المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

الفرقة الكوبية… أشعلت مسرح عبدالحسين عبدالرضا طرباً

يا لها من أمسية تجلت فيها حقيقة أن الموسيقى جسر تقارب بين الشعوب مهما تباينت ثقافاتها!

تلك كانت أمسية أمس الأول التي عاشها الجمهور في مسرح عبدالحسين عبدالرضا بين نغمات الموسيقى الساحرة التي حلّقت بعيداً وعالياً، منطلقةً من أنامل الفرقة الكوبية الآتية من الضفة الأخرى للمحيط الأطلنطي، لينساب التفاعل (على موجة واحدة) بين العازفين والحضور عبر أرجاء المسرح، كي يثبت مع كل نغمة أن الموسيقى من أجمل «المنتجات» الإنسانية العابرة للحدود والمسافات، التي توحد بين البشر!

11 مقطوعة وأغنية قدمتها الفرقة، لتشعل بها الأمسية التي جاءت ضمن فعاليات الدورة الـ 20 من مهرجان الموسيقى الدولي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. لم يهدأ العازفون والمغنون لحظة واحدة طوال مدة الحفل، حيث حرصوا على أن يقدموا كل أنواع الفولكلور الكوبي معتمدين على الموسيقى الكلاسيكية ذات الإيقاعات القوية والآلات النحاسية وموسيقى الجاز، مستخدمين «الرومبا والطُّرُمبيطة»، بينما برع المطربون على المسرح في الأداء والتعبير عن المعاني التي يتغنون بها.

في الفقرة الثالثة تحديداً استطاعت الفرقة التي كانت تغازل الجمهور الذي شكلت كثافته في المسرح حالة من الإثارة والتفاعل مع ما قدمته الفرقة، حيث كثيراً ما صفق لها وغنى معها، الأمر الآخر هو خفة الظل التي تمتع بها المطربون المرافقون للفرقة والذين أشعلوا المسرح بحركاتهم وتفاعلهم مع الموسيقى وإيقاعاتها، فضلاً عن مداعبتهم الدائمة للجمهور.

اللافت في الموسيقى التي قدمتها الفرقة الكوبية هو حالة التنوع التي مارستها في كل الفقرات، فبرغم التعقيدات التي تحملها هذه الموسيقى فإنها تتمتع برشاقة مثيرة للوجدان إذا ما وضع في الاعتبار أنها تنتمي إلى القرن العشرين، لكنها تثبت دائماً أن لها جذوراً تاريخية، وإن كانت بعض المقطوعات تشبه إلى حد كبير موسيقى الصالصة الإسبانية لكنها استطاعت أن تصل إلى العالمية، حيث إن مؤسس هذه الفرقة الفريد فالدز وهو عازف بوق تدرب على الطريقة الكلاسيكية في العزف منذ سن العاشرة وحتى الخامسة والعشرين، وفي سن السادسة عشرة بدأ العزف الاحترافي في أكثر احتفالات الجاز والموسيقى العالمية في أميركا الشمالية وأوروبا، بل إنه عزف مع مجموعة من أفضل الموسيقيين في العالم، وهو ما ساعده على تطوير مهاراته في موسيقى الجاز الارتجالية والتلحين والتوزيع وعمل عازفا لمدة 10 سنوات لفرقة «سيرا مايسترا» لمدة 10 أعوام وهي من أهم الفرق الشعبية في كوبا.

وفي تصريح قال الفنان سوفالدو مطرب الفرقة إنه وزملاءه يزورون الكويت للمرة الاولى وهم سعداء للغاية بهذه الزيارة، وأضاف: «حضرتُ حفل فرقة كلية التربية الأساسية بالكويت، ضمن فعاليات المهرجان، واستمتعت للغاية وشعرت بأن الإيقاعات الكويتية تشبه إلى حد كبير نظيرتها الكوبية، وهو ما يؤكد أن العرب الذين كانوا يأتون إلى كوبا تأثروا بهذه الإيقاعات»، مشيراً إلى أن الفرقة قدمت في حفلها العديد من أغنيات الفولوكلور الكوبي.

وقد حضرالحفلَ جمهورٌ كثيف غص به طابقا المسرح، وكان في مقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والسفير الكوبي المعتمد في الكويت، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش الذي كرم قائد الفرقة في بداية الحفل، وأهداه درع المهرجان، وداعبت الفرقة في نهاية الحفل الجمهور بعدما أنهت وصلتها الغنائية، وخرجت من إطار المسرح مع التصفيق الشديد، وعادت من جديد لتقدم فقرتها الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى