المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مجلس الأمة

الغانم: مشاكلنا و أزماتنا في العالم الإسلامي لا تعد ولا تحصى لكني مؤمن بأن التحديات الكثيرة بوابتنا لضرورة التحرك

دعا رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم اليوم الدول الاسلامية الى الايمان بقدراتها والانفتاح على الشركاء الاقليميين والدوليين والتفاعل والتحاور معهم من اجل ابراز القضايا الاسلامية المختلفة.
جاء ذلك في كلمة للغانم أمام الدورة الـ ١٤ لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي الذي يعقد حاليا في العاصمة المغربية الرباط، ألقتها بالنيابة عنه النائبة صفاء الهاشم بعد ان دعاها الغانم من على المنصة لإلقاء كلمة وفد الكويت بمناسبة احتفال العالم بيوم المرأة وتقديرا للمرأة الكويتية.
وقال الغانم في كلمته: «ما أريد أن أقوله هنا، هو اننا لسنا وحدنا في هذا العالم، لدينا قضايانا، ولدى العالم قضاياه، لكن حتما لدينا نحن والعالم قضايانا المشتركة، وأغلب قضايانا الإسلامية، هي قضايا عالمية، أو هكذا يجب النظر عليها والتسويق لها، لأنها قضايا إنسانية بامتياز».
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الغانم:
في سبتمبر عام 1969، تداعى رؤساء وزعماء 24 دولة إسلامية، الى هذه المدينة الوادعة الجميلة، ليتدارسوا تداعيات حريق المسجد الأقصى آنذاك..
ومن ذاك الحدث المشؤوم، ومن هذه العاصمة العزيزة، انطلقت منظمة التعاون الإسلامي، التي كبرت مع الوقت لتشمل 57 دولة تمتد عبر اربع قارات، بثقل سكاني يصل الى ملياري نسمة.
وها نحن بعد خمسين عاما، وفي ذات المكان، وبعد ان بلغنا من العمر ما بلغناه، وخبرنا من الدنيا ما خبرناه، نأتي كرؤساء للبرلمانات في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لنتدارس ذات القضايا والملفات، وعلى رأسها القدس والأقصى، ودائما ما كنت أتساءل لدى كل دعوة تصلني لحضور مؤتمر رؤساء اتحاد المجالس للدول الأعضاء بمنظمة مؤتمر التعاون الإسلامي، هل تنطبق علينا جملة «رب ضارة نافعة»؟
هل كان المسلمون بحاجة الى حدث، بحجم حريق الأقصى، ليفكروا بتأسيس منظمة تجمعهم؟
سأجيب بلا أدري
وإن كنت وجدانيا، متعلقا بقوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)..
نعم، لربما كنا كمسلمين بحاجة الى هزة كتلك التي حدثت قبل خمسين عاما، لنفكر بالتجمع والتنظيم.
الاخوة الحضور..
أعرف تماما، وأعي بشكل كامل، ان منظمتنا ليست بتلك القوة المرجوة، وأعرف تماما، بأن مشاكلنا وأزماتنا في العالم الإسلامي أكثر من أن تحصى، لكن هذا الوعي والإدراك، لم يجعلني يوما من الأيام، فريسة لليأس والإحباط ربما لأنني مؤمن بان التحديات الكثيرة، هي بوابتنا للعمل الكثير، وان أزماتنا المتلاحقة، سبب في ايماننا بضرورة التحرك.
أقول هذا الكلام وأنا اعرف ازماتنا السياسية، واختلالاتنا الاقتصادية، وخلافاتنا البينية، وملفاتنا المزمنة كالديون والمجاعات والأوبئة والأمية والانفجارات السكانية والتصحر والتعثر التنموي وغيرها من ملفات، لكنني في ذات الوقت، أعرف تماما، ما نملك برغم كل شيء، أعرف ابداعات شبابنا المسلم، واعرف نجاحات المرأة المسلمة، واعرف بقاء الوجدان الإسلامي القائم على الايمان بهذا الدين العظيم حيا ومتوهجا، واعرف التحولات الديموقراطية والحقوقية التي طرأت علينا وان كانت على مهل وبطء، وأعرف الكثير من التطورات التي ساهمت وتساهم في تغييرنا وتغيرنا.
ومن هذا الوعي، علينا ان نعمل، ومن هذا الادراك علينا ان نتطلع الى الامام، ومن تلك المعرفة بما حدث وما يحدث، علينا التحرك قدما.
