المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةاقتصاد

الفحم عائد بقوة إلى ساحة الطاقة.. رغم خطره البيئي

ارتفع نشاط استخراج الفحم في دول أميركا والصين والهند، وهي أكبر مستهلك للفحم في العالم خلال عام 2017، مما يشكل تراجعاً للجهود الرامية إلى كبح الانبعاثات التي تؤثر في المناخ بعد الانخفاض العالمي في عمليات الاستخراج المسجل في العام الماضي.
وتظهر بيانات التعدين ارتفاع إنتاج الفحم بمقدار 121 مليون طن بنسبة 66 في المئة خلال مايو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وقالت وزارة الطاقة الأميركية إن عمليات الاستخراج ارتفعت بنسبة 19 في المئة في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام. ويناقش تقرير لـ «أسوشيتد برس» مدى استدامة هذا الارتفاع في إنتاج الفحم خلال العام الجاري والأسباب وراء ذلك.
ويشير بعض الخبراء إلى أن الأسباب وراء ارتفاع استخراج الفحم خلال هذا العام تشمل تحولات السياسة في الصين والتغيرات في أسواق الطاقة الأميركية ومحاولات الهند المستمرة لتوفير الكهرباء للمزيد من مواطنيها.
وتراجعت شعبية الفحم كمصدر للطاقة على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث حققت الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي بعض الشهرة، كما تحاول الصين كبح مستويات تلوث الهواء في المناطق الحضرية من خلال تقليل الاعتماد على الفحم.
ويقول ممثلو الصناعة إن تجدد التعدين يؤكد أهمية الفحم في توليد الطاقة، ويتوقعون استمرار نمو استخدام الفحم في الهند.

الصين
ارتفع إنتاج الصين من الفحم بأكثر من 44 في المئة خلال مايو وفقاً لما ذكرته البيانات الحكومية مقارنة بانخفاض نسبته أكثر من 8 في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأغلقت الصين مئات المناجم العام الماضي وخفضت الحكومة ساعات العمل في بعض المناجم في محاولة لخفض المعروض من الفحم وزيادة الأسعار، ومع بداية العام الحالي قامت الحكومة بتخفيف هذه السياسات مما أدى إلى انتعاش الإنتاج.
ومع استمرار الصين في التعافي من التباطؤ الاقتصادي في عام 20155، فإنها تشهد زيادة في التصنيع والاستثمارات الجديدة في الطرق وغيرها من المشاريع مما يزيد من الطلب على الكهرباء التي معظمها لا يزال يأتي من الفحم حتى بعد الاستثمارات الضخمة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
ورغم إعلان بكين إلغاء أو تعليق 1000 محطة لإنتاج الكهرباء من الفحم فإن البعض الآخر ما زال قيد الإنشاء، مما يعني أن استهلاك الفحم لتوليد الطاقة سيستمر في الارتفاع، كما تقوم أندونيسيا وماليزيا وفيتنام وباكستان ببناء محطات جديدة.

الهند وأميركا
في الهند يتم توليد 700 في المئة من الكهرباء من الفحم، وتقول الحكومة إن لديها الحق في توسيع إنتاجها من الطاقة من أجل إتاحة وصولها إلى مئات الملايين من السكان الذين لا يزالون يعيشون من دون كهرباء.
وتسعى الهند إلى الحد من اعتمادها على الفحم المستورد من خلال زيادة التعدين من احتياطياتها الخاصة، وتظهر بيانات من وزارة الفحم الهندية أن نشاط استخراج الفحم بين الشركات المملوكة للدولة قد ارتفع بنسبة 4 في المئة في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.
وفي اميركا زاد إنتاج الفحم في عدة ولايات من ضمنها «وايومنغ» و«بنسلفانيا» و«ويست فرجينيا»، وتشير شركة وود ماكنزي إلى أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في مطلع العام الجاري كان السبب وراء هذا التزايد في الإنتاج.
مع ذلك، فإن دور الفحم المهيمن في توفير الكهرباء آخذ في التراجع، حيث تنتج الصين الكهرباء من طاقة متجددة أكثر من أي دولة أخرى، وتتعهد بكين باستثمار 360 مليار دولار في مجال الطاقة المتجددة حتى عام 2020.
ويقول محللون إن الهند تكافح للتكيف مع نمو الطاقة الكهربائية بأكثر من ارتفاع الطلب عليها، رغم أنه لا يزال هناك 260 مليون مواطن محرومين من الكهرباء.
نتيجة لذلك فإن محطات توليد الطاقة في الهند تعمل بأقل من 600 في المئة من قدرتها في المتوسط، ​​منخفضة عن عام 2009 عندما كانت الهند تستخدم 75 في المئة من قدرتها.
وتمثل دعوة ترامب لإحياء صناعة تعدين الفحم استثناء بين تصريحات قادة الدول الثلاث وعلى الرغم من ذلك فإن إنتاج الفحم قد يكون انتعاشه في الولايات المتحدة مؤقتاً.
وتسببت أسعار الغاز الطبيعي المنخفضة واتجاه الشركات المتزايد نحو الطاقة المتجددة وقواعد التلوث الأكثر صرامة في إغلاق عدة مئات من مناجم الفحم الأميركية. (ارقام)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى