الفايز: علاقاتنا مع الكويت متينة وراسخة ولا تتأثر بـ«ترّهات» بعض المغردين

أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البلاد د.عبدالعزيز الفايز عمق ومتانة العلاقات الأخوية التي تجمع المملكة العربية السعودية والكويت، معتبرا نفسه محظوظا بالعمل في البلاد «نظرا للحفاوة والمحبة التي يشعر بها بشكل يومي وتبرز بشكل اكبر عند الاحتفال باليوم الوطني السعودي، من خلال الجموع الحاشدة من المهنئين»، لافتا إلى أن فيض المحبة الذي يغمر بها يؤكد تميز العلاقات السعودية – الكويتية وأنها علاقات فريدة في المنطقة.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة بمناسبة اليوم الوطني الـ٨٧ للمملكة، قال الفايز:«السعودية والكويت يربط بينهما تاريخ مشترك وروابط أسرية ومصير مشترك وعلاقاتهما وثيقة على جميع المستويات بين قيادتي البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، وتتدرج إلى العلاقات بين المكونات الشعبية، وهذا يجعلنا لا نستغرب هذه الفرحة الكويتية خلال اليوم الوطني السعودي». وفيما يلي التفاصيل:
آراء شاذة نعرف أهدافها
وفي رده على سؤال عن بعض المغردين في البلدين الذين يحاولون الإساءة للعلاقات، قال: «مع الأسف بعض المتعاملين في وسائل التواصل الاجتماعي يرتكبون أفعالا مسيئة للجميع من حيث التطاول على المملكة والكويت أو أي دولة عربية، مما قد يؤدي إلى إثارة الحساسية وإلى اغضاب شريحة كبيرة من ابناء المجتمع»، مؤكدا هنا «أنه مهما نشر أو تم تداوله في وسائل التواصل سواء في المملكة أو الكويت فإنه لم ولن يؤثر على العلاقات بين البلدين لكونها متينة ووثيقة وراسخة ولا تتأثر بترهات يبديها زيد أو عبيد من الناس»، واصفا تلك الآراء «بالشاذة والذي قد يكون وراءها من يهدف الى احداث اضرار أو اساءة للعلاقات الأخوية».
وقال «نحن جميعا في المنطقة وتحديدا في المملكة والكويت نعرف الأهداف من وراء مثل هذه التجاوزات ونتعامل معها، ولا يتم التعامل معها عبثا». وأكد د.الفايز في إطار حديثه على أنه «يجب التفريق بين حرية الرأي والتي لا يختلف معها أحد، حيث اننا لا نحجر على رأي أي شخص، ولكن هناك فرقا كبيرا وواضحا بين إبداء الرأي والإساءة والتشهير»، لافتا إلى أن «من حق أي فرد يتعرض للإساءة اللجوء إلى القضاء الذي يقرر ويصدر أحكامه».
وفي هذا السياق أوضح السفير الفايز أنه «عادة اذا حدثت إساءة من قبل مغردين داخل دولة إلى دولة أخرى فإن الدولة المُساء إليها لا تلجأ إلى القضاء وإنما تترك للدولة التي وقع فيها هذا الامر اتخاذ ما تراه مناسبا»، مؤكدا «أن الاعتقاد الساذج بأن المملكة تلاحق المغردين غير صحيح»، مشيرا إلى أن «لا سفارة المملكة ولا حكومتها ترفع دعاوى على أي شخص من الكويت، ولكن من يتطاول ويسب ويشتم فإن السلطات المختصة في الكويت هي التي تتعامل معه ولسنا نحن والعكس صحيح».
لليوم الوطني دلالات عميقة
وبالحديث عن مناسبة الاحتفال باليوم الوطني الـ87 للمملكة، قال السفير الفايز: إن «الاحتفال بهذه الذكرى له دلالات عميقة فضلا عن انه مناسبة وطنية غالية وعزيزة علينا جميعا، ونسعى دائما من خلال الاحتفال بها لإبراز دور المغفور له الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن والرجال المخلصين الذين أيدوه وساندوه في ملحمة توحيد المملكة العربية السعودية».
وعبر عن فخره بالانتماء لهذا الكيان الكبير، مقدما التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي عهده الامير محمد بن سلمان، وإلى الاسرة المالكة، وإلى الشعب السعودي النبيل بهذه المناسبة السعيدة التي يحتفل معنا بها جميع أشقائنا في الدول العربية.
وتطرق السفير السعودي إلى رؤية المملكة 2030، حيث لفت إلى «أنها تهدف لإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي من حيث تقليل الاعتماد على النفط كمصدر للدخل وإعداد وتأهيل جيل جديد من الشباب وتطوير الجهاز الإداري، إضافة الى مواكبة المملكة للتحولات التقنية والاقتصادية». وأشار د.الفايز إلى ان العالم اصبح متسارعا ومتغيرا والمملكة تسعى الى مواكبة هذه التغيرات التي تطرأ عليه مع الحفاظ على الثوابت الدينية والقيم الاجتماعية السعودية، مبينا أن «برنامج التحولات الذي تسعى إليه المملكة يشكل اهمية كبيرة للسعوديين، حيث يشمل عدة مجالات ومبادرات اقتصادية مالية بدأت في عملية الخصخصة لعدة قطاعات وجذب للاستثمارات الاجنبية ما يدل على الدور المهم والحيوي للقطاع الخاص في هذه المرحلة»، مؤكدا على أن هذه «الرؤية الكبيرة تعكس تصور ورؤية واضعيها من القيادة السعودية الحكيمة»، وقال: «ان سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان يسعى بهمته وطموحه الى احداث نقلة عبر رؤية ٢٠٣٠»، مشيرا الى ان السعوديين متفائلون بهذه النقلة من مرحلة الى مرحلة بحيث يستفيد منها الوطن من ابنائه وموارده البشرية والطبيعية. وأوضح د.الفايز ان المملكة تعيش في مرحلة نشاط اقتصادي غير مسبوقة مثل انشاء الجامعات ومشروع مترو الرياض وشبكة الطرق الجديدة المتطورة التي تربط مدن المملكة ببعضها البعض وتسهل في عملية التنقل.
وتحدث الفايز عن المشاريع في الساحل الشرقي في الجبيل او الساحل الشمالي الغربي من المملكة ومشروع الجزر والاهتمام في الجانب السياحي، مؤكدا ان منطقة شمال غرب المملكة والسواحل المطلة على البحر الاحمر تعد من اجمل مناطق العالم وتسعى الدولة الى الاستفادة منها لتنويع مصادر الدخل وتوطين الوظائف في مجال السياحة.واعتبر السفير الفايز موسم الحج للعام الحالي «من أنجح المواسم بكل المقاييس والمعايير، وذلك بتوجيهات من خادم الحرمين وسمو أمير منطقة مكة وسمو وزير الداخلية وجهود المخلصين من ابناء الوطن في جميع الاجهزة الحكومية من أمنية وصحية واعلامية وخدماتية، حيث تمكنت المملكة من تنظيم هذا الموسم، ويكفينا فخرا ما سمعناه ممن ادوا الفريضة هذا العام، ووصفهم هذا الموسم بالمثالي نظرا لأن المملكة تستعد لموسم الحج كل عام بعد انتهاء الموسم السابق مع الاستفادة من تجاربها الماضية للوصول إلى الأهداف المنشودة».
وبخصوص التعاون بين المملكة ووزارة الأوقاف الكويتية، بشأن المقيمين غير محددي الجنسية، أفاد بأن «هذا الموضوع لاقى اهتماما من قبل السفارة السعودية والسلطات في المملكة والذي للأسف اتخذ زخما إعلاميا كبيرا وضخما، وظهرت أصوات نشاز تحدثت عن أن المملكة تمنع بعض المسلمين من أداء فريضة الحج، وفي الواقع المملكة لا تمنع أي مسلم من أداء فريضة الحج لكنها تمنح التأشيرة بعد اكتمال الشروط ومنها جواز سفر الكتروني صالح»، لافتا إلى أن «فئة غير محددي الجنسية هي حالة خاصة موجودة في الكويت ولها تنظيمها الخاص الذي أقرته السلطات الكويتية، ولكي تتمكن هذه الفئة من الحصول على تأشيرة لأداء فريضة الحج لا بد أن تنطبق على افرادها شروط أبلغت للجهات الكويتية المختصة العام الماضي والغرض منها ضمان سهولة وتيسير الحصول على التأشيرة، وفي نفس الوقت ضمان عودة من ادى مناسك الحج من فئة غير محددي الجنسية الى الكويت».
مجددا تأكيده على أن «تأشيرة الحج لا يمكن استخدامها سواء من فئة غير محددي الجنسية أو غيرهم لغير الغرض الذي منحت من اجله». وحول إصدار تأشيرات العمرة بعد انتهاء موسم الحج أوضح د.الفايز ان السفارة بدأت بإصدارها من غرة شهر محرم 1439 هجرية الموافق 22 سبتمبر الجاري بعد أن كانت سابقا في منتصف شهر صفر من كل عام».
مكافحة الفكر الإرهابي
وردا على سؤال عن جهود المملكة في مكافحة الفكر الإرهابي، قال: المملكة من أكثر الدول تعرضا للإرهاب، حيث استشهد العديد من المواطنين سواء رجال أمن أو مدنيين في عمليات ارهابية خلال العقدين الماضيين، لكن بفضل كفاءة أجهزة الأمن وتمكنها من استباق العديد من العمليات الارهابية تم التعامل مع هذه الجماعات بحرفية عالية وإحباط العديد من المخططات الارهابية، مشيرا الى ان المشكلة مع الارهاب هي الفكر المتطرف الذي يدفع الإنسان إلى القيام بعمليات ارهابية ولكن المملكة ماضية في جهودها لمكافحة الفكر المغذي الإرهاب.
وتحدث د.الفايز في هذا السياق عن تنظيم المملكة اول مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، وقال: لقد كنت ضمن المشاركين في إحدى اللجان المنظمة للمؤتمر قبل وصولي إلى الكويت، وأتذكر الحضور الدولي المتميز والحماس الذي أبدته دول العالم وتقديرهم لتنظيم المملكة لمثل هذا المؤتمر، كما انه في مايو الماضي خلال انعقاد القمة العربية الإسلامية – الأميركية في الرياض تم افتتاح مركز مكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» وهذه كلها دلائل على جهود المملكة في مكافحة الإرهاب والفكر المغذي له ومكافحة مصادر تمويله.
وبخصوص التعاون ما بين المملكة والدول العربية في مكافحة الإرهاب أجاب: هناك تعاون وثيق بين الدول العربية والجميع يعمل تحت مظلة الأمم المتحدة، التي تولي أهمية كبيرة لموضوع مكافحة الإرهاب، وهناك أيضا تعاون ثنائي ما بين المملكة والعديد من الدول. اما بالنسبة للدول العربية، فهناك مجلس وزراء الداخلية العرب الذي يركز على مجال التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب. وأضاف د.الفايز: من المؤسف أن نجد بعض الجهات تمول وتحرك الجماعات الإرهابية بهدف الإضرار بشقيقاتها وهذا أمر لا تقبل به أي دولة ذات سيادة، ومن حقها اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة للتعامل معها، مشددا على أن جهود الدول العربية في مكافحة الإرهاب واضحة.
وأكد السفير الفايز ان الاخطار في هذا الوقت ليست عسكرية مباشرة، بل تشمل التطرف الفكري وهجمات تستهدف قيم وثقافة المجتمع السعودي، وهناك سعي لبعض القوى الاجنبية والإقليمية للهيمنة على المنطقة عبر تغيير انظمتها وتفكيكها، مؤكدا ان المملكة يقظة لذلك وتسعى الى الحد من هذه التدخلات والتجاوزات.
وتابع: ان السعوديين يقفون صفا واحدا وراء القيادة الرشيدة وعدم اعطاء الفرصة للمتربصين والقوى الاجنبية والافكار التي تروجها الحركات المتطرفة بهدف غزو المملكة، لافتا الى ان بلاده تعمل مع الاشقاء للحيلولة دون وصول مثل هذه الافكار الهدامة الى المنطقة.
بيان «الخارجية» بشأن المغردين المسيئين اتسم بالحكمة والموضوعية
أشاد د.الفايز خلال حديثه ببيان وزارة الخارجية الكويتية المتعلق بموضوع المغردين المسيئين للمملكة، مشيرا إلى أنه «يتسم بالحكمة والموضوعية»، معتبرا أنه «كما لا تقبل الكويت الإساءة من أي مواطن كويتي لدولة شقيقة، كذلك المملكة لا تقبل الإساءة من أي مواطن سعودي لأي دولة شقيقة ويتم اتخاذ الإجراءات بحقه».
الأوضاع في اليمن أفضل من السابق
عبر السفير الفايز عن تفاؤله من الأوضاع في اليمن حاليا، مشيرا الى انها «أفضل مما كانت عليه، حيث تم اضعاف النفوذ الأجنبي هناك، والتعامل مع المخازن الضخمة للأسلحة بكل أنواعها من صواريخ إلى آليات، حيث كشفت العمليات العسكرية حجمها المخيف».
لمصر مكانة في قلوب السعوديين
ردا على سؤال عن مشروع الجسر الرابط بين المملكة وجمهورية مصر العربية والذي اعلن عنه خادم الحرمين الشريفين بعد زيارته للقاهرة، اكد السفير الفايز ان اي تقارب مع الدول العربية مفيد وجمهورية مصر العربية بالذات لها مكانتها في قلوب السعوديين قيادة وشعبا، ودائما ما يؤكد المسؤولون في المملكة متانة هذه العلاقة بين البلدين.