تصدى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، لرئيس وفد الكنيست الإسرائيلي في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي على خلفية موضوع النواب الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية واصفًا إياه بالمحتل وقاتل الأطفال.
وخاطب الغانم رئيس الوفد الإسرائيلي بعد مداخلته في الجلسة الختامية للمؤتمر حول تقرير عن أوضاع النواب الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، «أقول لممثل هذا البرلمان المغتصب في هذه الثواني إن كلامه ينطبق عليه المثل المعروف عالميًّا.. إن لم تستح فافعل ما شئت».
وأكمل الغانم كلامه لمندوب إسرائيل «عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من هذه القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة بالعالم.. اخرج الآن من القاعة إن كان لديك ذرة من الكرامة يا محتل يا قاتل الأطفال».
وقال الغانم إن ما ذكره رئيس الوفد الإسرائيلي «يمثل أخطر أنواع الإرهاب وهو إرهاب الدولة».
وعقب مداخلة الغانم ومداخلات عدة وفود عربية انسحب الوفد الإسرائيلي من القاعة وسط تصفيق عشرات من الوفود البرلمانية المشاركة في المؤتمر.
برلمانات شريفة
وقال الغانم في تصريح صحافي بعد تصديه لمداخلة رئيس الكنيست الاسرائيلي، ان كلمة وفد الكنيست استثارت العديد من الوفود البرلمانية وعلى رأسها الوفد الكويتي «ودفعنا للرد عليه، حيث اكدنا انه لا ينتمي لقاعة المؤتمر التي تضم ممثلي البرلمانات الشريفة وان عليه ان يخرج منها».
وقال الغانم «قلت لوفد الكيان الغاصب ان عليه ان يحمل حقائبه ويخرج من القاعة، ولأنه جبان وبسبب ردة الفعل على مداخلاتنا ومداخلات البرلمانيين الشرفاء، اضطر ان يخرج مذعورا من القاعة».
واضاف الغانم «اقول لكل من يحاول ان يثبط الهمم ويقلل من العزائم ان المولى عز وجل لا يكلف نفسا الا وسعها، ونحن وضعنا طرد الكنيست الاسرائيلي من الاتحاد البرلماني الدولي ليكون هدفا لنا وليصبح اكبر انجاز سياسي منذ ما يقارب نصف قرن».
انتخابات الرئاسة
وفي الوقت الذي نجحت المجموعة العربية في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في ترجيح كفة المرشحة المكسيكية غابريلا بارون، في الفوز على منافستها الأرغوانية افونا باسادا، بمنصب رئاسة البرلمان الدولي من خلال التحركات والمباحثات التي قادها رئيس مجلس الأمة ورئيس وفد الشعبة البرلمانية مرزوق الغانم، مع ممثلي الوفود البرلمانية في الدول الصديقة والإسلامية والعربية.
وقال الغانم إن نتائج انتخابات رئاسة الاتحاد البرلماني الدولي أثبتت ثقل المجموعة العربية وتأثيرها عندما تصوت ككتلة واحدة.
وقال الغانم في تصريح صحافي عقب التصويت على انتخابات الرئاسة التي أسفرت عن فوز المرشحة المكسيكية غابرييلا كويفاس «إن لقاءنا المطول كوفد كويتي مع كويفاس ومن ثم لقاءات زملائي العرب معها واجتماعنا لاحقًا كمجموعة عربية أسفرت عن قرار جماعي بدعم كويفاس».
وأضاف الغانم «إن دعم كويفاس جاء بعد أن أكدنا لها ضرورة أن تتبنى الرئاسة القادمة القضايا العربية والإسلامية العادلة وأن يتم العمل حثيثًا لاعتماد اللغة العربية من ضمن اللغات الرسمية الأساسية في الاتحاد، إضافة إلى تبني الأفكار المتعلقة بضرورة تعديل النظام الأساسي للاتحاد، بحيث يتم فرض إجراءات وجزاءات وعقوبات إزاء أي برلمان يخالف مبادئ النظام الاساسي للاتحاد».
