القبلية.. تطل مجددا في انتخابات الجامعة والتطبيقي
لعبة الأرقام والأصوات، في صناديق اقتراع انتخابات الطلبة في كلٍ من جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، جعلت من الكثرة العددية لبعض أبناء القبائل في الكليات المختلفة في المؤسستين، رقماً مهمًا يغيّر هوية الفائز في الصراع الانتخابي، كما جعلت منهم مادة للتنافس بين القوائم الانتخابية!
ورغم أن أشهرًا تفصلنا عن الفصل الدراسي الأول الذي يأتي محمّلاً بالأنشطة الانتخابية بسبب فتح باب الترشيح والانتخاب في أسابيعه الأولى بالجامعة والتطبيقي، فإن مظاهر التنافس على كسب ودّ بعض القبائل المختلفة بدأت باكرًا بين القوائم، بل بدأت أيضًا زيارات مكوكية للدواوين المختلفة لتشكيل أسماء المرشحين لكل قائمة انتخابية، وبلا شك فإن الجميع يتنافس على أن يضع ضمن صفوفه مرشح القبيلة الأكثر عددًا لضمان كسب أصوات أبناء عمومته!
تغييب المبادئ
وكشفت وسائل التواصل الاجتماعي أشكالاً عدة لهذه الظاهرة، فما إن يجري الاتفاق بين قائمة ما وقبيلة ما، على تزكية مرشح ضمن صفوفها للانتخابات، حتى تبدأ التبريكات والتهاني للمرشح عبر وسائل التواصل من زملائه وأبناء عمومته، الذين يؤكدون صراحة دعمهم وتأييدهم له والتصويت لأجله، دون ذكر مبادئ وأفكار القائمة التي انضوى تحت لوائها.
وغالباً ما يجري الاتفاق مع ابن القبيلة على منصب معين ضمن مرشحي القائمة، وفقًا لعدد أبناء عمومته الذين يصوتون له، فكلما زاد العدد أصبح عرض المنصب مغرياً أكثر، بل إن المرشح يبدأ بالتفاوض على منصب أعلى كونه يعلم ثقله الانتخابي، والتجربة السابقة أثبتت أن بعضًا ممن أعلنوا ترشحهم ضمن صفوف قائمة ما، عادوا لينشقوا عنها وينضموا إلى قائمة أخرى، كونها عرضت منصبًا أفضل.
ظاهرة قديمة
وعلى الرغم من أن الاتفاقات الانتخابية بدأت تتم مؤخرًا، فإنها مبدئية وتتغير بتغيّر حسبة الأرقام بعد إعلان أسماء المقبولين في المؤسستين، فإذا تغيرت الكثرة العددية لمصلحة قبيلة أخرى، تلجأ قائمة ما إلى تغيير أسماء مرشحيها، بينما إذا زاد عدد أبناء قبيلة ما سيبدأ المرشحون في زيادة طلباتهم الانتخابية من المناصب وعدد المرشحين.
ومع أن الظاهرة قديمة، إلا أنها بدأت تظهر علنًا في منصات التواصل الاجتماعي، لكن يقابلها رفض من بعض أبناء القبائل ممن يؤمنون بالتصويت على أسس فكرية ومبادئ، بعيدُا عن حسبة «القرابة».