«الفن أسرار».. ليالي عدن الجميلة

في كل ليلة سبت من الأسبوع يقدم تلفزيون الكويت لجمهوره برنامجا منوعا اسمه «الفن أسرار»، من الوهلة الأولى يعتقد المشاهد إن البرنامج عبارة عن حوار حول أسرار ما يحدث في الفن، بصراحة.. ملّينا من كشف الأسرار، أكثر من ربع قرن والمحطات التلفزيونية تكشف أسرار الفنون، وإلى الآن لا نعرف شيئا منها(!). هذ ا البرنامج يختلف موضوعه اختلافا كبيرا عن اسمه، هو محطة جميلة للغناء العدني.
باقة من الأغاني العدنية التي عشقناها منذ طفولتنا، يقدمها المخرج جوهر الجويهل في هذا البرنامج، ولأن الكويتيين يعشقون هذا اللون من الغناء.. بل إنهم تربوا فنيا عليه، فإن الأغاني فيه لها ذكريات في كل القلوب، لا تمر أغنية إلا وتفجر أحداثا مرت في الذاكرة، نبتسم لها من دون شعور، وهل أجمل من ذكريات الستينات والسبعينات للجيل الحالي، في ذلك الوقت لم تكن لديهم هواتف نقالة ولا تواصل اجتماعي، فكان الغناء هو التواصل بينهم.
يقول المخرج الجويهل: اعتمدنا في البرنامج على تقديم الجو العام الذي كان في الستينات والسبعينات، في ذلك الوقت كان العدني سيد الأجواء الجميلة، ولا يزال.. ولكنه اليوم تغيرت بعض ملامحه، فسعينا في هذا البرنامج لنعيد إليه صورته ورونقه الأصلي الذي عرفناه به، الغناء العدني له روح خاصة ونكهة لا تتغير مع الزمن، أصيل وألحانه عربية قديمة، فيها عبق المشاعر العربية الأصيلة، من لا يطرب للعدنيات.. لن تطربه أغان أخرى.
معدا البرنامج بدر الدعي ومحمد بو حمد من شباب التلفزيون الذين يعشقون التراث الأصيل، والعدنيات من تراث الغناء الكويتي الجميل.. ومن ذكريات الجلسات الطربية الجميلة.
نجوم البرنامج
يشارك في البرنامج عدد من نجوم الأغنية الكويتية واليمنية، منهم سليمان العماري وصلاح حمد خليفة وفيصل السعد وعبدالله المخرّج (اليمن) وعلي عبدالله وسليمان الشلال وأيمن دويلة (اليمن)، وهذه أسماء كافية لتعطي الفن العدني حقه من الطرب والفرح والأداء الجيد.
مشاعر
للأغاني العدنية مزاج خاص عند أهل الكويت، لا سيما من عاش في تلك الفترة، لأنها تذكرهم بأيام الشباب.. ولا أجمل من «لمع برق يماني» و «علم سيري» و«يا ظالم جمالك» هذه الأغاني تحرك مشاعر ذلك الجيل بشدة..
شكر..
يستحق تلفزيون الكويت الشكر على اختياره لهذا البرنامج ودعمه له، مراقب المعدين طلال الهيفي كان وراء دعمه وظهوره على الشاشة، وهو موضوع يستحق التقدير، كلما شاهدت البرنامج، الذي يعرض كل جمعة بعد منتصف الليل، أتذكر تلك الليالي التي كنا نجتمع فيها وندند معا في سمرات جميلة.