اشاد اعضاء الشعبة البرلمانية المشاركون في المؤتمر بالنتائج التي تحققت، واصفين ما حدث في الجلسة الختامية للمؤتمر بالنتيجة المرضية، حيث تصدى خلالها رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، للوفد الاسرائيلي وطالبه بمغادرة القاعة والانتفاضة العربية التي انتهت بمغادرة الوفد الاسرائيلي بالمشهد التاريخي.
وقال النائب محمد الدلال في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في المؤتمر «اليوم مشهد تاريخي، اذ شهدنا انتفاضة عربية واسلامية ضد الكيان الصهيوني الذي خسر جولة سياسية برلمانية، تعكس حقيقة ممارسته الاجرامية والكلمات التي قيلت من الوفود العربية بحق الانتهاكات الاسرائيلية مؤثرة وكبيرة، التي اجبرت وفد الكنيست الاسرائيلي بالخروج من القاعة».
واضاف «ولا شك بأن كلمة الرئيس الغانم الذي وصفهم بأنهم دولة ارهاب واجرام ومتجاوزين للمواثيق الدولية، وتفاعلت مع كلمته الكثير من الوفود العربية انتهى الامر بالنهاية بخروج وفد الكنيست الاسرائيلي من القاعة».
بدوره، قال النائب عمر الطبطبائي: «ان الكيان الصهيوني يحاول ايصال رسالة للعالم بأنه دولة ديموقراطية في محاولة لتغطية جرائمه غير الانسانية بحق الشعب الفلسطيني».
من جانبه، اثنى النائب وليد الطبطبائي على المواجهة البرلمانية الدولية العربية الإسلامية، حين رُفضت حجج ممثلي الكيان الصهيوني المعترضين على تقرير حقوق الانسان الذي يدين اعتقال البرلمانيين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
واعتبر الطبطبائي رد الكويت ودول اخرى عربية واسلامية بالممتاز، لرفضها حجج الكيان الصهيوني الواهية، الامر الذي أدى الى انزعاجه وخروجه من القاعة، بحجة تصنيفه لدولنا المعترضة على ممارساته بأنها دول غير ديموقراطية، مدعيا انه الدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة.
العلي: نثمن المبادرة
اعربت عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسة ورئيسة وحدة الدراسات الآسيوية السياسية بجامعة الكويت د. سحر العلي، عن فخرها بالمبادرة الرائعة لرئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، الذي بادر منذ ٤ سنوات باحتضان الشباب الجامعي الأكاديمي. وثمنت العلي في تصريح صحافي البادرة، خاصة انها تأتي تماشيا مع توجهات سمو الامير بالاهتمام بشريحة الشباب لأنها الركيزة الاساسية للتنمية وبناء المجتمع، وهم من أهم الدعامات للحفاظ على الأمن الوطني للبلاد.
وقالت العلي إن مشاركة الطلبة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي هي الثالثة، حيث شاركنا في المؤتمر الذي سبق ان أقيم بجنيف، يليه المؤتمر الذي أقيم في القاهرة، والآن في بطرسبيرغ لحضور جلسات واجتماعات اتحاد البرلمان الدولي.
تفاعل نيابي
تفاعل النواب مع تصدي الغانم لرئيس وفد الكنيست الاسرائيلي، وقال النائب سعد الخنفور إنه موقف مشرف من الاخ مرزوق الغانم، وغير مستغرب من أهل هذه الأرض الطيبة، الكويت، سواء من قيادتها أو حكومتها أو ممثليها.
بدوره، شكر النائب مبارك الحريص، رئيس مجلس الامة على الكلمة التي القاها بالاتحاد البرلماني الدولي تجاه وفد الكيان الصهيوني، فهي كلمة حق يعتز بها كل مسلم.
من جانبه، قال النائب ماجد المطيري أفتخر بموقف زملائي النواب بطرد الكيان الصهيوني في المؤتمر اليوم، والكويت دائما تقف مع فلسطين وجميع الدول العربية.
وعبر النائب د. عوده الرويعي عن شكره بطريقته الخاصة وقال:
ومَا فِي الشَّجَـاعَةِ حَتْـفُ الشُّجَـاعِ
ولا مَـدَّ عُـمْـرَ الجَبَـانِ الجُبْـنُ