هناك فرق بين المراجعة الذاتية المطلوبة، وبين البكاء على اللبن المسكوب.
وهناك فرق بين النقد الذاتي، وبين جلد الذات. وهناك فرق بين معرفة عيوبنا والاقرار بها، وبين الوقوع أسرى عقد النقص.
وهناك فرق بين الانفتاح على الآخر، المختلف، والمغاير، وبين الوقوع تحت تأثيره بما يؤدي الى المسخ الحضاري، والانسلاخ من الهوية. نحن مسلمون، ونتكأ على رصيد متراكم وضخم من الحضارة، لكننا كأسلافنا المتنورين، منفتحون على الحضارات الأخرى، لا نخشى التقاطع معها، والتفاعل مع مخرجاتها.
فقط تذكروا، كم لغة وعرق ودين ولون وجنس استظلت تحت حضارتنا في السابق، دون ان يغير من حقيقة ان حضارتنا كانت إسلامية، هكذا تدرس في الجامعات، وهكذا تسمى (الحضارة الإسلامية)
أقول هذا الكلام، لأنني أدعو دائما الى التعاون مع الآخر، وعدم الانعزال، والانكفاء، فحتى تنتصر لقضاياك، عليك أن تقنع العالم بها، بعدالتها، وبجدواها.
عليك أن تطرح همومك وملفاتك على كل الموائد والطاولات، تناقش، وتحاور، وتقنع، وهنا لا بأس من التذكير بمثالين سريعين، ليس من الماضي السحيق، بل من العامين الماضيين.
كلكم أيها السادة، تتذكرون البندين الطارئين اللذين تقدمنا بهما أمام آخر مؤتمرين للاتحاد البرلماني الدولي، ونجحنا في تمريرهما، البند المتعلق بالقدس والبند المتعلق بالروهينغيا
هل كنا نستطيع وحدنا كدول إسلامية تمرير هذين البندين، أم كنا نحتاج الى الآخر، المختلف معنا؟ فقط انظروا ودققوا في أسماء من صوت معنا، لتعرفوا فقط ان قضايانا كما أكدت مرارا، هي قضايا إنسانية عادلة، عابرة للقارات، والديانات، والأعراق، واللغات.
ما أريد أن أقوله هنا، هو اننا لسنا وحدنا في هذا العالم.
لدينا قضايانا، ولدى العالم قضاياه، لكن حتما لدينا نحن والعالم قضايانا المشتركة، وأغلب قضايانا الإسلامية، هي قضايا عالمية، أو هكذا يجب النظر عليها والتسويق لها، لانها قضايا إنسانية بامتياز.
تذكروا أيها السادة اننا كدول إسلامية، أعضاء في الأمم المتحدة.
وأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي، وأعضاء في اللجنة الأولمبية الدولية.
نحن أعضاء في اليونيسكو والفاو واليونيسيف ومنظمة التجارة الدولية ومنظمة العمل الدولية وغيرها من مئات المنظمات الدولية.
وفي كل تلك المنظمات، هناك الآخر، شريكنا في الإنسانية وجارنا في هذا الكوكب.
لذلك علينا النظر باستمرار، الى كيفية التعامل والتحاور والتفاعل مع شركائنا الدوليين والإقليميين.
الأخوة الحضور..
إن مؤتمرنا هذا الذي يعقد في المملكة المغربية العزيزة، التي تترأس منذ عام 1975 لجنة القدس، بدءا من جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، وصولا الى جلالة الملك محمد السادس، فرصة للتداول عبر لجانه المتعددة، في آليات العمل المستقبلي بشأن قضايانا الإسلامية المختلفة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس.
كما ان مؤتمرنا هذا، يعد فرصة ومناسبة للتعاطي بشأن ملفاتنا المزمنة، التي ظلت عقودا من الزمن بلا حل، كملف الجزر الإماراتية الثلاث، وملف كشمير وملف الأقليات المسلمة المضطهدة، أو ملفاتنا المستحدثة كملف الروهينغيا واليمن وسورية وغيرها من ملفات وقضايا.
وأنا واثق كل الثقة في قدرتنا على النجاح في التوصل الى رؤى وخطط تتعلق بكيفية التنسيق والتعاون لإبراز قضايانا وملفاتنا المستحقة في المحافل البرلمانية القارية والدولية.
مرة أخرى شكرا للمغرب، على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم، وكرم الضيافة، متمنيا لمؤتمرنا هذا السداد والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى