنوب العراق .
وعملياً بدأ البناء عام 1931 وتم جلب الصلبوخ من الصحراء والصخور من قاع البحر لبناء الجدران ، واستعان القس بالبنائين والنجارين المهرة لعمل السقف والقوالب الخشبية لأعمدة الخرسانة الدائرية.
وبلغت تكلفة بناء الكنيسة نحو 5000 دولار امريكي اي ما يعادل 14 الف روبية.
ومن الطريف ان نذكر ان القس جيريت وزوجته وعائلته وكذلك القس لويس اسكندر وغيرهم من المرسلين الامريكيين تعلموا اللهجة الكويتية واصبحوا يتحدثون بها بطلاقة، وهكذا تمتعوا بعلاقات طيبة مع اهل الكويت.
وفي العام 1958 تمت توسعة المبنى وبناء قاعة ملحقة بالمبنى الرئيسي لاستيعاب المصلين، وقد حدث نقص في في التمويل اللازم لإكمال البناء ، فطلب المرسلون الامريكيون من الكويتيين المسحيين التواصل مع بعض العائلات الكويتية والتجار للتبرع ، وكان ما ارادوا الامر الذي يجسد اروع صور المحبة والتسامح .
الغزو
– ماذا فعلتم اثناء الغزو العراقي الغاشم؟
لا ننسى تلك الايام الحالكة السواد ، وكنا نصلي بقلب واحد ان ينقذ الله الكويت ويحمي اهلها ، وهذا امر إلهي ( واطلبوا سلام المدينة – وصلوا لأجلها الى الرب ، لأنه بسلامها يكون لكم سلام . إرميا ٢٩ : ٧  )، وقد استجاب الله لصلاتنا وطبعاً يعود الفضل لله ثم لحكام الكويت واهلها الذين ناضلوا في الخارج وفي الداخل ، وتنادت الامم الصديقة لتحرير البلاد من الغزو .
تقييم
– كيف تقيم دور مجلس العلاقات الإسلامية المسيحية ؟
يلعب دورا مهما في زيادة الوعي وتعميق العلاقات ونتمنى له ان يستمر في هذا الدور ونشر المحبة بين المسلمين والمسيحيين في الكويت، وأقام عددا من الندوات والمحاضرات وركز على الأمور المشتركة، فالحوار دائماً يؤدي لمزيد من الفهم ويزيل اللبس بين الطرفين.
طوائف أخرى
– هل يوجد مسيحيون كويتيون من طوائف أخرى ؟
نعم يوجد من الطائفة الكاثوليكية والأرثوذكسية ، وهم يمارسون شعائرهم بكل حرية وهذا يدل على ان في الكويت مساحة كبيرة لممارسة الشعائر ، وأثبتت القيادة والشعب ان حرية الأديان مصانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى